"الشرم" لـ "سبق": ارفعوا سعر "الدخان" ١٠٠ ريال وأغلقوا "المعسل".. وامنعوا أكل "القواطي" لوقف "السرطان"

حذر النساء من "الثدي" والرجال من "القولون".. وأكد أن السعوديين ثالث أكسل شعب ورابع المدخنين عالمياً
"الشرم" لـ "سبق": ارفعوا سعر "الدخان" ١٠٠ ريال وأغلقوا "المعسل".. وامنعوا أكل "القواطي" لوقف "السرطان"
تم النشر في

- العالم ينظر لنا كبنوك متحركة.. والصينيون يقومون بتجارب "الكي" و"التجميد" على الخليجيين ولا يسمحون بها على الصيني.

- مليون ريال سنويا تتحملها الدولة لعلاج مصاب السرطان ومستشفياتنا مؤهلة للمعالجة.

- "الملفوف" و"القرنبيط" توقف الخلايا السرطانية وزيادة الوزن والخمول والكحول والبكتيريا تسبب الأورام.

- كثير من المصابين بالسرطان يستنزفهم مالهم وصحتهم في الخارج ويصلون للمطار وهم في حالة يرثى لها.

- لهذه الأسباب لم يمت 170 ألف بريطاني تم تشخيصهم بالسرطان قبل 40 عاما.

- التدخل الجراحي بـ "الروبورتات" هو الشائع.. أما "الكيماوي" فيؤثر على الخلايا الطبيعية.

- لا بد من أخذ الفيتامينات من مصادرها الأساسية في الغذاء بدلا من الحبوب المصنعة كيميائيا.

يقول د. عبدالله الشرم، رئيس قسم الأورام في مدينة الملك فهد الطبية: "إن التقدم الحضاري حوّل المجتمع السعودي إلى مخملي كسول، وإن دراسة نشرت حديثا كشفت أن الشعب السعودي هو الثالث عالميا في الكسل والخمول، والاعتماد على الأكل المشبع بالدهون المضرة، والسكريات". مؤكداً في حواره مع " سبق" على أن أكثر الأورام انتشارا لدى السعوديات هي "الثدي" يليها الغدة الدرقية ثم القولون، والأكثر انتشارا بين السعوديين أورام "القولون" ثم الغدد الليمفاوية يليه سرطان الدم.

مشيراً إلى أن هناك اكتشافات طبية ذات فعالية هائلة جداً في القضاء على الأورام السرطانية، والتحكم بها أصبحت تستخدم الآن على المرضى بعد دراسات عالمية مكثفة، وأن التدخل الجراحي بـ"الروبورتات" هو الشائع في العلاج حاليا. مطالبا برفع سعر علبة "الدخان" لـ١٠٠ ريال، وأن تكتفي مدينة الرياض بمحل واحد فقط يبيعه وأن يكون خارجها مع إغلاق محلات بيع المعسل والجراك. محذرا من وجود مراكز صحية صينية تدعي معالجة الأورام السرطانية، وتقوم بالاستغلال، وبعمل تجارب على المرضى الخليجيين لم يثبت عالميا صحتها في حين أن هذه التجارب لا يسمح أن تعمل على المواطن الصيني.

ويتناول الحوار عددا من المحاور الطبية الحيوية، فإلى التفاصيل..

** هل السبب الحقيقي وراء الإصابة بالسرطان التعرض للمواد الكيماوية، وبعض الأمراض الفيروسية، والإشعاع الذري والنووي، والتدخين.. أم أن هناك أسبابا أخرى؟

هناك أسباب عديدة أثبتت الدراسات العلاقة الوطيدة بينها، وبين ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان، وهناك العوامل الخمسة المسببة والمعروفة عالميا، وهي زيادة الوزن، وقلة المجهود الرياضي، والابتعاد عن الأكل الصحي، وخصوصا الفواكه، والخضراوات، والتدخين وأخيرا المشروبات الكحولية. ولكن هناك أسباب أخرى لا تقل خطورة عن الأسباب السابقة، مثل فيروس الكبد الوبائي ب، ج وعلاقته بسرطان الكبد، وأيضا فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وعلاقتها بسرطان الغدد الليمفاوية والدموية، وهناك بعض الدراسات أثبتت أن بعض أنواع البكتيريا، ومنها بكتيريا القرحة "هيليباكتور بيلوري" لها علاقة بسرطان المعدة وأيضا بعض الطفيليات مثل البلهارسيا وسرطان المثانة البولية. وبعض الأسباب قد تكون وراثية وخصوصا في أورام الثدي ومن أشهرها جيني BRCA1 وBRCA2 وأورام القولون، ومن أشهرها مرض "فاب"، وهو مرض يؤدي إلى انتشار اللحميات في القولون، ولكن عادة تمثل الأورام الوراثية ما نسبته أقل من %10 من مجموع الأورام.

