أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في حوار مع "سبق"، أن الحكومة اليمنية بدأت في تنفيذ اتفاق الرياض، معتبرًا أنه يؤسس لمرحلة جديدة من وجود الدولة واستقرار الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، ومواجهة المشروع الإيراني وأداته الحوثية، مؤكدًا أن الحكومة اليمنية طالبت الحكومة اللبنانية بوقف الأنشطة الإعلامية الداعمة للحوثي والتي تُدار من الضاحية الجنوبية، كاشفًا عن عدم التعاون الفعّال في ذلك الجانب، ومبينًا أن الحكومة اليمنية طالبت الأمم المتحدة بإعادة النظر في آلية عملها بمناطق سيطرة الميليشيا الحوثية، والتنسيق مع الحكومة الشرعية لضمان توجيه تلك المساعدات الإنسانية لمستحقيها.
وجاءت تفاصيل الحوار مع الوزير الإرياني لتكشف عن أن هناك حملة تشكيك تجاه الحكومة اليمنية ممن يدعون وجود حكومة عميقة داخل الحكومة اليمنية، بهدف الإخلال بثقة الشعب اليمني في الحكومة، على حد وصفه.. وإلى تفاصيل الحوار.
1- من أين تبث قنوات ميليشيا الحوثي الإعلامية وهل هناك إجراءات تجاه الأقمار الصناعية التي تسمح لها بالبث؟
الجهاز الإعلامي لميليشيا الحوثي من قنوات فضائية ومواقع إخبارية وجيوش إلكترونية تنطلق من الضاحية الجنوبية بلبنان بدعم وتمويل إيراني وإشراف وإدارة مباشرة من خبراء في حزب الله اللبناني.
وقد خاطبت الحكومة ووزارة الإعلام الجانب اللبناني في أكثر من من مناسبة لوقف هذه الأنشطة المضرة بالأمن القومي اليمني والتي تنطلق من الأراضي اللبنانية وطالبنا بوقفها باعتبارها عملاً عدائيًا يضر بأمن واستقرار اليمن والمنطقة والعلاقات بين البلدين الشقيقين "اليمن، لبنان"؛ إلا أنه وللأسف الشديد لم نجد أي تجاوب بفعل نفوذ حزب الله داخل الحكومة وسطوة سلاحه وتعقيدات الوضع اللبناني التي لا تخفى على أحد.
وفيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذناها في وزارة الإعلام، فقد تحركنا على مسارين "إداري، وقانوني"، الأول لاستعادة أجهزة الإعلام الحكومي من (قنوات فضائية، وصحف مطبوعة، وإذاعات، ومواقع إلكترونية رسمية وإخبارية) وإعادة بث جزء منها من الرياض باستضافة كريمة من الأشقاء بالمملكة والبقية من المحافظات المحررة، والمسار القانوني عبر تحرير مذكرات رسمية وتحريك دعاوى قضائية للأقمار الصناعية والشركات الوسيطة المستضيفة، ومطالبتها بوقف بث تلك القنوات؛ نظرًا لأنشطتها التحريضية، وباعتبارها واقعة تحت ميليشيا انقلابية سيطرت عليها بقوة السلاح.
2- هل بدأ تنفيذ اتفاق الرياض وما الذي تم منه حتى هذا الوقت؟
نحن في الحكومة أكدنا من جهتنا مضينا في تنفيذ اتفاق الرياض بكل جدية ومصداقية وفاءً بالتزامنا أمام شعبنا وأشقائنا في المملكة العربية السعودية، وتنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لكل أجهزة الدولة والحكومة بالبدء في تنفيذ الاتفاق.
وخلال الفترة الماضية جرى بعض الترتيبات الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن استعدادًا لعودة دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، وعدد من أعضاء الحكومة المرتبطة مهامهم بالخدمات والشروع في تفعيل مؤسسات الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار وعودة دفع مرتبات الموظفين في القطاعين المدني والعسكري وتقديم الخدمات العامة للمواطنين وتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، ولدينا تفاؤل كبير في الحكومة بتنفيذ الاتفاق انطلاقًا من ثقتنا المطلقة بأشقائنا في المملكة العربية السعودية.
3- ما تأثير اتفاق الشرعية مع المجلس الانتقالي على الحرب ضد الميليشيات الحوثية؟
التأثير مباشر بطبيعة الحال، فالاتفاق يؤسس لمرحلة جديدة من وجود الدولة واستقرار الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، ومواجهة المشروع الإيراني وأداته الحوثية، وينهي حالة الفرقة والانقسام التي شغلت اليمنيين في معارك جانبية ليضع كل الجهود والإمكانات الوطنية في معركة استعادة الدولة وإسقاط انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران.
