- محمد بن سلمان قائد حقيقي حسَّن صورة السعودية.. وحاليًا نعيش أفضل حقبة تاريخية
- عندما يكون للمستهلك "كلمة واحدة" يصبح التاجر هو الأضعف ويضطر للتنازل عن جشعه
- سامي الجابر أسطورة "سيجبر" عثرات الهلال.. و"الآسيوي" منع الهلال من العالمية
- جامعاتنا ضعيفة وأصبحت كالمدارس الثانوية.. وأغلب "دكاترتها" موظفون ينتظرون الراتب
- قيادة المرأة السيارة تحتاج للتكاتف من أجل العيش في مجتمع صحي وحضاري
- لهذه الأسباب تُترك مناقشة أغلب قضايانا الاجتماعية لهواة البروز الإعلامي ويبعد عنها المتخصصون
- وسائل التواصل الاجتماعي تسببت بفوضى عارمة.. ومحتواها الإعلامي رديء
(حوارات رمضانية) أجرى الحوار/ شقران الرشيدي
تقول المتخصصة في القطاع المصرفي والكاتبة المعروفة صيغة الشمري: "نحن نعيش في أفضل حقبة تاريخية تمرُّ بها السعودية بفضل الله، ثم بفضل مليكنا المفدى وولي عهده الفارس الشجاع الذي أعاد لنا مجتمعًا، كان يعاني تناقضات عدة، فحسمها بقرارات تاريخية".
وتؤكد في حوارها مع "سبق" أن قيادة المرأة السيارة قرار حضاري اجتماعي، يحتاج من أفراد المجتمع للتعاون والتكاتف لإنجاحه من باب المسؤولية الاجتماعية والحس الوطني.
وتتساءل: "ومن قال إن البنوك لا تقدم شيئًا للمجتمع؟!". موضحة أن البنوك والقطاع المصرفي بشكل عام من أكثر الجهات التي تقوم بدورها في المسؤولية الاجتماعية، ولكن عبر القنوات الحكومية الرسمية بعيدًا عن المنصات الإعلامية أو التسويق. ويتناول الحوار عددًا من المحاور المهمة.. فإلى التفاصيل:
** كيف يمكن مواكبة التغيير لصنع وطن متحضر، يليق بمكانتنا بين دول العالم الأخرى؟
-نحن نعيش في أفضل حقبة تاريخية تمرُّ بها السعودية بفضل الله، ثم بفضل مليكنا المفدى وولي عهده الفارس الشجاع الذي أعاد لنا مجتمعًا، كان يعاني تناقضات عدة، فحسمها بقرارات تاريخية وغير مسبوقة، جعلته قائدًا تاريخيًّا، سيخلده التاريخ كمؤسس للسعودية الجديدة. كل ما علينا نحن المواطنين أن نقف خلفه، وندعمه، ولا نعطي المغرضين فرصة لتعكير صفو توجهنا ومسارنا نحو دولة سعودية، يُشار لها بالبنان.
** كتبتِ: "جامعاتنا - إذا استثنينا بعض كليات جامعة البترول والمعادن - هي جامعات لا تبتعد كثيرًا عما تقدمه المدارس الثانوية".. لماذا هذه القسوة في التصنيف؟
-ليس في كلامي أي قسوة تُذكر. وقد كتبت مبررات وأسبابًا لهذا الكلام. والقائمون على جامعاتنا يعرفون هذا الكلام جيدًا. وكل من درس في جامعاتأجنبية يعرف أن جامعاتنا ضعيفة إلا ما رحم ربي. وأتمنى من القائمين على التعليم وضع شروط واضحة ومحددة لمخرجات التعليم الجامعي، والاهتمام بإنشاء المختبرات ومراكز الأبحاث بعيدًا عن هدر الوقت في تدريس علم نظري، لا يخدم سوى موظف بوظيفة مدرس في جامعة، يهتم براتبه آخر الشهر دون الاهتمام بصناعة طالب علم، ينهض بمجتمعه. يا عزيزي، أغلب دكاترة الجامعة موظفون، ويدرِّسون موظفين جددًا. هذه جامعات لملء الوظائف شكليًّا، وليست لتخريج طلاب علم وعلماء.. وحتى في تخريج الموظفين لم تنجح بشكل ملحوظ!
** مع قُرب قيادة المرأة السيارة ما أبرز المخاوف والهواجس الاجتماعية؟
-كل قرار حضاري اجتماعي بهذا الحجم الكبير من التغيير يحتاج من أفرادالمجتمع للتعاون والتكاتف لإنجاحه من باب المسؤولية الاجتماعية والحس الوطني؛ لأن هذا القرار هو مطلب وضرورة من أجل العيش في مجتمع ينمو بشكل صحي وحضاري.
** لماذا لا يزال القطاع المصرفي والبنوك لدينا لا تقدم شيئًا يُذكر للمجتمع، وفي المقابل ترفع نسبة الفوائد على القروض الاستهلاكية؟
-ومَن قال لك إن البنوك لا تقدم شيئًا للمجتمع؟! البنوك والقطاع المصرفي بشكل عام من أكثر الجهات التي تقوم بدورها في المسؤولية الاجتماعية، ولكن عبر القنوات الحكومية الرسمية بعيدًا عن المنصات الإعلامية أو التسويق الإعلامي. وبإمكاني تزويدكم بقائمة من الأعمال التي قامت بها البنوك لخدمة المجتمع، لا يستطيع غيرها القيام به. وهذا الكلام أقوله كوني ابنة هذا القطاع، وأعلم خفاياه، وفي الوقت نفسه أؤكد أنه مهما قدمت البنوك أو غيرها من الخدمات الاجتماعية لا يعتبر ذلك منَّة منها، وليس بكثير؛ كون مجتمعنا يستحق الكثير والكثير.
