- 12% من المجتمع يعانون "تململ الساقين" وكأن الحشرات تزحف تحت الجلد.. والنساء أكثر إصابة
- استخدام هرمون "الميلاتونين" يخفف الإرهاق ويساعد على النوم لكنه يسبب الصداع والكوابيس
- بسبب قلة النوم 20% من السعوديين سبق أن "غفوا" أثناء القيادة مرة واحدة على الأقل خلال العام المنصرم
- "الأرق" مرتبط بالتوتر والقلق وضغوطات الحياة.. واستخدام الحبوب "المنومة" يُسبِّب الإدمان
- الانتظام على 6 عادات صحية يُخفِّض خطر الإصابة بضعف الذاكرة أو الخرف مع تقدُّم السن
- بخاخات "الكورتيزون" تعالج حساسية الصدر وقد تسبب التهابات فطرية بالفم
- أدوية الربو البيولوجية آمنة وفعَّالة لعلاج الحالات الشديدة لكنها لا تُغني عن البخاخات
- لعلاج سهر الأطفال والمراهقين جَنِّبوهم المشاهد المخيفة والمثيرة وأشعروهم بالأمان في الليل
حوار/ شقران الرشيدي- سبق: يقول أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، الأستاذ الدكتور سعد الشريف: "دراسة مجتمعية حديثة شارك فيها 29.000 شخص، تمت متابعتهم لمدة 10 سنوات، كشفت أن الانتظام على 6 عادات صحية يُخفِّض خطر الإصابة بضعف الذاكرة أو الخرف مع تقدم السن بشكل كبير".
ويؤكد في حواره مع "سبق" أن متلازمة تململ الساقين تؤثر سلبًا على نوم المريض، وغالبًا ما يشعر المصاب برغبة ملحة لتحريك ساقيه عند الاستلقاء للنوم.. ومن الملاحظ زيادة الإصابة لدى النساء.
ويتناول الحوار عددًا من المحاور الصحية المهمة.. فإلى التفاصيل:
هل الصيام في رمضان يُضعف الذاكرة ويزيد النعاس أثناء النهار؟
أُجريت الكثير من الدارسات العلمية في الدول المتقدمة على الصيام، كما تمت دراسة تأثيراته المختلفة على صحة الإنسان، منها النوم، وزيادة النعاس أثناء النهار وضعف الذاكرة.. وغيرها. وقد أظهرت هذه الدراسات أن الصيام مع المحافظة على نمط حياة صحي، من خلال الانتظام في وقت النوم، وتناول وجبات صحية متزنة في أوقات ملائمة، يساعد على ما يأتي:
• الشعور بالراحة وتجدد النشاط: وذلك من خلال زيادة إفراز هرمون النمو أثناء النوم الذي يساعد على حرق الدهون، والمحافظة على العضلات، وتجديد الخلايا؛ وبالتالي زيادة الشعور بالراحة وتجدُّد النشاط.
• زيادة الطاقة والتركيز أثناء النهار: يرتبط الصيام بزيادة إفراز أحد النواقل العصبية المهمة (الأوركسين)، الذي يلعب دورًا حيويًّا في الشعور باليقظة والانتباه، وعدم الشعور بالنعاس أثناء النهار.
• تحسُّن الذاكرة: وربما يكون سبب ما يشعر به البعض في رمضان مرتبطًا ببعض السلوكيات غير الصحية، مثل الإفراط في تناول السعرات الحرارية من خلال الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والدهون، أو السهر والحرمان من النوم.
ما العادات الصحية الجيدة التي تخفِّض خطر الإصابة بضعف الإدراك أو الخرف مع تقدُّم السن؟
في دراسة مجتمعية حديثة شارك فيها 29.000 شخص، تمت متابعتهم لمدة 10 سنوات، وجد الباحثون أن الانتظام على 6 عادات صحية يخفِّض خطر الإصابة بضعف الذاكرة أو الخرف مع تقدُّم السن بشكل كبير، هي:
1- تناول الغذاء الصحي.
