- أحرقوا خيمة "الجوف الأدبي" لمنع أمسيتي الشعرية فشاركتُ وسط حراسة أمنية مشددة بتوجيه من الإمارة
- السعودية والإمارات تشهدان نهضة وتنمية بينما الفرس وجزيرة قطر وقناتها ظاهرة صوتية
- داود الشريان استطاع تحقيق المهمة المستحيلة وحول "غصب" إلى قناة للمشاهدة.
- الصحوة المتطرفة زرعت في أذهان الناس مخاوف من غازي القصيبي وتركي الحمد وعبد الرحمن الراشد
- في كأس العالم القادمة في روسيا سيكسب منتخبنا ويتأهل بدعم ولي العهد
- أتفق مع ما قاله عمر بن الخطاب، رضي الله عنه:" ليس العاقل من عرف الخير من الشر، إنما من عرف خير الشرين"
- في الصحافة المقروءة المرأة مجرد "مزهرية" وتعاني بسبب التهميش عند القائمين على الصحف
- اعترافات واعتذارات بعضهم الحالية أنهم "ممن ضللوا الناس" لن تعيد ما سرقوه من أعمار الناس
(حوارات رمضانية) أجرى الحوار/ شقران الرشيدي: تقول الكاتبة والإعلامية البارزة حليمة مظفر: "وضع المرأة السعودية في الإعلام المرئي والمسموع بدأ يتصحح بشكل فاعل ويتماشى مع رؤية 2030 الطموحة أما في الصحافة المقروءة فتُعاني التهميش".
وتفسر في حوارها مع "سبق" ما كتبته سابقًا من أن الجراثيم والبكتيريا ماهي إلا جن، وإن كل شيء سُتر عنا فقد جُنّ عنا أي استتر واختفى!! ومما يخفى عنّا الطفيليات والجراثيم والبكتيريا مما لا تراه بالعين المجردة وهي حولنا في كل مكان؛ فلماذا لا تكون من "الجن" لكنها نوع لا يعقل؟!.
موضحة أن السينما من أهم وسائل الإعلام الترفيهية ووسائل السياسة الناعمة، ومهم استغلالها اليوم بعد فتح دور سينما بحيث لا نكتفي بالعرض بل نصنع السينما السعودية؛ فكما تعرف العملية الدرامية تتسلل إلى اللاوعي لدى المتلقي وتجعله يمر بعملية التطهر.
ويتناول الحوار عددًا من المحاور المهمة فإلى التفاصيل.
** نحن في عصر التمكين للمرأة.. فكيف ترين واقعها في الصحافة والإعلام؟
وضعها في الإعلام المرئي والمسموع بدأ يتصحح بشكل فاعل ويتماشى مع رؤية 2030 الطموحة، وهذا يُشكر عليه الأستاذ داود الشريان، أما في الصحافة المقروءة فمع الأسف للآن تُعاني التهميش مهما كانت خبرتها، فهي عند القائمين على الصحف مجرد مزهرية في صفحة الرأي أو قسم التحقيقات.
** لماذا أُحرقت خيمة نادي الجوف الأدبي التي كان من المفترض أن تقيمي فيها أمسية شعرية قبل سنوات، وتلقي بعضًا من قصائدك؟ هل كان بعضهم ترعبه الكلمات؟
كانت الحادثة عام 2009م ، وحين وصلني الخبر كنتُ على وشك صعود الطائرة إلى الجوف حتى وردني اتصال منعني إتمام السفر، مع العلم أن النادي استضاف عددًا من المثقفات والأديبات قبلي وكانت الأمور طبيعية؛ لكن استضافة "حليمة" كانت سببًا لغضب المتطرفين في المنطقة وهؤلاء أقلية لا يُمثلون أبدًا أهل الجوف المعروفين بالكرم؛ فقد كانت مقالاتي في جريدة الوطن تزعج الخطاب الصحوي الذي كان نشطًا بتلك الفترة عندما بدأتُ الكتابة عام 2007م. ودعني أشكر الأستاذ إبراهيم الحميد رئيس نادي الجوف الأدبي سابقًا؛ الذي أصر على استضافتي على الرغم من الحريق لتعزيز موقف أن المثقف لا يرضخ للإرهابيين، ولا تهديداتهم؛ وحين ذهبت وشاركت في الأمسية وسط حراسة مشددة من إمارة المنطقة.
