- من المهم الاستعداد لمواجهة كورونا وحماية الكوكب والتعافي الاقتصادي المستدام
- السعودية وبريطانيا تربطهما علاقات تاريخية وشراكة حديثة في التجارة والاستثمار والأمن والطاقة والقضايا الإقليمية
- العالم يحتاج حاليًا لخطة إنعاش الاقتصاد وتمكين الشباب وإصلاح منظومة الصحة العالمية
- السعودية بلد جميل ومتنوع وأستمتع بالتجول فيها.. وممتنٌّ لكرم الضيافة والمأكولات المحلية
حوار/ شقران الرشيدي: كشف السفير البريطاني الجديد لدى السعودية "نيل كرومبتون" أن قمة العشرين بالرياض ستكون حدثًا مهمًّا للغاية للسعودية والمجتمع الدولي. مؤكدًا في حواره مع "سبق" أنه من الضروري والمهم الاستعداد لمواجهة كورونا، وحماية الكوكب، والتعافي الاقتصادي المستدام. لافتًا إلى أن قضايا العالم حاليًا هي خطة لإنعاش الاقتصاد العالمي، وتمكين الشباب، وإصلاح منظومة الصحة العالمية. مشيرًا إلى أن السعودية وبريطانيا تربطهما علاقات تاريخية وشراكة حديثة في التجارة والاستثمار والأمن والطاقة والقضايا الإقليمية، ولافتًا إلى أن السعودية بلد جميل ومتنوع، وأنه يستمتع بالتجول فيها، وقد قام بزراعة شجرة "السنط" في حديقة حريملاء لدعم مبادرة زراعة 10 ملايين شجرة فيها.
جاء ذلك في حوار خص به "سبق".. فإلى التفاصيل:
قمة العشرين
** تستضيف السعودية قمة العشرين 2020 هذا العام، وهي أول قمة للمجموعة تستضيفها دولة عربية، فما هي أهمية قمة الرياض القادمة؟
أعتقد أن قمة الرياض ستكون حدثًا مهمًّا للغاية بالنسبة للمملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي. هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة عربية مجموعة العشرين، إلا أنه بسبب فيروس كورونا ستكون هذه القمة أهم من المعتاد. فقد كنت أعمل في سفارتنا في واشنطن حينما انعقدت قمة مجموعة العشرين الأولى استجابة للأزمة المالية العالمية؛ فثمة تشابهات الآن فيما يتعلق بالأزمة الدولية التي سببها فيروس كورونا؛ إذ يتطلب ذلك استجابة دولية منسقة بقيادة مجموعة العشرين. ونشعر بإعجاب كبير بما حققه شركاؤنا السعوديون حتى الآن. فمنذ بداية الأزمة عملت المملكة المتحدة عن كثب مع الرئاسة السعودية والشركاء الدوليين الآخرين للاتفاق على خطوات لضمان تحقيق انتعاش اقتصادي منسق، ووضع خطة موثوقة لإيجاد لقاح، وتعزيز النظام الصحي الدولي، إضافة إلى مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين الأخرى، مثل حماية البيئة.
النتائج
** ما هي النتائج الرئيسية التي تتوقعها من قمة مجموعة العشرين؟ وما هي أولويات المملكة المتحدة؟
تدعم المملكة المتحدة هدف الرئاسة السعودية، وهو: "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع". ويدرك قادة مجموعة العشرين أنه يجب علينا العمل سوية للتوصل إلى اتفاق بشأن الأولويات الرئيسية. وتحرص المملكة المتحدة على التوصل إلى اتفاق بشأن أهم القضايا. ويعني ذلك ضمان التنسيق الدولي الفعال، والعمل على صعيد القضايا الرئيسية التي تشمل التعافي الاقتصادي المستدام، وإثبات أن المجتمع الدولي لديه خطة موثوقة لإنعاش الاقتصاد العالمي، وتمكين الشباب نحو مستقبل أفضل للجميع، وإصلاح منظومة الصحة العالمية فيما يتعلق بصورة خاصة بالاستعداد لمواجهة الجوائح، والالتزام على المدى الطويل بإعادة البناء بشكل أكثر اخضرارًا ومراعاة للبيئة.
