أمين جمعية "مُعين" لتأهيل الأحداث والمعرضين للانحراف يكشف لـ"سبق": الرفقة الإلكترونية والصدمات والتاريخ العائلي تدفع المراهقين للمخدرات

أكد أن الدولة هيأت مراكز علاجية كـ"منزل منتصف الطريق" ودعمت جمعيات متخصصة لتأهيل المراهقين "المدمنين"
 الأمين العام لجمعية مُعين لتأهيل الأحداث والمعرضين للانحراف بمنطقة الرياض ناصر البقمي
الأمين العام لجمعية مُعين لتأهيل الأحداث والمعرضين للانحراف بمنطقة الرياض ناصر البقمي
تم النشر في

- لا نقدم العلاج الطبي للمدمنين ولدينا مسار تأهيلي مخصص للأحداث تحت سن الـ 18 ولطلاب المدارس.

- الجمعية وقعت اتفاقيات مع بعض المدارس لتوعية الطلاب وحمايتهم وتحصينهم ضد الانحرافات السلوكية والفكرية.

- من التجارب المؤثرة التي مرت علينا أن مراهقاً صاحب سوابق في دار "الملاحظة" تغير بعد التحاقه بـ"المدمنين المجهولين" وأكمل دراسته ووجد وظيفة مسائية.

- من المفاهيم الخاطئة اعتقاد البعض أنه لا يمكن أن يتغير أو يتوقف عن التعاطي مع أن القرآن الكريم يؤكد لنا أن النفس قابلة للتغيُّر.

- في برنامجنا الأسري تأثر أب وتوقف عن التعاطي بسبب رؤيته للتغير الإيجابي الكبير في سلوك ابنه ومواظبته على الصلاة في المسجد.

- المراهقون والمراهقات يحتاجون الأب القدوة والصديق والأم القدوة والصديقة أكثر من شخصية الوالدين التقليدية.

- من المهم عندنا تحديد مستوى التفاعل والاستجابة ومعالجة الانحراف وعدم الوقوع في الانتكاسة.

- بعض الآباء يُذكّر أبناءه بحقه دائماً وينسى أن للأبناء حقاً عليه من حسن التعامل والتودد والحب الغير مشروط.

- تعاطي الأبوين أو الأخ الأكبر أو الأقارب من الدرجة الأولى يشكل خطراً كبيراً على الأبناء المراهقين.

- نقدم المشاريع التربوية والنفسية والاجتماعية والمهارية ودورات متخصصة وجلسات استشارية لبناء الشخصية وتقويم السلوك.

- مشروعنا الجديد "قادر" تأهيلي تدريبي يقوم على منهجية "ماتريكس" العالمية والخطوات الـ12 ويقوم عليه فريق متخصص.

يقول الأمين العام لجمعية (مُعين) لتأهيل الأحداث والمعرضين للانحراف بمنطقة الرياض، ناصر البقمي: "نحن نؤهل المستفيدين تربوياً ونفسياً، واجتماعياً، ومهارياً من خلال دورات متخصصة، وجلسات استشارية مع مختصين لتسهم هذه البرامج في بناء الشخصية، وتقويم السلوك".

ويؤكد في حواره مع "سبق" أن الجمعية وقعت مع مجموعة من المدارس اتفاقيات لتقديم مشاريع وبرامج لتوعية الطلاب وحمايتهم وتحصينهم ضد الانحرافات السلوكية والفكرية.

ويضيف أن هناك أسباباً كثيرة تؤدي لوقوع الأحداث والمراهقين في التعاطي، ومن الأسباب التي يغفل عنها الكثير وجود تاريخ عائلي لتعاطي المخدرات سواءً من الأبوين أو الأخ الأكبر أو أقارب الدرجة الأولى، وهذا يشكل خطراً كبيراً على الأبناء المراهقين.

