- مسلسل "مخرج ٧" سطحي يعتمد على التهريج ولم يوفق في رسالته.
- دخول المرأة السعودية للشورى أسهم وبشكل فعّال في الدفاع عن حقوق المجتمع.
- بعض أصحاب الكراسي يمارسون سلوكيات فيها عدائية وتنمر.. والمناصب تذهب والنفوذ يزول.
- الأقسام النسائية الحكومية تواجه محدودية الصلاحيات والترقيات وضعف الميزانيات.
- بعض الموظفين قد يمارسون التملق للوصول لمصالحهم الشخصية.
- على الرغم من حداثة دخول النساء للمناصب وقلة عددهن إلا أنهن أحدثن تغييرات.
- هذه أبرز التحديات التي تعوق المرأة للوصول للمناصب القيادية.
- المرأة السعودية أصبحت مديرة عامة وسفيرة ومتحدثة وفي المناصب القيادية المتعددة قريبًا.
- رؤية 2030 وضعت قضايا المرأة في المقدمة ورفعت نسبة مشاركتها في سوق العمل.
حوار / شقران الرشيدي: تقول أستاذة الإدارة العامة المشارك بمعهد الإدارة العامة، وعضو جمعية الإدارة السعودية، والأكاديمية البريطانية للإدارة، وجمعية الإدارة الأمريكية الدكتورة جوهرة محمد عبدالله أبا الخيل إن منح الثقة الملكية الكاملة للمرأة السعودية لتكون في مواقع اتخاذ القرار يعد إيمانًا بالاعتراف بقدرتها على قيادة التغيير داخل المنظمات والاستفادة من خبرتها وعلمها.
وتؤكد في حوارها مع "سبق" أن الأزمات دائمًا تكشف عن معادن الشعوب، وتختبر قدرتها على تجاوز المحن؛ والشعب السعودي بكل أطيافه وشرائحه رسم صورة رائعة من صور الولاء للوطن، والتفاني في خدمته في دعم جهود الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأضافت أنه لا يزال هناك الكثير من التحديات التي تعوق المرأة للوصول للمناصب القيادية وإحداث التغيير، مثل الصور النمطية والتحديات التنظيمية كالتحيز ضد القيادات النسائية.
ويتناول الحوار عددًا من المحاور الإدارية المهمة فإلى التفاصيل.
الثقة الملكية
مُنحت المرأة السعودية الثقة الملكية الكاملة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، فهل أسهمت في تفعيل دورها بالشكل المطلوب؟
أن منح الثقة الملكية الكاملة للمرأة السعودية لتكون في مواقع اتخاذ القرار يعد إيمانًا بالاعتراف بقدرتها على قيادة التغيير داخل المنظمات والاستفادة من خبرتها وعلمها، فالنساء على الرغم من حداثة دخولهن للمناصب العليا، وقلة عددهن أثبتن أنفسهن، وأحدثن تغييرات محورية وحيوية من خلال دورهن في مواقع اتخاذ القرار، وأسهمن في المشاركة في صياغة العديد من الأنظمة والقرارات. فعلي سبيل المثال: دخول المرأة السعودية لمجلس الشورى أسهم وبشكل فعّال بالدفاع عن حقوق المجتمع، وبالذات حقوق النساء والطفل والأسرة كإصدار العديد من الأنظمة والقرارات المتعلقة بالعمل، ﻭالحماية من الإيذاء، وحماية الطفل والاستثمار في البيئة والصحة العامة وحقوق المتقاعدين والمسنين، وزيادة الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية. هذا بجانب إصدار قرارات تخدم قضايا المرأة.
