- الفوز بكأس آسيا انجاز يسجل في "موسوعة غينيس".. والمدرب الشهري مؤهل لقيادة أي فريق.
- الحروب الباردة بين الأندية ورؤسائها ونجومها وإعلامها وجماهيرها "ملح الرياضة".
- منتخبنا الأول يُعتبر "محليًا" والمنتخبات المنافسة الأخرى تمتلك محترفين حقيقيين.
- أغلب الأندية السعودية تلجأ للمفاوضات قبل دخول اللاعبين الـ6 أشهر وعليها أن تكون أكثر ذكاءً.
- صراع 8 فرق على الهبوط علامة استفهام ويدل على ضعف استعداد الفرق وخططها.
- مهاجم المنتخب فراس البريكان يتطور سريعاً وصالح الشهري وعبدالله الحمدان "تقليديون".
- جميع الأندية منحت ميزانيات كبيرة لجلب أفضل المدربين واللاعبين ومن غير المعقول أنها بالكاد تصل لـ 30 نقطة.
- أتمنى من إدارة نادي الوحدة في الموسم القادم أن تتعلم من أخطائها الكارثية.
أجرى الحوار/ محمود الحمد
قال المحلل الرياضي واللاعب الدولي السابق حاتم خيمي: إن التتويج الأول للمنتخب السعودي الأولمبي بكأس آسيا هو إنجاز أكبر يتمثل في تحقيق بطولة قارية دون أن يلِجَ مرماه أي هدف، وهذا يعتبر حدثًا تاريخيًا على مستوى العالم.
ويشير في حواره مع "سبق" إلى أن المنتخب السعودي الأول في كأس العالم بقطر 2022 وقع في مجموعة صعبة؛ لوجود منتخبات عريقة وقوية في البطولة، لكون منتخبنا "محليًا"؛ لأن جلّ لاعبيه لا يلعبون خارج حدود المملكة.
ويوضح أن صراع التتويج بالدوري انحصر بين فريقي الهلال والاتحاد منذ عدة جولات بعد أن ابتعدت بعض الأندية عن منافستهم، وأن وجود عدد كبير من الأندية تصارع على الهروب من شبح الهبوط حتى آخر جولتين مؤشر غير جيد.
ويتناول الحوار عددًا من المحاور المهمة.. فإلى التفاصيل.
** كيف ترى إنجاز المنتخب الأولمبي بتتويجه بكأس آسيا على الكرة السعودية للمرة الأولى بتاريخه؟
بالتأكيد يعتبر إنجازًا ممتازًا يُحسب للكرة السعودية، ولا يمكن أن أقول أكثر من ذلك على اعتبار سبق وأن حقق المنتخب الأول كأس آسيا عدة مرات، إضافةً إلى المنتخبات الأخرى كالناشئين والشباب، صحيح أنه التتويج الأول للمنتخب الأولمبي، لكني أرى أن الإنجاز الأكبر يتمثل في أن منتخبنا حقق بطولة قارية دون أن يلج مرماه أي هدف، فهذا يعتبر حدثًا تاريخيًا على مستوى العالم، وهذا يدل ويؤكد على عمل كبير تم وأنجز على مستوى عالٍ سواء من الناحية الفنية أو الإعداد النفسي للمنتخب. وقد ذكرت سابقاً أنه يجب على القائمين على الرياضة في السعودية التوجه إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية؛ لتسجيل إنجاز المنتخب الأولمبي فيها؛ لكونه أول منتخب يتوج بلقب بطولة قارية على مستوى العالم دون أن يلج مرماه أي هدف، كما يعتبر المدرب سعد الشهري أول مدرب يقود منتخباً لمنصات التتويج ببطولة قارية دون أن تستقبل شباكه أي هدف، ونحن الرياضيون في المملكة نعتز بأن الكابتن ماجد عبدالله أول لاعب في العالم يقتحم موسوعة غينيس بتسجيله خمس أهداف في مباراة رسمية.