والحملات السياسية والإعلامية التي شنتها الميليشيا على الاتفاق تكشف رهانها على خلافات اليمنيين للاستمرار في سيطرتها على العاصمة المختطفة صنعاء، وحجم مخاوفها من تبعات هذا الاتفاق على الصعد السياسية والإدارية والعسكرية والشعبية.
4- كيف تردون على من يدعي وجود "حكومة عميقة" يشكلها أحد التيارات داخل الحكومة اليمنية؟
الحكومة الحالية مشكلة من كل الأطياف السياسية اليمنية الداعمة للشرعية "المؤتمر الشعبي العام، حزب الإصلاح، الاشتراكي، الناصري، العدالة، الحراك الجنوبي الممثل في مؤتمر الحوار" وعدد من الأحزاب الوطنية، وتنفذ مهامها في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية استثنائية ومعقدة فرضها انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران العام 2015م وسيطرتها على مؤسسات الدولة.
وحققت الحكومة نجاحات كبيرة في إعادة بناء مؤسسات الدولة، وظلت عرضة طيلة المراحل السابقة لحملات سياسية وإعلامية منظمة بهدف تشويه دورها ونزع الثقة فيها وفي قدرتها على حسم المعركة مع الميليشيا الحوثية وإرساء الدولة المدنية العادلة التي ينشدها كل اليمنيين.
5- هل هناك رابح أو خاسر من اتفاق الرياض أم أن الاتفاق كفل مصلحة اليمن؟
سبق وأكدت في تصريحات سابقة أنه لا منتصر ولا مهزوم، لا رابح ولا خاسر في اتفاق الرياض، الذي أسس له ورعاه أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية، وأن الرابح الوحيد هو اليمن الذي حفظ الاتفاق أمنه واستقراره ووحدته وسيادته وسلامة أراضيه، والشعب اليمني الذي يعاني الويلات منذ انقلاب الميليشيا الحوثية، ويتوق لإحلال السلام وإنهاء دورات العنف والصراع، وتوحيد الجهود الوطنية في معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
6- التنظيمات الإرهابية وجدت على الأراضي اليمنية وقُتل العديد منهم وألقي القبض على الآخرين سابقًا.. هل وجود التنظيمات يرتبط مع ميليشيات الحوثي بشكل مباشر؟ وماذا يعني نظرًا للمفارقة المذهبية المعلنة؟
ارتباط الميليشيا الحوثية بالتنظيمات الإرهابية هو ارتباط عضوي برعاية وتخطيط وتمويل إيراني، وظهرت مؤشراته بوضوح في الأحداث التي شهدتها العراق وسوريا، بالإضافة إلى أن الانقلاب الحوثي وما ترتب عليه من تراجع حضور مؤسسات الدولة، وبسط سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية، وتراجع قدرة الأجهزة الأمنية أسهم في انتشار الجماعات الإرهابية وسيطرتها على مناطق واسعة، قبل أن يتمكن الجيش الوطني والأمن بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية من استرداد هذه المناطق، وتوجيه ضربات قاصمة للإرهاب وجماعاته.
7- لديكم قوائم بأسماء المطلوبين من الانقلابيين.. كم تبقى منهم؟ ومن أبرز الأسرى أو القتلى من تلك القوائم؟
الميليشيا الحوثية ومنذ انطلاق العمليات العسكرية تعرضت لضربات قاسية وفقدت المئات من قيادات الصف الأولى والثاني بضربات الجيش الوطني مدعومًا من التحالف بقيادة السعودية.
وأعلنت الميليشيا عن عدد من قياداتها الذين لقوا مصرعهم في مواجهات عسكرية أو ضربات جوية، إلا أنها تقوم بالتكتم على ذلك الجزء من خسائرها البشرية خشية تأثير ذلك على معنويات مقاتليها.
8- أين تذهب مليارات المساعدات الموجهة للمواطن اليمني القابع تحت سيطرة الحوثي؟ وهل يوجد رقم بالقابعين تحت خط الفقر هناك؟
التقارير الميدانية التي تحصل عليها الحكومة من مناطق سيطرة الميليشيا وتلك التي تنشرها جهات دولية ذات صلة بالملف تؤكد ذهاب تلك المساعدات الإنسانية لجيوب نافذين في ميليشيا الحوثي، وتمويل ما يسمى المجهود الحربي، ومنها التقارير الصادرة أخيرًا عن منظمة الغذاء العالمي الذي اتهم قيادات الميليشيا بسرقة الغذاء من أفواه الجوعى.