** أخيرا.. ذكر الطبيب الأمريكي "بيتر قلايدن" عدم فعالية العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، وأن 97% ممن استخدموه لم يستفيدوا منه. ما تعليقك؟

كثيراً من التغيرات حدثت منذ ذلك الزمن، وهناك اكتشافات طبية ذات فعالية هائلة جداً في القضاء على الأورام، والتحكم بها أصبحت تستخدم الآن على المرضى بعد دراسات عالمية مكثفة. ومع استخدام العلاج الكيميائي لفترة طويلة من الزمن أعطت الأطباء فرصة كبيرة للتحكم في الجرعات، ومقدارها، ووقت إعطائها مما قلل، وبشكل كبير من الآثار الجانبية من العلاج الكيميائي. رغم أن العلاج الكيميائي ما زال يعطي نسبة شفاء بعد الله تصل إلى أكثر من 90% في بعض الأورام، ومنها أورام الغدد اللمفاوية وأورام الخصية. والتوجه يسير نحو إنتاج علاجات مضادة لبعض الجينات، والأنزيمات، والمستقبلات ومنها (العلاج الجيني، العلاج البيولوجي، العلاج الموجة)، عوضاً عن العلاج الكيميائي التقليدي الذي قد يؤثر على بعض الخلايا الطبيعية مما يقلل من احتمالات الأعراض الجانبية. وكثيراً من الدول المنتجة للعلاجات الجديدة هي خارج الولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً أوروبا وهذه الدول تخضع لنظام مراقبة صارم جداً، ولا يتم اعتماد أي علاج جديد إلا بعد دراسات محكمة خضعت لسنين من البحث، والتجارب قبل أن توافق عليها وتعتمدها في العلاج. والسعودية تكفلت بتوفير العلاج مجاناً لجميع المواطنين فيما تعتمد هيئة الغذاء والدواء السعودية معايير وأنظمة صارمة وعالمية للتأكد من فعالية العلاج قبل طرحه للاستخدام.

** ما أبرز الاكتشافات الطبية، والتغيرات العلمية الجديدة في معالجة، والقضاء على الأورام، والتحكم بها؟

أصبح التدخل الجراحي الجذري عن طريق استخدام المنظار، واستخدام "الروبورتات" هو الشائع في أكثر العمليات الآن، والتي تقوم باستئصال الأورام بتقنيات عالية تتجنب استئصال الأنسجة الغير مصابة أكثر فعالية مع القليل من الآثار الجانبية للعمليات الجراحية.

أما التوجه الحالي الطبي في المعالجات الكيميائية؛ فالتوجه الطبي الحالي هو اكتشاف طفرات جينية عديدة تسبب مباشرة الإصابة بالسرطان مما أدى إلى اكتشاف العلاج الجيني الموجه، وهو يقوم بالتأثير على هذه الطفرات في الخلايا السرطانية، ومن ثم تدميرها، وإيقاف انتشارها، والمهم في هذه العلاجات أنها لا تسبب أعراضا جانبية مثل العلاجات الكيمائية لأنها تؤثر على الخلايا السرطانية فقط.

** ذكرت تقارير طبية صادرة من "منظمة ماكميلان لمكافحة السرطان" البريطانية أنه لا يزال أكثر من 170 ألف بريطاني، تم تشخيص إصابتهم بمرض السرطان قبل نحو 40 عاما، أحياء حتى الآن، كيف تقرأ ذلك؟

أصبح معروفا الآن أن معظم الأورام التي تكتشف مبكرا تعطي فرصا للحياة تصل إلى الأعمار الطبيعية، وكما أسلفت سابقا نسبة شفاء بعض الأورام تصل إلى ما يقارب 90%.

