السفير الفلسطيني يخص "سبق" بحوار موسع.. ويؤكد: جهود السعودية في دعم فلسطين أفعال تَجَسدت على أرض الواقع وليست شعارات

أشاد بموقف ولي العهد برفض إقامة علاقات مع إسرائيل حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة
السفير الفلسطيني لدى المملكة باسم الأغا
السفير الفلسطيني لدى المملكة باسم الأغا
تم النشر في

- الدم السعودي منذ القِدَم خضّب تراب فلسطين في كثير من الحروب العربية للدفاع عنها.

- مبادرة المملكة في دعم فلسطين ماليًّا ومعالجة الوضع الإنساني في غزة يُعد بلسمًا لعلاج أوجاع الفلسطينيين.

- في "السوشيال ميديا" أُحَذر السعوديين والفلسطينيين من موقع عبري إسرائيلي صهيوني اسمه 8200 متخصص في نشر الفتنة والتفرقة بينهما.

- إسرائيل تمارس حاليًا عمليات إبادة جماعية في فلسطين ولبنان.. وأتساءل: أين حقوق الإنسان؟ وأين الديمقراطية التي يقولونها؟

- كل ما ترونه على الشاشات لا يمثل نقطة في بحر أمام ما يحدث فعليًّا في غزة والمدن الفلسطينية من قتل وتدمير على الواقع.. فلا حياة تذكر.

- المسجد الأقصى يتعرض الآن للتخريب من المتطرفين اليهود والمدارس الدينية اليهودية لهدمه ونسفه وبناء هيكلهم المزعوم.

- تم أسر أكثر من 24 ألف فلسطيني يقبعون حاليًا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والقسوة.

حوار/ شقران الرشيدي: يقول السفير الفلسطيني لدى المملكة باسم الأغا: "الموقف السعودي السياسي ثابت تجاه فلسطين، ولم تتردد يومًا في تقديم الدعم والإسناد للقضية الفلسطينية، كما أن الدم السعودي خضّب تراب فلسطين في كثير من الحروب العربية للدفاع عنها، وتمازج مع الدم الفلسطيني".

ويشيد في حواره مع "سبق" بجهود خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، الحثيثة منذ بداية الحرب في غزة لوقف العدوان والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لدى افتتاحه أعمال الشورى، من أن القضية الفلسطينية تتصدر اهتمام المملكة، ورفض إقامة علاقات مع إسرائيل حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وحفظ حق الشعب الفلسطيني.

ويؤكد أن السعوديين والفلسطينيين إخوة مترابطون، ويدعمون بعضهم في مختلف المجالات؛ محذرًا من موقع عبري إسرائيلي صهيوني اسمه "8200"، متخصص في نشر "البروباغندا" الإسرائيلية، متمنيًا من الجميع أن يعرف ما يقوم به من فتنة بين الإخوة العرب.

ويتناول الحوار عددًا من القضايا السياسية والدبلوماسية المهمة فإلى التفاصيل.

العلاقات السعودية الفلسطينية

Q

** كيف تصف العلاقات السعودية الفلسطينية حاليًا، وفي أي مرحلة تمر؟

السعودية داعمة للقضية الفلسطينية منذ عهد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، ووقفت حصنًا منيعًا في مواجهة كل الضغوط والمحاولات الرامية لإضعاف دعمها للقضية الفلسطينية، وفي عهد ملوك السعودية، وحتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد محمد بن سلمان -حفظهما الله- فإن الموقف السعودي السياسي ثابت تجاه فلسطين، ولم تتردد يومًا في تقديم الدعم والإسناد للقضية الفلسطينية، كما أن الدم السعودي خضّب تراب فلسطين في كثير من الحروب العربية للدفاع عنها، وتمازج مع الدم الفلسطيني، وبالتالي فالسعودية موقفها ثابت من القضية الفلسطينية طوال هذه السنوات، وصولًا إلى جهودها الراهنة لاحتواء الأزمة القائمة في قطاع غزة ومعالجة الوضع الإنساني الحرج، ودورها في توحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه هذه الأزمة عبر ترؤسها اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية لدعم أهلنا في فلسطين، يضاف إلى ذلك دور المملكة القوي والمؤثر في إعلانها باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين إطلاقَ "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، والسعودية بذلت بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد منذ بداية الحرب على غزة جهودًا كبيرة لوقف العدوان والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد حققت نجاحات في ذلك بفعل دورها المحوري.. ويعزز ذلك ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لدى افتتاحه أعمال مجلس الشورى، من أن القضية الفلسطينية تتصدر اهتمام بلاده، ورفضه إقامة علاقات مع إسرائيل حتى يتم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة مما حفظ حق الشعب الفلسطيني.