وخاطبنا الأمم المتحدة ومنظمة الغذاء العالمي في أكثر من مناسبة بإعادة النظر في آلية عملها في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية والتنسيق مع الحكومة الشرعية لضمان توجيه تلك المساعدات الإنسانية لمستحقيها الذين قدرت الأمم المتحدة أعدادهم بـ80 % من المواطنين ووقف عمليات الفساد والضغط والابتزاز الذي تمارسه الميليشيا على العاملين في تلك المنظمات.
9- ما التأثير الذي تمارسه الميليشيا الحوثية على المدنيين في مناطق سيطرتها من ناحية دينية؟
تحاول ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران القيام بعمليات تجريف للوعي وغسل لأدمغة المواطنين وعقولهم والتعبئة المذهبية المتطرفة بأفكار مستوردة من إيران، عبر ما يسمى الدورات الثقافية والعبث بالمناهج الدراسية واختراق العملية التعليمية واستغلال منابر المساجد والمراكز الصيفية وغيرها من الوسائل.
إلا أننا نراهن على أن هذه الأنشطة الدخيلة على قيم ومعتقدات شعبنا اليمني لن تعود بأي فائدة على الميليشيا نظرًا للحصانة التي يتمتع بها اليمنيون ضد هذه الأفكار الهدامة ووسطيتهم وتعايشهم منذ آلاف السنين.
10- هل ترى أن الميليشيا تجلس على طاولة الحوار لسبب الحوار فقط أم تتخذه غطاء لإطالة عمر جرائمها؟
الميليشيا الحوثية منذ نشأتها تستغل الحوار لتحقيق أهدافها في التوسع والإرهاب، وتجارب اليمنيين معها تؤكد أن السلام الذي تتحدث عنه وتسوق له أطراف دولية وإقليمية مجرد "استراحة محارب" لامتصاص الخسائر والتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الصفوف والتوسع من جديد، فيما مرجعيتها الإيرانية تحيك خيوط المؤامرة للوصول إلى الهدف المنشود.
وحاولت الدولة تحويل هذه الميليشيا التي صاغت بنيتها العقائدية والتنظيمية على فكرة القتال والتوسع إلى حزب سياسي وإدماجهم في المجتمع فباءت كل المحاولات بالفشل بما فيها اتفاق السلم والشراكة، ومن مدرسة في قرية بصعدة احتلت العاصمة وعددًا من المحافظات بالعنف والإرهاب وقوة السلاح.
لذلك أدعو كل أبناء اليمن الشرفاء العمل معًا مع الحكومة الشرعية بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة أشقائنا في السعودية لإنقاذ اليمن وشعبه الذي عانى الويلات منذ انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، ولا يزال يعاني بسبب جرائم وانتهاكات هذه الميليشيا الإرهابية.
11- كيف ترى الحكومة التزام الحوثيين باتفاق السويد في الحديدة؟ وهل تبقت جدوى من هذا الاتفاق؟
الميليشيا الحوثية لم تلتزم باتفاق السويد منذ إبرامه، سواء ما يتعلق بالأوضاع في الحديدة أو ملف الأسرى والمعتقلين، أو رفع الحصار عن محافظة تعز، وصعدت خروقاتها لوقف إطلاق النار في مدينة ومحافظة الحديدة وتصعيد عملياتها العسكرية في باقي الجبهات وجرائمها بحق اليمنيين، وبدلاً من الإفراج عن المعتقلين من السياسيين والإعلاميين والصحفيين قامت بإرسالهم لمحاكم شكلية غير قانونية وإصدار إحكام بإعدامهم.
ونحن في الحكومة نطالب المبعوث الدولي لليمن السيد مارتن غريفيث وبعثة الرقابة الأممية بالضغط على الميليشيا لتنفيذ الاتفاق وتحديد الجانب المعرقل.