ويتطرق الحوار لعدد من المحاور المهمة، فإلى التفاصيل:

أول جمعية

تعد (مُعين) أول جمعية تخصصية لتأهيل الأحداث والمعرضين للانحراف في منطقة الرياض بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية.. حدثنا عن هذا الدور المهم للجمعية؟

وقعت جمعية "مُعين" لتأهيل الأحداث والمعرضين للانحراف اتفاقية مع وزارة الموارد لتقديم مجموعة من المشاريع، والبرامج للمستفيدين في المراكز والدور التابعة للوزارة لتأهيل المستفيدين تربوياً ونفسياً، واجتماعياً، ومهارياً من خلال دورات متخصصة، وجلسات استشارية مع مختصين تسهم هذه البرامج في بناء الشخصية، وتقويم السلوك لدى المستفيدين، كذلك وقعت الجمعية مع مجموعة من المدارس اتفاقيات لتقديم مشاريع وبرامج لتوعية الطلاب وحمايتهم وتحصينهم ضد الانحرافات السلوكية والفكرية؛ كمشروع "بوصلتي" التربوي، ومشروع ارتقاء القيمي، ومشروع "مُعان" التدريبي بدعم من أوقاف تركي الضحيان الخيرية.

تأهيل

ما أهم المبادارت والمشاريع التي تقدمها الجمعية لتأهيل الأحداث والمعرضين للانحراف؟

لدينا عدة برامج ومبادرات منها وقعت الجمعية مع وزاررة الموارد البشرية ممثلة في "برنامج سخاء" اتفاقية لإنشاء أول "منزل منتصف طريق" لتأهيل مرضى الإدمان للأحداث من البنين والبنات في المملكة، وسلمت الوزارة للجمعية مبنى مساحته 11000 متر مربع في مدينة الرياض لتأهيله وإعادة ترميمه بما يتناسب مع احتياجات المشروع، وجارٍ العمل عليه، وكذلك لدينا مبادرة سيتم إطلاقها مع بداية العام الجديد 2024 بإذن الله بدعم من أوقاف فهد العويضة الخيرية باسم "كوفي مُعين" عبارة عن "كرفان" متنقل بطول 14 متراً يحتوي على ثلاثة أقسام؛ قسم كوفي تقدم فيه الخدمات مجاناً، وقسم يحتوي على معرض للتوعية بأضرار المخدرات بطريقة احترفية وحديثة، والقسم الثالث غرف للاستشارات النفسية، والاجتماعية، والأسرية مجاناً، ويتواجد المعرض في الأماكن العامة والمدارس والاحتفالات الرسمية وغيرها، كذلك أطلقت الجمعية حملة باسم #لاتفكر _تجرب للتوعية بأضرار المخدرات في دور الأحداث والمدارس دشنها وكيل الوزارة والقائم بأعمال قطاع التنمية المهندس سلطان بن جريس الجريس تضمنت الحملة عدة فيديوهات توعوية من إنتاج الجمعية.

تعاطي الأحداث

يخفى على الكثيرين حقيقة تعاطي الأحداث والمراهقين فما أسباب لجوئهم لها؟ وهل للعوامل الأسرية دور في انحرافهم؟

لا شك أن هناك أسباباً كثيرة لوقوع الأحداث والمراهقين في التعاطي، ومن الأسباب التي يغفل عنها الكثير وجود تاريخ عائلي لتعاطي المخدرات سواءً من الأبوين أو الأخ الأكبر أو أقارب الدرجة الأولى، وفي الحقيقة هذا يشكل خطراً كبيراً على الأبناء المراهقين، ويعتقد بعض المدمنين أن إدمانه محصور عليه، وما علم أنه يؤثر بشكل كبير على من حوله من أسرته وأقاربه، وأنه باستمراره في التعاطي يقدم للمجتمع ضحايا إدمانه من أقرب الناس له، وأيضاً وجود بعض العوامل النفسية القديمة مثل الاكتئاب، والقلق أو بعض الصدمات النفسية لدى المراهقين قد تؤدي إلى اللجوء إلى المخدرات كوسيلة لتخفيف الألم النفسي والتوتر، وكذلك الرفقة السيئة، وخاصة الرفقه الإلكترونية إن صح التعبير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وهنا يتأكد دور الوالدين في المتابعة للأبناء والاحتواء في وقت مُبكر.