** هل ترى التتويج بكأس آسيا تحت 23 عاماً ستكون حقبة جديدة لعودة سيطرة الكرة السعودية قارياً مجدداً؟
أتوقع أن هذا الإنجاز لن يكون عابراً، بل سيشكل امتداد لنجاحات الكرة السعودية، واستمرارية للعمل والتطوير في هذا الجانب، هذا الوصف الذي يمكن أن يطلق على التتويج بالبطولة، لما تحظى به كرة القدم خاصة والرياضة عامة في المملكة من دعم كبير من القيادة الرشيدة، وبالنظر إلى الإنجاز نشاهد أننا نملك منتخبًا كبيرًا بهذه الفئة السنية، لاعبوه سيرفدون المنتخب الأول في المستقبل القريب، وسيكون لهم شأن عالٍ في كرة القدم، هذه المؤشرات تسعدنا وتبهجنا نحن كرياضيين.
** ما تصورك لمشاركة المنتخب الأول في كأس العالم قطر 2022 في ظل وقوعه بمجموعة صعبة إلى جانب الأرجنتين وبولندا والمكسيك؟
بالتأكيد قرعة صعبة وأي قرعة في نهائيات كأس العالم ستكون صعبة؛ لوجود منتخبات عريقة وقوية في البطولة؛ لكون منتخبنا منتخبًا محليًا؛ لأن جلّ لاعبيه لا يلعبون خارج حدود المملكة، ولا ينشطون في الخارج بالدوريات الأوروبية الكبرى، والمنتخبات التي تقابلها عكس ذلك لديها لاعبون يحتكّون بالدوريات الكبيرة، وبالتالي هم محترفون احترافًا حقيقيًا بالخارج.
لكن هذا لا يُعتبر عذراً بل حقيقة، وعلينا ألا نرفع سقف الطموح عالياً، وألا نلوم اللاعبين والجهاز الفني في حال تعرّض المنتخب للخسارة، بل نلومهم إذا لم يؤدوا بشكل جيد ويقاتلوا داخل أرضية الملعب، أو لم تظهر بصمة المدرب على الفريق من ناحية التكتيك وشخصيته؛ حيث إذا خسر يخسر بصعوبة، ويؤدي بشكل قوي من خلال تقديم جمل فنية مميزة يصل من خلالها لمرمى الفرق المنافسة، لذا علينا ألا نطالب المنتخب بأكثر من الواقع ونضغط على اللاعبين بأشياء لا يملكونها، وأتمنى التأهل لمنتخبنا إلى الدور الثاني.
** ماذا ينقص المنتخب للمضي بعيداً في كأس العالم، بحيث تكون مشاركتنا للمنافسة وليس لمجرد المشاركة؟
إذا أردنا أن تكون مشاركتنا في كأس العالم ليس لمجرد المشاركة بل للمنافسة علينا أن نطور لاعبين من خلال تهيئة السبل لاحترافهم خارجياً في الدوريات الأوروبية الكبرى، ففي عام 2010 حينما كنت في لجنة التطوير باتحاد الكرة مع الأمير نواف بن فيصل الله يذكره بالخير وضعت خطة لاحتراف اللاعب المحلي بالخارج كابتعاث اللاعبين في سن صغيرة إضافة إلى تفاصيل كثيرة، لكن للآسف لم تنفذ، وبدأنا حالياً نسمع بهذه الخطة التي كنت الأول أو من أوائل من طرح هذه الأفكار.
** كيف يمكن لمدرب المنتخب "إيرفي رينارد" حل مشكلة نقص المهاجم الصريح في تشكيلته؟
مهاجم المنتخب فراس البريكان الآن يتطور بشكل سريع وكبير يؤكد ثقة المدرب إيرفي رينارد به، صحيح نحن بالمملكة تعودنا خلال فترات طويلة على أن يملك مهاجم المنتخب موهبة المهارات الفردية العالية، أما الآن لدينا رأس الحربة التقليدي أمثال فراس البريكان، صالح الشهري، عبدالله الحمدان. ويكمن حل هذه المشكلة في اللاعبين القادمين من الخلف، ففي كرة القدم الحديثة لاعبو خط الوسط هم الذين يساندون المهاجم ويسجلون أيضاً، ودليل على ذلك أن هدافي الدوري الإنجليزي لاعبو أطراف وليسوا مهاجمين صريحين (محمد صلاح، هيونج مين سون)، إضافة لتكتيك المدرب، وبذلك نستطيع أن نتغلب على مشكلة المهاجم الصريح.