** لماذا ما تزال تحذر بعض السعوديين من الذهاب إلى العيادات الطبية الخارجية خاصة في الصين التي تعالج المصابين بهذه الأورام؟

للأسف الشديد دول العالم تنظر إلينا كبنوك متحركة، ولا ننسى أن المريض يتعلق بأي أمل في تحسن المرض؛ ومن أهم هذه المراكز مركز "فوده" في الصين الذي يقوم بعمل تجارب لم يثبت عالميا صحتها بل العكس صحيح، يدعون العلاج بالكي أو التجميد، وهذه التجارب لا يمكن أن تعمل على المواطن الصيني، وتطبق فقط علينا نحن أبناء الخليج، وكم من المرضى وصل ألينا من المطار، وهو في حالة يرثى لها بعد أن استنفدت صحته وماله في علاج لا ينصح باستخدامه عالميا.

** ما أكثر الأورام والسرطانات المنتشرة بين السعوديين والسعوديات؟ وهل التغيرات الجينية وتلوث البيئة ساعدا في انتشار المرض؟

دائما أقول إن التقدم الحضاري أمر محمود، ولكن ليس في كل الأمور فللأسف الشديد كان الجيل السابق يعمل ليل نهار، ويأكل الطعام الصحي القليل، وفجأة تغير المجتمع إلى كسول. ففي دراسة نشرت حديثا كشفت أن الشعب السعودي هو الثالث عالميا في الكسل والخمول، ومع الاعتماد على الأكل المشبع بالدهون المضرة والسكريات، ومعدلات السمنة فاقت 75% فهذا طبيعي جداً أن يكون هناك طفرات جينية من المؤكد أنها ستكون عاملا أساسيا في زيادة الأورام. أما أكثر الأورام انتشارا لدى السعوديات فهي الثدي يليها الغدة الدرقية ثم القولون، والأكثر انتشارا بين السعوديين القولون ثم الغدد الليمفاوية يليه سرطان الدم.

** قُلت في تغريدة لك: "في التسعينات كان جل أرباح شركات التدخين من الدول المتقدمة، أما الآن فأكثر الأرباح تأتي من دول العالم الثالث بعد أن وضعت قوانين صارمة للحد منه".. فإلى أي مدى نحتاج لسن قوانين حازمة للحد من التدخين في المجتمع؟

نعم فقد كشفت تقارير منظمة الصحة العالمية عام 2013 أن السعودية تمثل المرتبة الرابعة عالميا في استهلاك السجائر، وهناك ما يقارب 6 ملايين مدخن في المملكة، وبحلول 2020 سيصل العدد إلى 10 ملايين، ولقد أظهرت دراسة حديثة أن التدخين ينتشر في 40% من المجتمع الرجالي و10% من المجتمع النسائي و15% من مجتمع المراهقين، وأن 30% من طلاب المدارس مدخنون. كما أنه في دراسة أخرى 45٪ من المدخنين في السعودية في سن 15 عاما و27٪ في المرحلة التعليمية المتوسطة، و35٪ في المرحلة الثانوية و13٪ من المعلمين والمعلمات. وينفق على التدخين حوالي 21 مليار ريال سنويا، وهذه دراسات مخيفة تؤكد لنا أننا جميعا يجب أن نقف ضد هذا المرض الخطير.

** طالبت برفع سعر علبة "الدخان" إلى 100 ريال، وعزل المدخن اجتماعيا، وأن لا تقبل له شهادة، ولا يحضر مجالس الرجال- كما كان معمولا به سابقا-.. هل تعتقد أن ذلك كاف للحفاظ على الصحة العامة من أضرار التدخين؟

نعم فقد توصلت الكثير من الدراسات لأن التعرض لدخان السجائر يسبب أمراضاً خطيرة للمدخنين، ولغير المدخنين الذين يستنشقون الدخان، ونتيجة لذلك، قامت كثير من الحكومات بحظر التدخين في الأماكن العامة مثل المكاتب الحكومية، ومراكز التسوق، وسائل المواصلات العامة، وأماكن العمل مثل المستشفيات، والمؤسسات الصحية بالإضافة إلى المدارس والمنشآت الأخرى المخصصة للشباب. ويجب أن تكون هناك خطوات واضحة ليكون لدينا مجتمع خال من الدخان مثالا أن تكتفي الرياض بمحل واحد فقط يبيع "الدخان"، وأن يكون خارج المدينة، وأن يعطى كمية محدودة جداً في كل مرة، وأن يتم التحكم بإخراج المقاهي خارج الرياض بمسافة كبيرة مع إغلاق المحلات التي تبيع المعسل والجراك داخل المدينة، أيضا يجب أن يمنع بيع الدخان لمن هم دون 30 عاما.

