خبير تعزيز الصحة لـ"سبق": كل 3 من 5 سعوديين يعانون زيادة الوزن أو السمنة و99% زيادة الإصابة بالسكري بالمملكة

قال إنها عامل الخطر الرئيس والأول للوفاة والعجز في السعودية
خبير تعزيز الصحة لـ"سبق": كل 3 من 5 سعوديين يعانون زيادة الوزن أو السمنة و99% زيادة الإصابة بالسكري بالمملكة

- المجتمع السعودي يعاني من انخفاض حاد في تناول الخضروات والفواكه ولا يمارس النشاط البدني الكافي يومياً

- إعلان صندوق الاستثمارات العامة إطلاق شركة "كياني" المعنية بالمعافاة وتعزيز أنماط الحياة الصحية للمرأة يُعدّ خطوة مهمة
 

- من المهم استثمار ثقافة وقيم المجتمع بشكل مبتكر ومواجهة الإصابة بالأمراض المزمنة في المملكة
 

- لدينا فرص واعدة للغاية في تقديم خدمات رقمية في مجال المعافاة النفسية وبرامج التأمل واليقظة الذهنية

- يمكن لشركة "كياني" تبني برنامج تدريبي رقمي لمهارات الراحة النفسية والتأمل يدمج ما بين المفاهيم الإسلامية وعلمي النفس والاجتماع
  

- الشريعة الإسلامية تزخر بالعديد من التشريعات التي تعزز الصحة النفسية كالخشوع في الصلاة والدعاء والطمأنينة والصبر



شقران الرشيدي - الرياض : قال خبير تعزيز الصحة والتوعية الصحية، والكاتب في الشأن الصحي والاجتماعي، الدكتور عبدالرحمن يحيى القحطاني، إن المجتمع السعودي يعاني من زيادة الوزن والسمنة، التي تمثل أحد أخطر مهددات رؤية 2030، فهي عامل الخطر الرئيس والأول للوفاة والعجز في السعودية، فثلاثة من كل خمسة بالغين في المملكة يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وفق تقرير صدر مؤخرًا عن البنك الدولي، كما تستنزف الخدمات الصحية وتشكل عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على المملكة، ويُقدر بما يربو على 72 مليار ريال سنويًا.

وأوضح بأن المجتمع السعودي يعاني كذلك من انخفاض حاد في تناول الكمية الموصى بها يوميًا من الخضروات والفواكه يبلغ 93% من البالغين (15 سنة فأعلى)، في مقابل 80% من تلك الفئة العمرية لا تمارس النشاط البدني الكافي الموصى به يوميًا، وفق المسح الصحي العالمي في السعودية لعام ٢٠١٩.

كما نوه إلى زيادة عالية في عدد حالات الإصابة بداء السكري بنسبة 99% خلال عقد واحد في المملكة، حيث سُجلت 1.4 مليون حالة عام 2009، مقابل 2.7 مليون حالة عام 2019.

وقال:"إن إعلان صندوق الاستثمارات العامة إطلاق شركة "كياني"، المعنية بالمعافاة وتعزيز أنماط الحياة الصحية للمرأة، يُعدّ خطوة ذات أهمية عالية يمكن أن تُسهم في تعزيز صحة المرأة، إذا ما بُنيت مبادراتها وفق مفهوم "النهج القائم على البراهين"، وبما يضمن استثمار ثقافة وقيم المجتمع بشكل مبتكر ومتجدد، ومواجهة انتشار عوامل خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة في المملكة".

وأكد الدكتور القحطاني بأن شركة "كياني" تتوافق مع مستهدفات رؤية 2030 عبر عدة مناظير، تشمل منظور تعزيز الصحة، وجودة الحياة، والرياضة، إضافة إلى الترفيه.

وهو ما يمثل توجهًا إيجابيًا للغاية لصندوق الاستثمارات العامة نحو تعزيز الصحة، خصوصًا في ظل الانتشار الواسع لعوامل خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة في المملكة، كالخمول البدني والعادات الغذائية المهددة للصحة.

وأشار خبير تعزيز الصحة بأن "كياني" يمكن أن تُسهم في مواجهة تلك المؤشرات مقلقة للغاية، إذا علمنا أن المجتمع السعودي مجتمع فتي، تستدعي بناء استراتيجيات وخطط شاملة ومتكاملة بين القطاع الحكومي والخاص والأهلي، وفق عمل مؤسسي قائم على الأدلة والبراهين، وهنا يأتي دور القطاع الخاص كشركة "كياني" لمشاركة القطاع الحكومي في سد فجوات الأنماط الصحية المهددة للتنمية بالمملكة.