2- القيام بأنشطة عقلية منتظمة، مثل القراءة أو الكتابة، أو القيام بالألعاب الذهنية، مثل لعبة الورق أو الشطرنج.. وغيرها، مرتين في الأسبوع أو أكثر.
3- ممارسة الرياضة بانتظام، كالمشي السريع، لمدة 150 دقيقة في الأسبوع
4- التواصل الاجتماعي النشط، كزيارة الأقارب والأصدقاء، مرتين في الأسبوع أو أكثر
5- عدم التدخين
6- عدم شرب الكحول
ما هي متلازمة تململ الساقين؟ ولماذا تصيب النساء أكثر من الرجال؟
متلازمة تململ الساقين هي أحد اضطرابات النوم التي تؤثر سلبًا على نوم المريض، وغالبًا ما يشعر المصاب بها برغبة ملحة لتحريك ساقيه عند الاستلقاء للنوم. وتسوء هذه الأعراض مع عدم الراحة، وتتحسن مع الحركة.
ويصف المرضى المصابون بتململ الساقين ما يشعرون به بأوصاف مختلفة؛ فمنهم من يشعر بتنمل أو كهرباء في ساقيهم، أو ألم أو الشعور بنبض، أو كأن حشرات تزحف تحت الجلد في ساقيهم.
وبحسب دراسة حديثة، قمنا بها، وجدنا أن نحو 12% من المجتمع بشكل عام يعاني اضطراب تململ الساقين، وأن 1% أعراضهم شديدة لدرجة أنها تؤثر على أدائهم أثناء النهار. كما وجدنا أن نسبة إصابة النساء أكثر من الضعف مقارنة بالرجال.
ومن الملاحظ زيادة الإصابة لدى النساء عند فترة الحمل، وعند انقطاع الطمث؛ ما يجعل لفترة تغيُّر الهرمونات عند النساء دورًا في ارتفاع نسبة الإصابة.
أيضًا ربما يكون من المهم الإشارة لعوامل الخطورة؛ فقد وجدنا أن التدخين يزيد خطر الإصابة بمتلازمة تململ الساقين بنسبة 28%، والقلق يزيد خطر الإصابة بنسبة 42%، كما وجدنا أن الاكتئاب يزيد خطر الإصابة بنسبة 140%.
يشيع أن استخدام هرمون "الميلاتونين" يُسهم في تخفيف أعراض الإرهاق والمساعدة على النوم، لكن ما الأضرار المحتملة من استخدامه؟
هرمون الميلاتونين دواءٌ له آثار جانبية كبقية الأدوية، منها ما هو شائع، كالصداع أو الدوخة أو الغثيان، ومنها ما هو أقل شيوعًا، كالكوابيس، أو أعراض الاكتئاب، أو التهيج أو ألم البطن.. وغيرها.
أيضًا من المهم تناوله تحت إشراف طبي بسبب الآثار الجانبية المحتملة، كما أنه قد يتداخل مع بعض الأدوية.
إلى أي مدى تنفع الأدوية والحبوب "المنوِّمة" في المساعدة على النوم؟ وما أضرارها؟
الأدوية المساعدة على النوم أنواع كثيرة، ودواعي استخدمها وآثارها الجانبية مختلفة باختلاف أنواعها؛ فمنها ما قد يسبب التعود والإدمان؛ لذلك يجب تناول الأدوية المساعدة على النوم بحذر، وتحت إشراف طبي مباشر.
هل تُسبب بخاخات "الكورتيزون" المستخدَمة لعلاج حساسية الصدر الإدمان، والتسبب في التهابات فطرية بالفم؟
بخاخات الكورتيزون المستخدَمة لعلاج الربو (حساسية الصدر) لا تسبب الإدمان، وهي آمنة إلى حد كبير. والآثار الجانبية لبخاخات الكورتيزون، مثل بحة الصوت أو الالتهابات الفطرية بالفم، هي حالات نادرة، تحدث غالبًا بسبب عدم المضمضة والغرغرة بالماء بعد استعمال البخاخات؛ لذلك ننصح دائمًا بأن يتمضمض المريض ويتغرغر بالماء بعد استخدام بخاخات الكورتيزون.