كورونا
كيف يمكن للمجتمع السعودي دعم جهود الدولة في الحد من انتشار فيروس كورونا؟
إن الأزمات دائمًا تكشف عن معادن الشعوب، وتختبر قدرتها على تجاوز المحن؛ والشعب السعودي بكل أطيافه وشرائحه رسم صورة رائعة من صور الولاء للوطن، والتفاني في خدمته في دعم جهود الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا. كما أظهرت هذه الأزمة أن أبناء وبنات الوطن هم الثروة الحقيقية، والظهر الذي يستند إليه الوطن، حيث أخرجت هذه الأزمة مكامن قوتهم وقدرتهم على التعامل مع حالات الطوارئ والاجتماعات والعمل المضني لمواجهة هذه الجائحة.
مخرج ٧
انتقدتِ مشهدًا توعويًا خاصًا بكورونا عُرض في المسلسل الرمضاني "مخرج ٧" وقلت إن المقطع خرج بصورة سطحية ونمطية وألفاظ غير مقبولة"، ما سبب موقفك ونقدك للمشهد؟
جاء المسلسل الرمضاني "مخرج ٧" سطحيًا معتمدًا على التهريج والصراخ، ومستخدمًا ألفاظًا غير مقبولة، ولم يوفق في رسالته للتوعية حول فيروس كورونا بل إن اللغة المستخدمة في المسلسل اعتمدت على إرسال رسائل سلبية تتسم بالعنصرية والاستخفاف بعقل المرأة، والتقليل من شأن الرجل المسن، وكل ذلك يتنافى مع قيمنا الرائعة وعاداتنا الأصيلة وثقافتنا المتنوعة ولغتنا الثرية.
المناصب العليا
ما أبرز التحديات التي تعوق وصول المرأة السعودية لمراكز القيادة والمناصب العليا؟
على الرغم من الفرص العديدة التي تحظى بها المرأة في المملكة إلا أنه لا يزال هناك الكثير من التحديات التي تعوق المرأة للوصول للمناصب القيادية وإحداث التغيير، مثل الصور النمطية التي تعزز من استمرارية النظرة التقليدية لأدوار الرجل والمرأة، والتحديات التنظيمية كالتحيز ضد القيادات النسائية، والناتجة عن عدم توافق دور المرأة التقليدي في المجتمع، ومتطلبات الدور القيادي في المنظمات حيث يُعتقد أن النساء لا يفضلن المناصب القيادية لارتباطهن بمسؤوليات الأسرة والمنزل، وأن شاغلي المناصب القيادية لا تناسبهم خصائص وسلوكيات المرأة، وهناك التحديات الشخصية، تتمثل في تحدي العبء المزدوج بين الأسرة والعمل، وعدم الثقة بالنفس للقيام بالمهام القيادية، وقلة الخبرة المطلوبة لتولي مناصب قيادية، والخوف من الفشل أو المخاطرة.
الأقسام النسائية
ما الصعوبات التي تواجهها الأقسام الإدارية النسائية الحكومية؟
الأقسام النسائية الحكومية في الواقع مازالت تواجه تحديات كثيرة، ولعل أبرزها التحديات التنظيمية، فعلى سبيل المثال التبعية الإدارية والمالية، ومحدودية الصلاحيات الممنوحة، وطول خطوط السلطة والمركزية، ومحدودية الفرص المتاحة للنمو المهني والترقي، والمشاركة في صنع القرارات، وضعف الميزانيات المرصودة.
رأينا المرأة السعودية مديرة عامة، وسفيرة، ومتحدثة رسمية وفي مناصب متعددة، فكيف يمكن تمكين النساء لتحقيق رؤية 2030؟
لقد أحرزت المرأة تقدمًا كبيرًا، حيث اجتازت بعض الأسقف الزجاجية، والمعوقات الاجتماعية والثقافية والشخصية، وقطعت شوطًا كبيرًا، حيث أخذت على عاتقها التحديات لتكون شريكة للرجل في المعني الحقيقي للكلمة، وقد عملت ومازالت تعمل ليس لكي تبقى هناك في مكانها التقليدي، ولكن لكي تقوم بدور المرأة التي تستطيع قيادة التغيير المطلوب داخل المنظمات، إذًا لتمكين مزيد من النساء لتولي المناصب القيادية، فإن ذلك يتطلب المساهمة في التهيئة الجيدة للمرأة قبل تولي المناصب القيادية، ومواقع اتخاذ القرار من حيث تزويدهن بالمهارات والمعارف، وتوفير الإرشاد والتوجيه، والعمل على تذليل المعوقات داخل الثقافة التنظيمية، والتوعية بالحقوق والواجبات، والمساهمة في توفير برامج تدريبية تتناسب مع احتياجات النساء لتطويرهن وظيفيًا.