وحول مدى اهتمام الشركة بالصحة النفسية، أشار القحطاني أنها ستأخذ حيزًا في "كياني" وفقًا لتصريح سمو رئيسة مجلس إدارتها الأميرة ريما بنت بندر، وهو ما يسمى مؤخرًا بقطاع المعافاة النفسية، ويشمل خدمات التأمل واليقظة الذهنية، وصحة النوم، وتطوير الذات، والمكملات الغذائية للدماغ، حيث يعد من الأسواق الواعدة أيضًا، حث تبلغ قيمته عالميا 121 مليار دولار، وفق تقرير لمعهد المعافاة الدولي (GWI) لعام 2020.

ويستطرد القحطاني في ذلك قائلاً: "لا أبالغ إذا قلت إن لدينا فرصًا واعدة للغاية في تقديم خدمات رقمية في مجال المعافاة النفسية وبرامج التأمل، واليقظة الذهنية، بطرق تختلف عن استجلاب بعض الممارسات التي قد تخالف قيمنا وثوابتنا، وهنا يمكن للشركة تبني برنامجًا تدريبيًا رقميًا لمهارات الراحة النفسية والتأمل والتفكّر، يدمج ما بين المفاهيم الإسلامية النفسية ومفاهيم الطب النفسي وعلمي النفس والاجتماع، وذلك من خلال الاستعانة بخبراء متخصصين في ذلك".

وذكر بأن الشريعة الإسلامية تزخر بالعديد من التشريعات التي تعزز الصحة النفسية ليس أقلها الخشوع في الصلاة، والدعاء، والدعوة إلى التفكّر في الكون ومخلوقات الله، ومفاهيم الطمأنينة والسكينة، والصبر، والإيمان بالقدر، وكذلك احتساب الأجر في كافة النوايا والأقوال والأفعال. وهي مفاهيم وممارسات عالية الإيمانيات والروحانيات يمكن تقديمها للمجتمع بخطاب وقالب مبتكر ومتجدد يتجاوز مجرد التلقين.

وقال: "أكاد أجزم أن هذا البرنامج الرقمي سيجد قبولاً وانتشارًا واسعًا، وسيحقق إيرادات عالية، لو تحقق له عوامل النجاح، والفكر المستنير، وفق ثوابتنا وقيمنا الإسلامية، بل يتسع نطاقه داخل وخارج المملكة ليشمل الدول الإسلامية وبلغات متعددة". 

وأشار القحطاني بأن صناعة المعافاة (Wellness Industry) تمثل واحدة من أكبر الأسواق العالمية، وتمتاز بسرعة نموها، حيث تبلغ قيمتها 1.5 تريليون دولار عالميًا، وفق تقديرات شركة ماكينزي للاستشارات، وتشمل الخدمات والمنتجات والأجهزة المعنية بالصحة والنشاط البدني والصحة النفسية والتغذية، وبنمو سنوي يتراوح بين 5 إلى 10%. في حين تُقدر قيمة قطاع اللياقة البدنية والمعافاة في المملكة بأعلى من 14.25 مليار دولار. 

وحول الاستراتيجيات وفرص النجاح لمثل هذه الشركات المعنية بقطاع المعافاة، أوضح خبير تعزيز الصحة بأن استراتيجية "رقمنة الخدمات" تمثل إحدى الركائز الأساسية، خصوصًا أنها تُسهم في تقديم خدمات بخصوصية عالية، وذات طابع شخصي، ووفق تفضيلات واحتياج العميل، وهو ما تبحث عنه المرأة السعودية. 

ويشير بأن سوق منصات وتطبيقات الصحة والمعافاة الإلكترونية، سوق واعدة للشركة، متى ما تم تصميمها وفق احتياجات الفرد السعودي وخصائصه وثقافته وبيئته، حيث تشير بعض التقديرات العالمية بأن حجم قطاع تطبيقات اللياقة البدنية لوحده سيقارب 16 مليار دولار بحلول عام 2026 عالميًا. ومن أبرز الأمثلة في ذلك تطبيق (NOOM) الأمريكي، الذي يستهدف برامج الحمية وتخفيف الوزن والوقاية من السكري، عبر اشتراكات محددة. ومؤخرًا تجاوز عدد مشتركيه 45 مليونًا.

وأضاف بأن ما يميز التطبيق أنه قائم على الطب المبني على البراهين (Evidence based Medicine). 

كما أكد على أهمية الاستثمار في الواقع الافتراضي (Virtual Reality) لتعزيز الوصول لشرائح واسعة في المجتمع بطرق مبتكرة ومحفزة للسلوك، كما ركز على ضرورة تبني استراتيجية ما يسمى تحديدًا "النهج القائم على الأدلة"، وأفضل الممارسات العالمية، وعدّ ذلك حجر الزاوية لنجاح أي شركة تعمل في قطاع المعافاة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org