** تجديد عقد مدرب الأول إيرفي رينارد لمدة خمس سنوات قادمة حتى 2027 قبل خوض غمار كأس العالم هل يُعتبر مغامرة من اتحاد القدم أم هي استراتيجية للاستقرار الفني لتأسيس جيل كروي ينافس في المحافل العالمية؟
أنا من عشاق هذا المدرب، فقد كنت قد طالبت أن يتم التعاقد معه، وذلك في إحدى حلقات برنامج "كورة" قبل أن يستعين اتحاد القدم بخدماته؛ لكوني كنت أتابع عمله مع منتخب زامبيا حينما حقق معه كأس أمم إفريقيا، وأيضاً مع منتخب ساحل العاج، وقيادته لمنتخب المغرب لكأس العالم 2018، فهو مدرب منتخبات متخصص وعمله رائع، نعم أنا مع التجديد معه، وسأضرب لك مثالاً، في أول مباراة قاد فيها منتخبنا كانت أمام اليمن في افتتاح مشواره في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، وحينها انتهت بالتعادل (2-2)، بعدها ظهرت أصوات تنادي بأنه لا يصلح لتدريب الأخضر، وقتها كان عندي حلقة بالتلفزيون، قلت فيها انتظروه في قادم الاستحقاقات، وبالفعل حدث ما توقعت، حيث رأينا المنتخب بدأ يتطور شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، لكن يمكن أن نختلف على مدة التجديد، ومع هذا فكرة التجديد لما بعد كأس العالم 2026، فكرة صائبة وجيدة، وهذا دليل على أنه مدرب متمكن ومحنك، وهو ما سيجعل اللاعبين يركزون على عملهم لتقديم مستويات عالية فيها مزيد من التنافسية لإثبات أحقيتهم بارتداء قميص المنتخب.
** برأيك لماذا المنافسة في الدوري هذا الموسم محتدمة سواء في صراع التتويج أو الهروب من شبح الهبوط؟
صراع التتويج على اللقب انحصر بين فريقي الهلال والاتحاد منذ عدة جولات بعد أن ابتعدت بعض الأندية عن منافستهم، ففي كثير من الأحيان كانت المنافسة شبه محسومة للاتحاد، ولكن حدث تراجع اتحادي في الجولات الأخيرة صاحبه تفوق هلالي في المقابل، أما وجود عدد كبير من الأندية تصارع على الهروب من شبح الهبوط، فهذا مؤشر غير جيد، ويثير الكثير من علامات الاستفهام على تحضيرات وإعداد الفرق وإدارتها.
** من الأقرب للتتويج بلقب دوري المحترفين؟ ولماذا؟
الآن الأقرب بالتأكيد الهلال وسيحتفظ باللقب، حتى إذا فاز الاتحاد، نتيجة المواجهات المباشرة بينهما والتي تصب في مصلحة الهلال، والهلال منذ استقدام المدرب الأرجنتيني رامون دياز تغير شكل الفريق للأفضل على عكس ما كان تحت قيادة جارديم الذي كان يتجه بالفريق نحو الهاوية، وهذا دليل على احترافية إدارة الهلال في إدارة الأزمة، حيث بدأ الفريق يتجه من المنحى الهابط إلى المنحى الصاعد، ويحصد النقاط، وحينها حصل ما كانوا يتمنونه ببدء تراجع نتائج الاتحاد.
** كيف تفسر تراجع الاتحاد في المباريات الأخيرة بعد أن كان يغرد منفرداً في الصدارة؟
السبب في تراجع الاتحاد يعود إلى فترة توقف الدوري في شهر رمضان المبارك؛ نتيجة مشاركة الأندية السعودية (الهلال، الشباب، الفيصلي، التعاون) في دوري أبطال آسيا، في حين افتقد الاتحاد في تلك الفترة "رتم" المباريات، وكان عليه أن يرفع مستوى التحضير أكثر؛ لكونه ينافس على بطولة الدوري، وهو لم يحدث؛ حيث لاحظنا من بعد العودة أن الفريق يقدم مستويات سيئة، ونتائج أيضاً سيئة، وهي ما جعلت الهلال يتقدم ويقلص فارق النقاط معه.