ما حقيقة أن النوم أقل من 6 ساعات يرتبط بزيادة الإصابة بسرطان القولون؟
هذا صحيح. ومن المعلوم أن سرطان القولون يعتبر ثاني أكبر سرطان مسبب للوفاة في العالم، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
وبحسب نتائج دراسة حديثة، النوم أقل من 6 ساعات يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 50% مقارنة مع الأشخاص الذين ينامون 7 ساعات أو أكثر.
إلى أي مدى تُعدُّ الأدوية البيولوجية آمنة وفعالة في علاج حالات الربو الشديدة؟ وهل تغني عن البخاخات؟
الأدوية البيولوجية للربو آمنة إلى حد كبير، وفعَّالة جدًّا لعلاج حالات الربو الشديدة، لكنها لا تغني عن البخاخات، بل تساهم بشكل كبير في السيطرة على المرض.
وفي دراسة حديثة، قمنا بها على حالات الربو الشديدة، وجدنا أن الأدوية البيولوجية تحسِّن بشكل كبير أعراض الربو، وتخفِّض نوبات الربو الحادة التي تستلزم تناوُل حبوب أو حقن الكورتيزون، كما لاحظنا وجود تحسُّن طفيف في اختبار وظائف الرئتين مع بعض الأدوية البيولوجية.
ما هي الضوضاء البيضاء؟ وكيف يمكن أن تسهل الدخول في النوم أو الاستمرار فيه؟
هي أصوات متجانسة ومتكررة بنمط ثابت، مثل صوت المكيف أو المكنسة، أو الراديو والتلفزيون عندما يكونان بدون اتصال.
ومن المهم أن نعرف أن الأصل عند الإنسان أن ينام في البيت ببيئة مناسبة، تكون منخفضة الضوضاء. ومنظمة الصحة العلمية تقترح أن يكون مستوى الضوضاء أثناء النوم أقل من 40 ديسبل، لكن هذا قد لا يتوافر في بعض الأماكن، مثل المدن المزدحمة؛ ومن هنا ظهرت فكرة الضوضاء البيضاء. وبشكل عام، يُعتقد أن للضوضاء البيضاء فائدتين: الأولى أنها صوت بنمط ثابت، يجعله قادرًا على تغطية أي صوت مزعج مفاجئ، سواء من داخل الغرفة أو من خارجها.
الفائدة الثانية: نمط الصوت الثابت قد يساعد على الاسترخاء؛ وبذلك يسهل الدخول في النوم.
يشتكي الكثير من الأُسر من عدم انتظام نوم الأطفال والمراهقين "السهر"؛ وهو ما يؤثر سلبًا على تحصيلهم الدراسي، فكيف يمكن ضبط ساعات نومهم؟
اتباع هذه النصائح سيساعد في ضبط ساعات النوم، وزيادة جودتها:
1- وضع روتين منتظم لوقت النوم، كقراءة دعاء النوم، والاسترخاء قبل وقت النوم
2- المحافظة على وقت منتظم للاستيقاظ من النوم، وكذلك وقت منتظم للذهاب إلى النوم
3- إذا استدعت الحاجة لقيلولة فمن المهم أن تكون قصيرة ومبكرة
4- تجنُّب المشاهد المخيفة والمثيرة
5- اجعل طفلك يشعر بالأمان في الليل
6- اجعل إضاءة الغرفة مناسبة مع أهمية تجنُّب الإزعاج
7- تناول العشاء مبكرًا قبل وقت النوم بساعتين على الأقل
8- تجنُّب المحفزات الذهنية وقت النوم، مثل: الألعاب الإلكترونية أو مشاهدة التلفاز
9- التعرض لضوء الشمس في الصباح
10- من المهم تجنب الكافيين، والإكثار من السكاكر
ما أبرز أسباب الأرق وطرق التغلب عليها؟ وما هو علاج الأرق وصعوبة النوم؟
الأرق هو أحد اضطرابات النوم الشائعة، ويمكن أن يؤدي إلى صعوبة الدخول في النوم، أو صعوبة الاستمرار فيه.