** أما زلت مقتنعة بأن الجراثيم والبكتيريا ما هي إلا "جن"؟
المسألة ليست قناعة؛ بل هو منطق اللغة العربية التي تُفسر واقع "الجراثيم والبكتيريا" كنوع من أنواع الجن، وبالرجوع إلى لسان العرب لابن منظور، تجده يقول:"جنن / جنّ الشيء يجنّه جنا: أي ستره، وكل شيء سُتر عنك فقد جُنّ عنك أي استتر واختفى"؛ وكلمة "مجنون" مشتقة من جنّ وتُطلق على من فقد عقله فبات عقله في عالم مختفٍ عنّا؛ فالفعل الذي اشتقت منه كل هذه التسميات يعني الاختفاء؛ ومنه جاءت تسمية "الجنّ" وبالتالي تصدق الكلمة على كل ما خُفي عنك؛ ومما يخفى عنّا الطفيليات والجراثيم والبكتيريا مما لا تراه بالعين المجردة وهي حولنا في كل مكان؛ فلماذا لا تكون من "الجن" لكنها نوع لا يُعقل.
** هل لا يزال المشاهد السعودي يطلق على التلفزيون السعودي "غصب"؟ وإلى أي مدى تبدو محاولات داوود الشريان، رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، للتطوير كـ "مهمة مستحيلة"؟
لي تجربة عملية مع التلفزيون السعودي بدأتها عام 2008 وانتهت في 2011 تقريبًا بعد أن قدمتُ ثلاثة برامج حققت نجاحًا حينها على الرغم من سوء البيئة العملية التي عاصرتها آنذاك، وكانت سببًا لرفضي الاستمرار؛ فقد كان معظم المسؤولين يمارسون وظائف فقط؛ دون حس إبداعي أو هم للتطوير ورغبة في المنافسة؛ لهذا حين أقول لك رأيي الآن أقوله من قلب التجربة؛ الأستاذ داود الشريان وبعيدًا عن المجاملة استطاع تحقيق المهمة المستحيلة بإصلاح البيئة العملية، وحول القنوات إلى قنوات مُشاهدة؛ وما حققه يعد إنجازًا بـ"وقت قياسي ومتماشي" مع الرؤية الطموحة 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
** غردتِ قبل سنوات:"إن السينما خير وسيلة لمواجهة الإرهاب"، والسؤال: كيف يمكن لشاشة السينما مواجهة الفكر الإرهابي؟
السينما من أهم وسائل الإعلام الترفيهية ووسائل السياسة الناعمة، ومهم استغلالها اليوم بعد فتح دور سينما بحيث لا نكتفي بالعرض بل نصنع السينما السعودية؛ فكما تعرف العملية الدرامية تتسلل إلى اللاوعي لدى المتلقي وتجعله يمر بعملية التطهر التي تحدث عنها أرسطو منذ أكثر من ألفي سنة، أي تحقق التأثير النفسي في المتلقي ليتماهى معها بمشاعره ثم تفكيره؛ هكذا عرف العالم أمريكا كقوة عالمية من خلال ما تنتجه هوليوود؛ غزت العالم ثقافيًا وروجت سلعها الاقتصادية؛ فعرفنا ماركات الملابس والمطاعم وباتت في أسواق العالم؛ ولطالما ناديتُ بأهمية السينما.
** ماذا تعني اعترافات واعتذارات بعضهم الحالية أنهم ممن ضللوا الناس، وشددوا عليهم في أمور دينهم زمن الصحوة في تلك الحقبة التي مضت؟
لا تعني شيئًا أبدًا؛ فهل سيعيد اعتذارهم ما سرقوه من أعمار الناس؟!! هل سيعيدون من استأجروا عقله، ودفعوه باسم الجهاد في أرض الفتن وانتمى لداعش والقاعدة فيما يرسلون أبناءهم وبناتهم إلى الجامعات الأمريكية والغربية التي يحذرون الناس منها ليحصلوا على أعلى الشهادات!! هل سيعيد اعتذارهم ثلاثين سنة اخروا فيها التنمية والتطور بما بثوه من ثقافة تحريم المباح، إن الزمن تجاوزهم والناس أصبحوا أكثر وعيًا وثقافة وإدراكًا لحقيقتهم.