علاج طبي

هل تقدم الجمعية الرعاية الصحية والنفسية والعلاجية للمدمنين؟

الجمعية لا تقدم علاج المدمنين طبياً، وتقدم مسار تأهيل المدمنين من الأحداث تحت سن 18 عاماً نظراً للتخصص في الأحداث، ولدينا برامج متنوعة تربوية وقيمية ومهارية، سواءً للأحداث في المراكز التابعة لوزارة الموارد أو أبنائنا طلاب المدارس، ومن في حكمهم.

التفاعل

كيف ترى تفاعل أسر وأهالي هؤلاء المراهقين والأحداث معهم؟ وما هي الطريقة الصحيحة للتعامل؟

نعم لمسنا تفاعلاً وتعاوناً من معظم الأُسر، وإن كان متأخراً. الأبناء المراهقون يحتاجون إلى دور الأب القدوة والصديق والأم القدوة والصديقة أكثر من شخصية الوالدين التقليدية المبنية على تنفيذ أوامر السلطة العليا في المنزل بدون نقاش أو تفاهم ناهيك عن الجفا أحياناً؛ حتى إن بعض الآباء تجده دائماً يُذكّر أبناءه بحقه، ونسى أن للأبناء حقاً عليه من حسن التعامل والتودد والحب غير المشروط، نعم التربية بالحب أسلوب من الأساليب الناجحة جداً مع الأبناء، ولا سيما هذه الأيام لحمايتهم من الزلل، وتكوين علاقة وطيدة بين الوالدين وأبنائهم يجعلهم يشعرون بقربهم، وهذا القرب يجعل الأبناء يزدادون ثقة في والديهم، ويحول الوالدين إلى مستشارين خاصين للأبناء يرجعون إليهم عند الحاجة لإرشادهم، وتصحيح مسارهم، وهذه علامة من علامات نجاح الوالدين في تربية أبنائهم، وفي الحقيقة الأبناء يحتاجون إلى الوالدان اللذين يشاركان أبناءهم كل اهتماماتهم، وهواياتهم مع الاحتواء، والتوجيه المستمر للحيلولة دون لجوء الأبناء إلى رفقة سيئة قد تكون بداية النهاية.

تجارب

ما أكثر التجارب المؤثرة التي مرت على الجمعية في التعامل مع الأحداث والمراهقين المعرضين للانحراف "مع ذكر حالات"؟

في الحقيقة بفضل الله أولاً؛ المخرجات فاقت التصورات، والمؤشرات المحددة، الاستجابة عالية جداً، وأبناؤنا فيهم خيرٌ كثير، مجرد قليل من العناية والتوجيه والاحتواء المستمر، بعدها تكون النتائج مبهرة. ومن الحالات التي مرت علينا في الجمعية أحد المستفيدين ممن له عدة سوابق في دار الملاحظة، وبعد الانضمام لبرامج الجمعية تحسن كثيراً، وتوقف عن التعاطي، وبعد خروجه تواصل معه فريق الجمعية، وتم إلحاقه بزمالة المدمنين المجهولين بالرياض، واستمر فيها وأكمل دراسته ووجد وظيفة مسائية، وتغير تماماً، ولله الحمد، ومن الحالات أيضاً أحد المستفيدين وأثناء البرنامج الأسري اتضح أن والده مدمن، وبعد خروج الابن لاحظ الأب تغيراً كبيراً إيجابياً في سلوك الابن ومواظبته على الصلاة في المسجد؛ فتأثر الأب من ذلك بشدة، وتوقف عن التعاطي، وتم إلحاقه هو أيضاً بزمالة المدمنين المجهولين، والحمدلله، لدينا في الجمعية متابعة للمستفيدين بعد خروجهم أثمرت نجاحات كبيرة.

