الفنان "عيد سعد": شخصية "علي" في "العاصوف" استفزت أصدقائي.. وهي مستوحاة من قلب الواقع

شكر صحيفة "سبق" على جهودها في دعم الفنانين الشباب في كافة المجالات
الفنان عيد سعد
الفنان عيد سعد

تناول مسلسل الدراما الاجتماعي السعودي "العاصوف" في الجزء الثالث والذي يعرض حالياً على شاشة mbc، بداية ذهاب الشباب السعودي للجهاد في أفغانستان، إذ جُنّد، في تلك الفترة، آلاف الشباب السعوديين، وجرى حضّهم على الذهاب إلى أفغانستان.

وفي هذا الإطار، كشف الفنان السعودي الشاب "عيد سعد" الذي قدم شخصية "علي" وهو أحد الشباب الذين ذهبوا للجهاد في أفغانستان، وكيف تأثر بعد عودته إلى أسرته، عن استمرارية الشخصية وحضورها إلى آخر حلقة في العمل.

وأشار إلى أن الشخصية التي كانت مستفزة لأصدقائه، لامست جراح بعض الأسر ممن فقدت أبنائها في مناطق النزاعات والحروب، تحت الدعوة إلى الجهاد، مشيراً إلى موقف حدث معه بعد الحلقة الثالثة من المسلسل عندما صادف أحد المتابعين للعمل، حيث حدثه عن شقيقه الذي ذهب إلى أفغانستان قبل 18 عاماً، ولم يعد.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته "سبق" مع الفنان عيد سعد:

Q

كيف تم استغلال حماسة الشباب في الجهاد الأفغاني وكيف عادوا؟ كيف عالجها المسلسل من خلال دورك في شخصية "علي" الذي قدمته؟

A

الإجابة على هذا السؤال قد تطول ولكن سأحاول أن أختصر بقدر الإمكان، في البداية يوضح المسلسل أن أغلب هؤلاء الشباب في مطلع العشرينيات ممن تسيطر عليهم العواطف والتي ستستغل من رموز الصحوة في ذلك الحين بخطابات تؤجج مشاعر ستقودهم في اتخاذ قرارات غير منطقية، استطاع "الشيخ" المتصدر للمشهد في ذلك الحين من خلال الأشرطة أن يقنع الجميع بأن دوره يقتصر على تحفيز الشباب على الجهاد دون أن يشارك ومن شدة حبه لهم أرشدهم على طريق الجنة دون أن يسير فيه، ويتجلى التناقض في شخصية (علي) عندما تشاهده يترك عائلته وزوجته ويتخلى عنهم ليحمي عائلة أخرى في بلد آخر، متجاهلاً قصة ذاك الشاب الذي أتى من اليمن إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وترك والديه في اليمن وطلب منه عليه الصلاة والسلام أن يعود إلى والديه ويجاهد فيهم بالرعاية والاهتمام.

يدعو المسلسل إلى استكشاف آفاق الدين الإسلامي وكيف كان رموز الصحوة يختزلون مفهوم "الجهاد" في حمل السلاح والقتال، بينما هناك الكثير من الأعمال الإنسانية التي دعا لها الإسلام وحث عليها تسمى "جهاداً" مثل ما ورد في حديث الرسول أن القائم على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وأن طالب العلم كالمجاهد في سبيل الله وأن الغلبة للجهاد السلمي.

Q

المسلسل لامس وتراً حساساً عند البعض.. حدثنا عن قصة الشاب الذي ذهب لأفغانستان منذ 18 سنة ولم يعد؟

A

لا شك أن المسلسل محاكاة لأحداث حقيقية، ولكن لم يخطر في بالي أنه بعد عرضه بفترة قصيرة وتحديداً بعد الحلقة الثالثة، أخبرني أحد المتابعين وكأن المسلسل يتحدث عن أخيه الذي خرج للجهاد قبل 18 سنة ولم يعد، وكان فيه نوع من المواساة والحديث عن مشكلتهم، والشعور بما أصابهم، وتم توثيق الموقف بالسناب بعد موافقته بالتصوير.