وغالبًا ما يكون الأرق مرتبطًا بالتوتر والقلق أو ضغوطات الحياة، أو عادات غير صحية.. ومن أكثر أسبابه شيوعًا:
- التوتر والقلق، أو الضغوط النفسية، أو الاكتئاب.
- عادات النوم السيئة، مثل جدول نوم غير منتظم، قيلولة طويلة ومتأخرة، تناول المنبهات إلى وقت متأخر من اليوم.. وغيرها.
- اضطرابات النوم الأخرى، مثل انقطاع النَّفَس أثناء النوم، أو متلازمة تململ الساقين.
- بعض الأمراض العصبية أو العقلية، أو استخدام بعض الأدوية.
فكثيرًا ما يعاني الإنسان أعراض الأرق فترة قصيرة أثناء حياته، لكن إذا أصبحت هذه الأعراض متكررة ومؤثرة على قيامه بواجباته وعمله أثناء اليوم نتيجة للأرق فمن المهم زيارة الطبيب؛ لتحديد سبب المشكلة وعلاجها؛ إذ يختلف العلاج باختلاف السبب.
إلى أي مدى يؤدي انخفاض جودة النوم إلى حدوث العديد من الأمراض، كالإصابة بالخرف، والوفاة المبكرة، وضعف الإدراك؟.. وعلى ماذا يدل انقطاع النَّفَس أثناء النوم؟
بشكل عام، النوم يقوم على ركنَين أساسيَّين، الكمية والنوعية. وللصحة المثلى يحتاج الإنسان لكمية نوم كافية (عدد ساعات نوم كافية)، ونوعية نوم جيدة.
ومن المهم الإشارة إلى أن جودة النوم غالبًا ما يغفل عنها الناس، وهي لا تقل أهمية عن كمية النوم؛ فينبغي العناية بها.
ومن أهم أسباب انخفاض جودة النوم تقطُّع النوم. وتعتبر متلازمة انقطاع النَّفَس الانسدادي من أهم أسباب تقطع النوم. ومن المؤسف أن أغلب الحالات غير مشخَّصة.
وتقطُّع النوم وانخفاض جودته يرتبطان مع العديد من المشاكل الصحية؛ فقد يجعلان الإنسان سريع الغضب، متقلب المزاج.. كما أنه يزيد خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب والسمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين.. إضافة إلى أنه يخفِّض القدرة والرغبة الجنسية، وخصوصًا عند الذكور.
وتقطُّع النوم وانخفاض جودته يزيدان من فرط النعاس أثناء النهار، وهو أحد أسباب الحوادث الخطيرة، سواء حوادث العمل، أو حوادث المركبات.
وتشير بعض الدراسات إلى أن ما يصل إلى 33% من الحوادث المميتة سببها النعاس أثناء القيادة.
وفي دراسة قمنا بنشرها حديثًا، تدرس علاقة النعاس أثناء النهار مع حوادث السير في السعودية، وجدنا أن نحو 20% من السعوديين سبق أن ناموا فترة قصرة (غفوة) أثناء القيادة مرة واحدة على الأقل خلال العام المنصرم.
وأظهرت الدراسة أن 13% من عينة البحث كانوا يعانون نعاسًا متوسطًا إلى شديد أثناء النهار. وتشير الدراسات إلى أن النعاس الشديد أثناء القيادة يزيد خطر الوقوع في حوادث المركبات إلى 5 أضعاف، بجانب الغفوات المسببة للحوادث.