دعم مالي شهري

Q

** بادرت السعودية، وقدمت دعمًا ماليًّا شهريًّا إلى فلسطين للمساهمة في معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها، كيف ترى مثل هذا الدعم؟

مبادرة السعودية في تقديم الدعم المالي لفلسطين؛ فضلًا عن مساهمتها في معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها، يعد بلسمًا لعلاج أوجاع الفلسطينيين، وتخفيف آثار المعاناة التي تحيط بهم، وبهذه المعطيات تؤكد السعودية مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية وشعبها، الذي يواجه حرب إبادة من الكيان الصهيوني، الذي يعتبر من أقوى المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية، وجهودُ المملكة في دعم قضية فلسطين واضحة وليست شعارات؛ وإنما أفعال تجسدت على أرض الواقع، والذي رأيناه بأم أعيننا عبر جهود مركز الملك سلمان للإغاثة ومحاولة التخفيف من آلام شعبنا، وكذلك تقديم الدعم الدبلوماسي أو المادي أو المعنوي لشعبنا؛ مما سيكون له أثر إيجابي وانعكاسات على قضية فلسطين، وما نراه حاليًا من جولات وزير الخارجية سمو الأمير فيصل بن فرحان، الذي جاب العالم؛ لهو دليل على سعي المملكة لكسب الدعم للدفع باتجاه وقف العدوان والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريفة. كما دعمت السعودية وكالة "الأونروا"، وكذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعَم القدس في قمة الظهران العربية عام 2018 بتسميتها "قمة القدس" ردًّا على من أراد أن يجعلها عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

موقع عبري إسرائيلي

Q

** نلاحظ في "السوشيال ميديا" بعض التوتر بين سعوديين وفلسطينيين، تصل أحيانًا لحد التجريح والإسفاف والمناوشات؛ فمن المسؤول عنها؟

السعوديون والفلسطينيون إخوة مترابطون، ويدعمون بعضهم في مختلف المجالات، وأحذّر من موقع عبري إسرائيلي صهيوني اسمه "8200"، متخصص في نشر "البروباغندا" الإسرائيلية، وأتمنى من الجميع أن يعرف ما يقوم به من فتنة بين الإخوة العرب؛ فهذا الموقع يتحدث أحيانًا باللهجة السعودية، ومرة باللهجة الفلسطينية، والجزائرية، والمغربية، والسورية، وغيرها من اللهجات العربية، ليبث الفرقة بيننا، وتركيزه على شق الصف العربي، كما أن هناك من يكتب في "السوشيال ميديا" بـ1000 معرّف ليمارس أساليبه الخبيثة، وكذلك يوجد بعض ضعاف نفوس الذين يستغلون الأزمات للتفريق بين الإخوة، وهناك ناس طيبون يصدقون ما يقرؤونه، ويتوقعون أنه حقيقي؛ لكن الموقف الثابت للسعودية والسعوديين مع إخوانهم الفلسطينيون يتجاوز كل هذه المحاولات السيئة، والوعي العربي السليم لا يتجاوب مع مثل هذه التفاهات، ولا يدخل في النقاشات المسببة للفتنة والنزاعات؛ فالوعي خير دليل على ذلك.

اغتيال نصر الله وقادة حماس

Q

** ما هي انعكاسات اغتيال أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، وعدد من قادة حماس على القضية الفلسطينية؟

عندما تصل الأمور لهذا الحد؛ فالأمر يتجاوز حسن نصر الله، وقادة حماس، فما يهمنا هو ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، واللبناني من إبادة جماعية، ومن المفروض ألا نتوقف عند بعض المواقف؛ بل إن الحالة الراهنة تتطلب أن نتجاوزها؛ وذلك لقيام إسرائيل بعمليات إبادة جماعية لكل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية واللبنانية، وهذا الكيان الصهيوني يسعى إلى إبادة العرب جميعًا، ودورهم تخريبي بدعم الغرب وعلى رأسهم أمريكا، وهنا أتساءل: أين حقوق الإنسان؟ وأين الديمقراطية التي يقولونها؟ وطبعًا لا يمكن أن يطبقها في عالمنا العربي، الحل العادل المطروح هو قيام دولتين (فلسطينية وإسرائيلية)؛ لكنهم لا يريدون ذلك، والرئيس الأمريكي "بايدن" يستطيع إيقاف هذه الحرب والعدوان المستمر؛ لكنه لا يفعل شيئًا.

قطاع غزة

Q

** ما هو الوضع الحالي في قطاع غزة؟

ما يحدث في قطاع غزة والمدن الفلسطينية، لا يوصف؛ فلديّ اتصالاتي مع أهلي وزملائي هناك، وكل ما ترونه على الشاشات لا يمثل شيئًا، ولا حتى نقطة في بحر أمام ما يحدث فعليًّا من قتل وتدمير على أرض الواقع؛ فلا حياة تذكر، وتم مسح المدن والقرى الفلسطينية بالكامل، والعائلات والنساء والأطفال تعاني من الفقر والجوع ونقص الأدوية ومياه الشرب، وتسعى إسرائيل لتجويع الشعب الفلسطيني هناك وتهجيرهم قسرًا، ولولا الموقف السعودي والأردني والمصري لتم تهجيرهم من أراضيهم بالقوة، كذلك لا ننسى ما يتعرض له المسجد الأقصى من تخريب المتطرفين اليهود والمدارس الدينية اليهودية الذين يحاولون هدمه ونسفه لبناء هيكلهم المزعوم، كذلك هناك قضية الأسرى الفلسطينيين، فقد تم أسر أكثر من 24 ألف فلسطيني يقبعون حاليًا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والقسوة؛ لكن لا نزال نعيش بالأمل وبوقوف إخواننا العرب معنا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org