Q

الناس تتشوق لمعرفة نهايات المسلسل.. كيف ترى نهاية "علي" إن أمكن؟ هل هناك مفاجآت تنتظر المشاهدين؟

A

سوف تكون هناك أحداث بالعمل لشخصية علي ونتركها للمشاهد.

Q

كيف قدمت دور "علي" بين الانحراف والتطرف وهل وجدت صعوبة في تجسيدها؟ حدثنا إذا كانت هناك مواقف طريفة أو محرجة خلال العمل؟

A

لا شك أن المسلسل كما اتفق الجميع يوثق مرحلة تاريخية من خلال التفاصيل الاجتماعية الدقيقة، أنا ابن تلك المرحلة فكانت شخصية "علي" ليست غريبة علي كما هي ليست غريبة على كثير من المشاهدين، لا أنكر بأني اعتقدت في البداية بسهولة تجسيد الشخصية، ولكن بعد التعمق في تفاصيلها ومحاولة اظهار الاضطرابات النفسية والفكرية التي كانت تعاني منها الشخصية مع إيماني بأن "علي" كان مجنياً عليه أكثر من كونه جاني، وأنه ضحية لتلك المرحلة.

A

كان هناك حديث على وسائل التواصل عن عنف الهيئة.. هل هناك مبالغة أو هي حقيقة ما تطرق إليه المسلسل؟

A

في الحقيقة الإجابة على هذا السؤال تحتاج تفصيلات كثيرة ولكن لعلنا نلخصها في اختلاف الذي كان يحدث من أفراد الهيئة، فهناك من كان يصل إلى هذه الدرجة وأكثر حتى جعل نفسه هو صاحب كل الصلاحيات، وله الحق أن يفعل ما يشاء، وهناك من يتبع تعاليم ديننا الحنيف والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولكن مع الأسف كانوا قلة قليلة.

Q

كيف يمكن تحصين الشباب من الانحراف أو التطرف والإرهاب وفقاً لما جسدته في شخصية "علي"؟

A

الشباب الآن أصبح أكثر وعياً بالواقع وما يدور حوله، وبدأ تحصين الشباب لدينا بالقضاء على الصحوة وتبعاتها وهي من ركائز رؤية المملكة 2030، انفتاح الشباب من خلال وسائل التواصل المختلفة والقضاء على التطرف في الداخل أسهم بشكل كبير في ندرة مثل هذه الممارسات أو بمعنى أصح القضاء عليها.

Q

هناك تواجد لعدد جيد من الفنانين السعوديين الشباب الذين قدموا أدواراً جيدة ومتميزة.. كيف ترى حضورهم وما الذي ينقص ليقدموا المزيد من الإبداع في الدراما المحلية لإعادتها إلى الواجهة؟

A

في هذا العام نشاهد تواجداً كبيراً من الممثلين الشباب، وأتيحت لهم الفرص بشكل أكبر من السابق وهم جميعهم مبدعون يقتنصون الفرص لإثبات وجودهم، وهذا ما لمسناه في العديد من أعمال هذا العام وأتوقع في الأعوام القادمة أن نرى الكثير منهم نجوماً لهم مكانتهم الفنية، فهم أساس بناء الدراما السعودية التي يضخ فيها سنوياً عدد لا بأس به من الدماء الجديدة التي ستحمل على عاتقها في المستقبل تطوير الدراما السعودية وجعلها في الواجهة.

هذا الحضور المميز يحتاج الدعم المتواصل من المنتجين ومن الفنانين المخضرمين، كما شهدنا في هذا العام ونتمنى أن يستمر هذا الدعم ليحقق طموح الكثير من الشباب السعودي المبدع الذي سيحمل راية الدراما السعودية مستقبلاً.

أشكر صحيفة "سبق" على هذا اللقاء والاهتمام الذي يدل على أنكم من أكبر الداعمين للفنانين الشباب في كافة المجالات، وجهودكم تذكر فتشكر، شكراً لدعمكم شكراً لاهتمامكم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org