** في خضم الجدلية الدائرة في الوسط التعليمي بين الوزير والمنتسبين له، ما السبيل لتحقيق النهضة المطلوبة في التعليم؟
-اتباع طرق الدول المتقدمة في التعليم، وإلغاء اختبارات التحصيل والقياس؛ لأنها أصبحت موادَّ إضافية، مثلها مثل أي مادة دراسية أخرى، ولم يستفد منها سوى المدرسين الخصوصيين، أو اعتماد تقييم المدارس من خلالها، وليس الطالب.
** هل أصبح السعودي يقبل بأن يعمل في أي مهنة مقابل أن يكون عنصرًا ناجحًا في مجتمعه؟
-لقد تغير تفكير معظم الشباب السعودي، ولم يعد يشعر بالحرج في أي مهنة شريفة تدر له دخلاً جيدًا. الدور على الجهات ذات العلاقة بأن تضع حملة إعلامية كبرى، تساعد في هذا المجال من خلال بيان الدخول المادية الكبرى لهذه المهن، وتبييض سمعتها بشكل أقوى.
** إلى أي مدى أصبح المواطن ضحية سهلة لعمليات الاحتيال المالي وعروض الاستثمار الوهمي والكسب السريع والتوظيف.. وغيرها؟
-لا أخفيك بأنه لا يزال هناك بعض المواطنين اللاهثين خلف الكسب السريع؛ وهو ما يوقعهم في عمليات نصب، لا يصدقها عقل، وخصوصًا تلك التي تأتيهم من الخارج في قضايا يصعب متابعتها، وغير خاضعة لقوانين البلد.
** قلتِ في تغريدة رياضية: "جابر عثرات الهلال وأسطورته يعود لقيادة الكتيبة الزرقاء؛ لذلك سيكون للبطولات قيمة مضاعفة". ما هي القيمة المضاعفة للبطولات التي تقصدينها؟ ولماذا حتى الآن لم يصل الهلال للعالمية؟
-القيمة المضاعفة هي أن سامي الجابر وصل لأهمية رياضية كبرى، جعلت كل إنجازاته مضاعفة على قلوب الأحبة والمنافسين. وهذا قدر كل أسطورة مثله. والعالمية تكمن صعوبتها في العداء الدفين من قِبل الاتحاد الآسيوي لنادي الهلال تحديدًا. كذلك تصديق الهلاليين أنفسهم لخدعة صعوبة العالمية.
** بصراحة.. لماذا تُترك مناقشة أغلب قضايانا الاجتماعية لهواة البروز الإعلامي، ويبعد عنها المتخصصون؟
-أولاً لأن المتخصصين مشغولون بتطوير أنفسهم ومنشآتهم التي يتبعون لها. ثانيًا لعدم وجود وقت كافٍ لديهم يناسب أوقات الوجود عبر المنصات الإعلامية. وثالثًا لعدم وجود منصات إعلامية تهتم بوجود وظهور أصحاب التخصص الحقيقيين، وتختار هواة الظهور؛ لأنها لا تهتم بجودة المحتوى، وتبحث عن الضيف السهل.
** ألا تزالين عند رأيك بأن وسائل التواصل الاجتماعي تسببت بفوضى عارمة.. ومحتواها الإعلامي رديء؟
-هذا ليس كلامي وحدي، بل هي أزمة تواجهها جميع دول العالم، ولكن الفرق يكمن بأن المجتمعات الأخرى لديها هيئات ومؤسسات ترصد، وتحلل، وتضع الحلول.
** في جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الخارجية قدَّم سموه العديد من الحوارات الصحفية المهمة.. ما هو أبرز ما تقرئينه من تلك الحوارات؟
-أبرز ما قدمه الأمير الفارس والمجدد ولي عهد بلادنا محمد بن سلمان - أيده الله بنصره- في زياراته الخارجية أنه قائد حقيقي لتغيير حقيقي؛ فوجد مصداقية قصوى في الداخل والخارج بعيدًا عن النفاق والمجاملات. ومن واقع خبرتي الإعلامية أقول: إن الأحاديث الصحفية التي أجراها محمد بن سلمان مع الإعلام الغربي حققت خلال أيام معدودة من تحسين صورة السعودية ما عجزت عن تحقيقه جميع منصاتنا الإعلامية والدبلوماسية طوال عقود من الزمن.
** متى نرى سعودية مديرة عامة لبنك محلي؟
-لم يعد الحلم بعيدًا. طالما الرهان أصبح متاحًا للجميع، وآمن مجتمعنا بأنه لا تطور ولا نمو دون إشراك المرأة، فستجد السعوديات في مناصب مهمة كثيرة.
** كيف نحمي المستهلك من جشع التجار وحمى رفع الأسعار؟
-عندما يصبح للمستهلك كلمة واحدة يصبح التاجر هو الحلقة الأضعف في العلاقة؛ ويضطر للتنازل عن جشعه.
** ما الذي يتغير فيكِ وحولكِ في شهر رمضان الكريم؟
-كل حياتي تتغير في رمضان. رمضان هو استراحة روحانية، وصفاء ذهني، وشهر فضيل للطمأنينة والتصالح مع النفس والآخرين.