** هل تناول "الملفوف"، و"القرنبيط"، و"البروكلي" مفيد في الوقاية من عدم الإصابة بأورام الجهاز الهضمي؟

تسمى هذه بالخضار المفيد، وتمتلك القدرة على إيقاف نمو خلايا السرطان في البطانة الرحمية (بطانة رحم)، الرئة، القولون، الكبد، وعنق الرحم، وفقاً للمعهد الأمريكي لبحوث السرطان، كما تحتوي هذه الفصيلة على مركبات تحيد السموم في الكبد، وتساعد على تطهير الجهاز الهضمي. مما يزيد من أهميتها وقدرتها في حماية الجسم، وبالمناسبة فالأكل الصحي المعتمد على الفواكه والخضروات الصحية يمثل أهمية كبرى في تثبيط تكون الأورام.

** إلى أي مدى تتفق مع ما كشفته دراسة طبية حديثة، أن حبوب الفيتامينات، وبعض المكملات الغذائية التي تتضمن معدن "السيلينيوم" ترفع بشكل كبير احتمالات الإصابة بمرض سرطان البروستات لدى الرجال؟

هناك كثير من الدراسات في هذا الجانب وحقيقة هذه الدراسة لم تكن دراسة محكمة، وبالتالي لا أتفق مع هذه الدراسة، ولكن في الجانب الآخر أريد أن أؤكد على أخذ الفيتامينات من مصدرها الأساسي في الغذاء الصحي بدلا من الحبوب المصنعة كيميائيا.

** هل المأكولات المعلبة في "قواطي"، وحشوات الأسنان، والمعسل و"الشيشة" تحوي مواد كيميائية تتسبب في الإصابة بالسرطان؟

هناك بعض الدراسات في هذا الجانب أن المواد الحافظة قد تكون سببا مباشرا في بعض الأورام، وخصوصا أورام المعدة، وهذا قد يفسر أسباب ارتفاع معدلات الإصابة في بعض الدول التي تعتمد المأكولات المعلبة مثل اليابان، والصين، وبالنسبة لحشوات الأسنان فهي آمنة بشكل كبير، وكثير من الدراسات عملت وأثبتت عدم وجود علاقة بينها وبين السرطان.

أما المعسل، والشيشة فهي لا تقل خطورة عن الدخان أن لم نقل إنها أكثر خطورة، وتدخين الشيشة مثلا لمدة ساعة يعرضك لـ 100 مرة لحجم الدخان الصادر من تدخين سيجارة واحدة والشيشة أو المعسل تحتوي أكثر من 100 نوع من الغازات السامة المسببة للسرطان.

** كم يكلف علاج مريض السرطان في السعودية؟ وكم عدد حالات الإصابة سنويا؟

يكلف العلاج ما يقارب المليون ريال سنويا، وهذا المبلغ مرشح للزيادة في ضوء الاكتشافات الجينية، ووجود علاجات مضادة لها، وقد تكلف بعض الجرعات ما يقارب 50 ألف ريال. وحسب السجل الوطني للأورام الصادر عام 2012 كان مجموع الحالات المصابة 14846 حالة، وهذا العدد في ازدياد.

** هل المستشفيات السعودية مؤهلة طبيا للتعامل مع مصابي الأورام السرطانية وعلاجهم؟

نعم هناك الكثير من المستشفيات السعودية المؤهلة طبيا للتعامل مع مصابي الأورام السرطانية فعلى سبيل المثال يعتبر مركز الأورام الشامل بمدينة الملك فهد الطبية أحد أهم المراجع المتخصصة في مجال طب الأورام بالمنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية حيث يستقبل المرضى المحولين من جميع المنشآت الطبية التابعة لوزارة الصحة من جميع أنحاء المملكة. ويقدم مركز الأورام الشامل الرعاية الطبية اللازمة والمتكاملة لمراجعيه بأعلى مستويات الجودة، وبما يتماشى مع المعايير الدولية في مجال رعاية المرضى.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org