** هل أثبتت الفضائيات بما لا يقبل الشك أن العرب مجرد ظاهرة صوتية؟
اسمح لي لقد جلدنا أنفسنا بما يكفي من هذه العبارة ويجب إلغاؤها؛ فحين أطلق عبد الله القصيمي على العرب هذه الصفة كانت معطيات عصره وزمنه السياسية والفكرية والعسكرية سببًا لأن تكون صفة واقعة على العرب آنذاك؛ لكن اليوم نحن في 2018 وحين تنظر إلى العرب ستجد خريطة دول عربية في الشرق الأوسط؛ جغرافيات وسياسات مختلفة ومصالح متباينة وأحيانًا متناقضة؛ وعلينا مراجعة استخدام هذه العبارة جيدًا لنبتعد عن التعميم ونعيد ترتيب الوعي العربي؛ وبصدق تستطيع وصف الفرس بأنهم اليوم هم الظاهرة الصوتية، وستصدق حتميًا على حلفائها من العرب كسورية وجزيرة قطر؛ في المقابل هناك دول عربية تجاوزت العبارة تمامًا أبرزها السعودية والإمارات بما تشهده من نهضة تنموية وحضارية وعسكرية وعلمية وهناك دول عربية في طريقها إلى ذلك؛ ونحن السعوديين قوة مؤثرة إسلاميًا ودوليًا على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والفكري والعسكري وقريبًا التكنولوجي، وستكون لدينا أول مدينة علمية على مستوى العالم هي (نيوم)؛ فيما لا تزال بعض الدول كجزيرة قطر مثلاً ظاهرة صوتية كحليفتها وأكبر دليل القناة الفاشلة التي تديرها.
** في كأس العالم لكرة القدم القادمة في روسيا، هل سيكسب المنتخب السعودي، ويتأهل للدور الثاني أم سيشارك والسلام؟
سيتأهل ويكسب إن شاء الله وهو ما نأمله، وأعتقد أن معالي تركي آل الشيخ يؤدي دورًا مهمًا وجديًا في الدفع باللاعبين وتحضيرهم لهذا الحدث الدولي تحقيقًا للفوز بظل ما حققه من إنجازات رياضية بفترة قصيرة وفقه الله.
** هل لديك تجاويف لم تصلها شعاع الأسئلة؟
الأسئلة عندي لا تتوقف لأنها تدفعنا إلى المعرفة والفهم ثم الوعي؛ ورياضة التفكير بالأسئلة دليل صحي للعقل على أنك كائن مُتحرك في الحياة لا ساكن فيها.
** تغيرت المعطيات الجديدة، وتبدلت الظروف القديمة إلا أننا لم نشهد حتى الآن مثقفين، ومفكرين، وفلاسفة سعوديين يواكبون مرحلة النهوض الحالية، ما السبب؟
دعنا أولاً نفرق بشكل مبسط بين الثلاثة؛ فالفيلسوف منشغل بتساؤلات خارج بوابات العلم والأديان ولا يعني شرطية الإلحاد كما يتوهم كثيرون لأن تاريخنا الإسلامي ينعم بعددٍ من الفلاسفة المسلمين؛ أما المفكر فينتج الأفكار الجديدة خارج دوائر الوهم أو الكهف الأفلاطوني الذي قد يُسيطر على الجماعة مما يجعل أفكاره متصادمة مع مستوى وعيهم في أحيان كثيرة؛ فيما المثقف مُسوق لأفكار المفكر، ومُتدارس لأسئلة الفيلسوف بحسب وعيه وتوجهه وخبراته المعرفية؛ ولكل من هؤلاء ظروفه الاجتماعية المشجعة على وجوده من عدمه إذ يحتاج إلى سقف من الحريّة الفكرية وقوانين تحقق له الأمن النفسي. وهنا أستطيع إجابتك؛ فخلال السنوات الثلاثين الماضية التي تم اختطافها من قِبل المتطرفين الصحويين ومرتزقة الفضائيات ممن حرموا الفلسفة وصادروا العقول لمصالحهم وحزبهم الإخواني. عانوا عندنا ثقافة الإقصاء، وتهم التخوين نتيجة الأوهام، والمخاوف التي زرعتها الصحوة المتطرفة في أذهان الناس؛ ولعلي أذكر منهم الدكتور غازي القصيبي والدكتور تركي الحمد والإعلامي عبد الرحمن الراشد وغيرهم.
** ما الفرق بين العاقل والعقلاني؟
سؤال من قبيل السهل الممتنع؛ أعتقد أن العاقل هو المتزن في مواقفه دون الاندفاع بعاطفية؛ وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ليس العاقل من عرف الخير من الشر، إنما من عرف خير الشرين"، أما العقلانية فمنهج ومدرسة فكرية؛ تعتمد على الاستنتاج المنطقي في حقائق الأشياء دون النظر إلى الأدلة المحسوسة.
** في رمضان ما الذي يتغير فيك وحولك؟
بالعادة لا شيء يتغير، إلا أني أحرص على الإشراف بنفسي على تحضير الإفطار واستمتع بالطهي، لكن هذا العام رمضان سيكون مختلفًا؛ لأني فقدت والدي الحبيب، رحمه الله، في 19 رمضان الماضي؛ وكان يُطيب صيامي وتعبدي بابتسامته ودعواته هو وأمي حفظها الله؛ وهذا العام سأفتقد ابتسامته ودعواته؛ لكنه سيبقى معنا الغائب الحاضر رحمه الله وأدخله فسيح جناته هو وموتى المسلمين.