حماية الكوكب
** "حماية الكوكب" هو موضوع رئيسي على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين 2020؛ إذ تهدف الرئاسة السعودية إلى دفع الجهود نحو العمل في هذا المجال، فما تعليقكم؟
تعد كيفية التعامل مع تغيُّر المناخ أحد أكبر التحديات في القرن الـ21. وترحب المملكة المتحدة بجدول أعمال المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين، وتتفق مع أهمية نهج الانبعاثات السلبية، وحشد التمويل للتكيف والحلول القائمة على الطبيعة، مثل التشجير وحماية الموارد البحرية. وتعد القيادة السعودية في مجال معالجة تغيُّر المناخ ذات أهمية خاصة نظرًا إلى مكانة المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، كما يؤكد ذلك أن تغيّر المناخ يمثل تحديًا يهتم به المجتمع الدولي بأكمله. والمملكة العربية السعودية لديها برامج طموحة في هذا الصدد؛ فقد زرتُ حديقة حريملاء الأسبوع الماضي، وزرعتُ شجرة أكاسيا (السنط) لدعم مبادرة وزارة البيئة والمياه والزراعة #Letsmakeitgreen لزراعة 10 ملايين شجرة في السعودية. وتلتزم المملكة المتحدة بالعمل مع شركائنا لبناء كوكب أكثر اخضرارًا ومراعاة للبيئة للجيل القادم، والحفاظ على إدراج قضية البيئة على جدول الأعمال العالمي.
ومن خلال مركز البيئة ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية تتعاون المملكة المتحدة مع المملكة العربية السعودية عبر مشاريع إقليمية وثنائية، تختص بموضوعات مشتركة مهمة، وتتعلق بتغيُّر المناخ والتنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة البحرية، ومقاومة مضادات الميكروبات؛ إذ توجد الآن فرصة لنا لاستعادة وبناء بنية تحتية مناخية ذكية وأكثر مراعاة للبيئة. ونأمل بأن تؤدي المناقشات في قمة قادة مجموعة العشرين إلى مجموعة طموحة من الإعلانات حول تغير المناخ، وحماية البيئة قبل قمة المؤتمر الـ26 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغيُّر المناخ المقرر عقده العام المقبل، الذي تستضيفه المملكة المتحدة بالمشاركة مع إيطاليا.
العلاقة التاريخية
**ما تعليقكم بشأن العلاقة بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية؟ وكيف ترى السعودية منذ وصولكم إليها مطلع هذا العام؟
تعود العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى وقت بعيد. وأود أن أوضح أنه بينما تعد هذه العلاقات تاريخية فلدينا أيضًا شراكة حديثة. وتستند هذه العلاقات الثنائية طويلة الأمد إلى عدد من الركائز، تشمل مجالات مثل التجارة والاستثمار، والأمن، والطاقة، والمخاوف المشتركة بشأن القضايا الإقليمية، والروابط القوية بين الشعبين.. غير أن كلا البلدين يدرك أنه في عالم تسوده العولمة لا يمكن معالجة العديد من التحديات التي تواجه العالم إلا من خلال إجراءات وخطوات فعالة متعددة الأطراف؛ لذلك فقد عملنا بجد مع الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين لمحاولة تمويل حلول متعددة الأطراف لبعض هذه التحديات من خلال مجموعة العشرين. وأعتقد أن ذلك التعاون ساعد في تعزيز علاقاتنا الثنائية. وخلال 8 أشهر من عملي سفيرًا لبريطانيا لدى السعودية، وعلى الرغم من هذه الجائحة العالمية، فقد استمتعت للغاية بزيارة كل من جدة والخُبر، وآمل أن أزور العديد من مواقع التراث العالمي الجميلة والتاريخية لليونسكو في السعودية قريبًا جدًّا. إن المملكة العربية السعودية بلد جميل ومتنوع، وأنا شخصيًّا أستمتع بالخروج والتجول فيها، كما أنني ممتنٌّ جدًّا لكرم وحفاوة الضيافة السعودية الحارة، والمأكولات المحلية التي استمتعتُ بها منذ وصولي، منها تمور القصيم، ونعناع المدينة المنورة. وآمل أن تتاح الفرصة للآخرين لزيارتها أيضًا.