خطة علاجية

كيف يمكن تأهيل الشاب المتعاطي للتعايش مع حالته؟ وهل هناك خطة علاجية معينة لمنعه من الانحراف؟

مراحل المشروع الثلاث كافية، بإذن الله، في إعادة تأهيل المتعاطي من خلال تحفيز الدافعية نحو التعافي، وكيفية التعامل مع الأفكار المُلحة والمهارات الخاصة، كما يوجد ملف خاص بكل مستفيد لدراسة حالته قبل دخول البرنامج، وتعيين أخصائي خاص بكل مستفيد لمتابعة حالته، ووضع خطة علاجية مُحكمة لها أهداف، ووسائل تحقيق كل هدف مع جلسات فردية مستمرة مع المستفيد لتحديد مستوى التفاعل والاستجابة ومعالجة الانحراف عن الخطة أو الوقوع في الانتكاسة، لا قدر الله، أثناء البرنامج.

توبة المتعاطي

ما المفاهيم الخاطئة حول توبة المتعاطي؟ وما الخدمات الحكومية وغير الحكومية المقدمة لهم؟

المفاهيم الخاطئة كثيرة، ومنها اعتقاد البعض أنه لا يمكن أن يتغير أو يتوقف عن التعاطي مع أن القرآن يؤكد لنا أن النفس قابلة للتغيير، وبالتالي فإن السلوك قابل للتعديل كما قال الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) كذلك اعتقاد بعض المدمنين أنه يمكن أن يتوقف دون برنامج علاجي، والواقع خلاف ذلك قد يستطيع التوقف لفترة محدودة لكن العبرة هي الإستمرار في التوقف بدون انتكاسة، والدولة، رعاه الله، هيأت مراكز علاجية متمثلة في مستشفى الأمل الطبي، ومنزل منتصف الطريق التابع له، وغيره من اللجان الوطنية لمكافحة هذا الداء العضال كلجنة "نبراس"، وفتحت المجال للجمعيات الخيرية المتخصصة في تأهيل مرضى الإدمان إضافة إلى المراكز الأهلية والتي بدأت تنتشر حديثاً.

قادر

ما أبرز ملامح مشروع "قادر" لتأهيل مرضى الإدمان؟

مشروع "قادر" لتأهيل مرضى الإدمان تم تنفيذه في دار الأحداث. النسخة الأولى كانت بدعم من مؤسسة عبدالله الراجحي الخيرية، والنسخة الثانية كانت بدعم مشترك بين أوقاف أبانمي، ومؤسسة عبدالله الراجحي الخيرية، ونظراً لنجاح المشروع ومخرجاته الرائعه سيتم تنفيذه بدعم من مؤسسة عبدالله الراجحي للمرة الثالثة على التوالي مع بداية العام القادم، وهو مشروع تأهيلي تدريبي يقوم على منهجية "ماتركس" العالمية، والخطوات الـ12 يقوم عليه فريق متخصص بمراحل ثلاث يتم من خلالها تأهيل المتعاطي بأدوات، وفنيات للتعامل مع افكار التعاطي المُلحة وسلوكياته القهرية، وأُضيف للمشروع مسار الإرشاد الأُسري تم من خلاله إقامة عدة دورات تدريبية لأُسر المستفيدين، وكذلك جلسات استشارية لكل أسرة مع الأخصائيين الذين باشروا البرنامج مع الابن، أسهم هذا المسار في إرشاد الأسرة إلى كيفية التعامل مع الابن المتعافي وإعانته على الاستمرار في تعافيه دون انتكاسته، وكان له أثر كبير عليهم. وفي ذات الإطار التوعوي شاركنا خلال الفترة القليلة الماضية في المؤتمر العلمي الأول في مدينة جازان ⁧بعنوان "علاج الإدمان.. الواقع والتحديات"،⁩ تحت شعار "علاج الإدمان بالمملكة العربية السعودية الواقع والتحديات"، ‏برعاية كريمة من الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org