12- هل توجد إحصائية عن عدد الضحايا المدنيين الذين قتلتهم الميليشيا الحوثية في اليمن؟
ميليشيا الحوثي ترتكب أبشع الجرائم والانتهاكات بحق اليمنيين منذ انقلابها على السلطة، ونشرت الحكومة تقارير دورية عن حجم وفظاعة تلك الانتهاكات من قصف للمدن والقرى الآهلة بالسكان وقنص للمدنيين وزراعة للألغام وتصفيات واعتقالات وإخفاء قسري للسياسيين والإعلاميين والناشطين والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف بين قتيل وجريح في جرائم إرهابية لن تسقط بالتقادم وسيُقدم المسؤولون عنها للمحاكمة لينالوا جزاءهم العادل والرادع.
13- ما أبرز الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية بحق المرأة اليمنية؟ وكم عدد المعتقلات؟
المرأة كانت وما زالت تحظى باحترام ومكانة، خصوصًا لدى اليمنيين، تحرم الإساءة لها أو المساس بها، إلا أنها لم تسلم من جرائم وانتهاكات الميليشيا الحوثية التي تنصلت من كل قيم ومعتقدات وعادات وتقاليد اليمنيين.
ولدينا تقارير حقوقية تؤكد استمرار الميليشيا في احتجاز المئات من اليمنيات في سجون غير قانونية، وتعرضهن للاختطاف والتعذيب والتعسف، ولم يسلمن حتى من الاعتداءات الجنسية، ولدينا حوادث موثقة لعمليات اغتصاب تمت في معتقلات الميليشيا، كما تم إصدار حكم بالإعدام على الناشطة أسماء العميسي، على الرغم من مطالبات منظمة العفو الدولية وعدد من المنظمات الحقوقية بالإفراج عنها.
14- كيف ترون تعاون المنظمات الدولية مع اليمنيين داخل نطاق سيطرة الانقلاب الحوثي؟
المنظمات الدولية المعنية بالإغاثة الإنسانية تقوم بدور مشكور في مناطق سيطرة الميليشيا إلا أنها تواجه العراقيل من قِبل الميليشيا التي توجه نشاط هذه المنظمات لخدمة أهدافها، كما تمارس ضغوطًا على العاملين في هذه المنظمات لإجبارهم على غض الطرف عن ممارساتها وعمليات السرقة والفساد التي تتم ويدفع ثمنها المحتاجون الحقيقيون إلى هذه المساعدات الإنسانية والذين فقدوا رواتبهم ومصادر رزقهم وأعمالهم من جراء الانقلاب الغاشم على الحكومة الشرعية. كما أن هناك بعض الفاسدين الذين يتم التحقيق معهم من قِبل المنظمات الدولية المعنية بناء على طلب الحكومة.
15- كم نسبة الأراضي اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون اليوم؟
الميليشيا الحوثية خسرت 80 % من مناطق سيطرتها بعد تمكن الجيش الوطني بدعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة السعودية من استعادة هذه المناطق، وهي اليوم تتحصن في 18 % من الأراضي التي يغلب عليها الطبيعة الجبلية الوعرة ومناطق الكثافة السكانية حيث تتحصن الميليشيا الحوثية بالمدنيين وتتخذهم دروعًا بشرية.
16- ما خطوات مكافحة الفساد التي ستقوم بها الحكومة في إطار بنود اتفاق الرياض؟
هنالك الكثير من الإجراءات التي نص عليها ملحق الترتيبات السياسية والاقتصادية فيما يتعلق بتعزيز الشفافية الإدارية وضبط الإيرادات العامة، بما فيها الإيرادات النفطية والضريبية والجمركية وتوريدها للبنك المركزي بعدن، والصرف بموجب الموازنة العامة، وتفعيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وإعادة تشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وإعادة تفعيل وتشكيل المجلس الاقتصادي الأعلى، بالإضافة إلى دور البرلمان الرقابي على أداء الأجهزة الحكومية.
17- هل أُصيب عبدالملك الحوثي خلال هذه الحرب من خلال ضربات عسكرية أو برية؟
كما أسلفت، الميليشيا الحوثية تتكتم على خسائرها البشرية، وخصوصًا قيادات الصف الأول، وليس لدينا تقارير تؤكد إصابة زعيم الميليشيا الحوثية خلال الفترة الماضية، إلا أن العشرات منهم لقوا حتفهم، وتعرض آخرون لإصابات متنوعة على يد أبطال الجيش الوطني والتحالف العربي بقيادة السعودية.
18- تعد إيران الداعم الرئيس.. مَن الدول التي تدعم الميليشيات الحوثية خلال هذه الفترة؟
الميليشيا الحوثية تتلقى دعمًا ماليًا وسياسيًا وإعلاميًا وعسكريًا مباشرًا من نظام إيران وحزب الله اللبناني، عبر تهريب شحنات الأسلحة النوعية والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة إيرانية الصنع، ومشاركة خبراء حزب الله وإيران، والذين يشرفون على عمليات تركيب وإطلاق هذه الأسلحة لاستهداف المناطق المحررة والجارة السعودية.