الإدارة السعودية
هل توجد ملامح معينة أو أسلوب واضح للإدارة السعودية في العمل؟
في الواقع هناك أساليب قيادية متعددة، ومن الصعوبة وصف الإدارة السعودية بنمط قيادي واحد، ولكن من الملاحظ بشكل عام أن هناك نوعين من أساليب القيادة تمارس في بيئة العمل هما: القيادة التبادلية والقيادة التحويلية. فالقيادة التبادلية تبني على فكرة العلاقة النفعية بين القائد والاتباع على أساس الاستخدام الاستراتيجي للحوافز المالية، والمكافآت المشروطة، وتوجيه الموظفين وإصدار الأوامر، مع السماح لهم بالحرية في العمل أحيانًا إذا استمر أداؤهم له بشكل جيد، وبشكل عام تميل الإدارة الرجالية إلى تبني هذا النمط من القيادة، بينما القيادة التحويلية تشير إلى درجة تأثير القائد على الموظفين فالقائد التحولي بخصائصه ومهارته المختلفة، مثل: المشاركة والثقة والاحترام والتشجيع، والتعاون، وتميل الإدارة النسائية بشكل عام إلى تبني هذا النمط "القيادة".
المناصب تذهب
في الإدارة الحكومية، كيف يمكن إقناع بعض المسؤولين والمسؤولات أن المناصب تذهب والنفوذ يزول؟
أن المناصب تعد تكليفًا وليست تشريفًا، وعند الترشيح للمناصب القيادية أقترح على القائد أن يتحصن ضد "متلازمة المنصب" فمتلازمة المنصب تشير إلى السلوكيات التي تمارس من قِبل صاحب الكرسي "المنصب" مثل الشعور بالنرجسية والفوقية أو العدائية والتنمر، والعمل على تنفيذ المهام أو اتخاذ قرارات بأسلوب يخلو من الشفافية عن طريق استخدام الطرق الملتوية للحصول على المصالح الشخصية أو الاستعانة بالبطانة الخاصة من الموظفين، لذا على القائد أن يدرك أن المنصب عبارة عن مهام ومسؤوليات وليس تكريمًا أو تشريفًا، وأن يُدرك أيضًا أن بعض الموظفين قد يمارسون سلوكيات مثل التملق للوصول لمصالحهم الشخصية، وأن القيمة الحقيقية للقائد ليست فيما يضفيه إليه منصبه بل إن القيمة الحقيقية له فيما يضيف هو إلى مؤسسته ومجتمعه.
سوق العمل
الاهتمام بالنساء وتوظيفهن بات أولوية، فكيف ترين مشاركة المرأة حاليًا في سوق العمل؟
أدت النهضة التعليمية في السعودية إلى فتح الباب أمام المرأة للمساهمة في المجالات والأنشطة الاقتصادية حيث بلغت نسبة مشاركة النساء في النشاط الاقتصادي % 23.2، وهذه النسبة تعد قليلة مقارنة بنسبة الرجال، ولكن في ظل رؤية 2030 فإن مشاركة المرأة سترتفع وخصوصًا أن الرؤية وضعت قضايا المرأة في المقدمة ورفعت نسبة مشاركتها في سوق العمل إلى 30 %، هذا بجانب السعي نحو تمكينها لتتولى مناصب عليا سواء في المجال التعليمي أو الاقتصادي أو السياسي أو الأمني.