وهنالك تقارير سياسية وإعلامية تتحدث عن تلقي الميليشيا الحوثية الدعم من دول لديها علاقات مع النظام في طهران، التقت أهدافها مع الأجندة الإيرانية في إقلاق أمن واستقرار اليمن والمنطقة.
19- هل بدأت الحكومة اليمنية بمحاكمة انقلابيين رفضوا العودة لصفوف الشرعية؟
الحكومة اليمنية وفي حال استمرار رفض الميليشيا الحوثية الانصياع لدعوات الحوار ووقف الحرب وإحلال السلام على قاعدة المرجعيات الثلاث، واستمرار جرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، فإن الحكومة ستمضي في اتخاذ خطوات عملية لتحريك دعاوى قضائية ومحاكمة قيادات الميليشيا والمتورطين في العمل معها من قيادات سياسية وأمنية وعسكرية في المحاكم الوطنية والدولية وملاحقتهم عبر الإنتربول الدولي.
20- ما توقعاتك لنتائج عودة الحكومة إلى عدن خلال الفترة القادمة؟
حضور الدولة وتفعيل مؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن سيوجه رسائل إيجابية في أكثر من اتجاه؛ الأول لأبناء المناطق المحررة بأن المرحلة القادمة هي مرحلة تثبيت الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات العامة وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتلمس احتياجاتهم.
والثانية باتجاه المواطنين في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية بتقديم نموذج لحضور الدولة ومؤسساتها وخدماتها مقارنة بالأوضاع التي خلفتها سيطرة الميليشيا الحوثية على مناطقهم، والثالثة باتجاه الميليشيا الحوثية بأنهم على أعتاب مرحلة مفصلية في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب وإن استمرارهم في المراوغة ورفض جهود ودعوات التهدئة التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء سيطلق يد الجيش الوطني لحسم المعركة واستعادة العاصمة صنعاء وباقي مناطق سيطرتها.
21- ما دور المملكة في مساعدة الشعب اليمني ماديًا وعسكريًا وهل لديكم أرقام بحجم المساعدات؟
الدور الأبرز في دعم اليمن سياسيًا واقتصاديًا وتنمويًا وإنسانيًا وعسكريًا في معركة استعادة الدولة وإسقاط انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران هو لأشقائنا وإخواننا في المملكة العربية السعودية.
وبلغ حجم هذه المساعدات التي قدمتها المملكة لليمن منذ 2015م بحسب تصريحات رسمية 14 مليارًا ونصف المليار دولار أمريكي صبت في دعم البنك المركزي واستقرار العملة الوطنية، ومنحة المشتقات النفطية في قطاع الطاقة، ومشروعات البنى التحتية والتنمية والإعمار وبناء السلام التي ينفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وأنشطة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمشروع السعودي لنزع الألغام (مسام)، ومشروعات الأطراف الصناعية وإعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم الميليشيات الحوثية وغيرها من المساعدات الإنسانية.
ونحن في اليمن ممتنون لهذا الدور التاريخي للمملكة في دعم اليمن في محنته، ونؤكد أن هذا الدعم والمواقف الأخوية ستكون علامة فارقة في العلاقات بين البلدين والشعبين الجارين والشقيقين.
22- ما رسالتك للمواطنين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثي؟
دعوتي للمواطنين في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية: الانتفاضة وكسر حاجز الخوف والخروج للشوارع بالملايين لإسقاط هذه الميليشيا الإجرامية التي عاثت في الأرض فسادًا وإرهابًا وأزهقت النفس المحرمة وأهلكت الحرث والنسل وأساءت لليمن والشعب اليمني العظيم في محيطه الإقليمي والدولي، واللحاق بثورتي الشعبين العراقي واللبناني العظيمتين ضد الهيمنة الإيرانية وسياساتها التدميرية في اليمن والمنطقة، والانتصار للوطن ومكتسباته واستعادة هويتهم الضاربة في جذور التاريخ.
وأؤكد لهم أن الميليشيا الحوثية في أضعف أيامها وأنها أوهن من بيت العنكبوت في ظل عزلة داخلية وخارجية، وأن سقوطها سيكون أسرع مما يتوقع الجميع.