** هل وجود 8 أندية مهددة بالهبوط أمر صحي وطبيعي للكرة السعودية؟ وما الأسباب التي أدت لذلك؟
وجود هذا العدد الكبير من الأندية التي تنافس على الهروب من شبح الهبوط بالتأكيد غير صحي للكرة السعودية، صحيح أن مستوى الإثارة والندية مثير، لكن هذا يدل على أن هناك خللًا كبيرًا جداً، على اعتبار أن جميع الأندية لديها ميزانيات كبيرة بإمكانها جلب أفضل المدربين واللاعبين، فليس من المعقول أن تلعب هذه الأندية 28 مباراة في الدوري حتى الآن وعداد النقاط لديها بالكاد يصل إلى 30 نقطة، رغم الإمكانات المادية الكبيرة لديها والدعم اللامحدود من قبل الدولة، هذا يدل على أن عمل الإدارة غير جيد، أستثني من ذلك فريق الطائي الذي صعد في بداية الموسم، حيث قدم عملًا جبارًا في أول ظهور له بدوري المحترفين.
** الصراع بين الأندية على التعاقدات ولاسيما مع اللاعبين المحليين قبل دخولهم الفترة الحرة هل هي أمور فنية ولا نقص في الخبرة الإدارية أم صراع من نوع آخر؟
هذا يحدث في الخفاء بأغلب أندية العالم بأن تتفق مع اللاعبين قبل دخولهم الفترة الحرة في عقدهم بطريقة أو أخرى ممكن نسميها ذكية للتوقيع معهم، وهناك طرق مفضوحة، وهي ما تظهر للعلن، مع ذلك هي تخالف القوانين واللوائح، فمجرد دخول اللاعب الفترة الحرة أصبح بإمكانه التوقيع مع أي نادٍ، لذا تلجأ أغلب الأندية إلى المفاوضات قبل دخوله فترة الـ6 أشهر الأخيرة في عقده بعيداً عن أعين ومسامع إدارة النادي التي ينضوي تحتها اللاعب، فعلى إدارات الأندية أن تكون أكثر ذكاء في التعامل مع هكذا حالات.
** لماذا يتم التأخر في البت وحسم القضايا بين الأندية الكبيرة من قبل لجان الاتحاد السعودي (قضية كنو - قضية حمدالله) هل هي قلة خبرة لدى اللجان أم هناك أسباب أخرى؟
هذه تدخل ضمن القضايا الحساسة بمعنى عندما تكون بين أندية جماهيرية، هنا للأسف يتم التأخر في إصدار القرارات، نتيجة الخوف من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، مما يؤدي إلى حدوث تردد لدى بعض اللجان، هذا التردد في حسم القضايا يؤدي إلى التأخر في البت بالقضايا وهذا أكبر خطأ، وأفضل طريقة للتغلب على ذلك هي اتخاذ الإجراءات القانونية بغض النظر عن أطراف القضايا وشعبيتهم الجماهيرية بسرعة إصدار القرار، ولكن علينا أن نعذر هذه اللجان، فهناك بعض القضايا تحتاج إلى مزيد من التحقيقات للوصول إلى وثائق محددة، ومع ذلك يجب أن تكون فترة البت في القرارات منطقية.
** الحروب الباردة بين الأندية.. بين رؤسائها ونجومها وإعلامها وجماهيرها.. كيف نوقفها؟ أم تراها ظاهرة رياضية صحية يجب أن تستمر؟
تعتبر من ضمن إثارة كرة القدم المحمودة خاصة إذا لم تخرج عن النص وتحدث تجاوزات، فهي جميلة وممتازة، وتشكل ملح الرياضة في مختلف أنحاء العالم، وذلك من خلال إطلاق التصريحات المهذبة والمثيرة من مسؤول هنا ومسؤول هناك، يجب ألا تغذي التعصب الرياضي، حيث لا يمكننا تخيل رياضة من دون إثارة وتشويق سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه.
** كيف ترى "الوحدة" الموسم القادم؟ هل سيكون ضيفًا عابرًا أم حصانًا أسود كما كان في موسم 2019/ 2020؟
أتمنى من الإدارة أن تتعلم من أخطائها حينما هبطوا بالفريق قبل موسمين إلى الدرجة الأولى، فقد ارتكبوا أخطاء كارثية حينها؛ لكونهم إدارة حديثة عهد بالرياضة، وكان عليهم أن يستشيروا ذوي الخبرة. ومع ذلك صدموا الجماهير الوحداوية بعد أن ظنت أنه انتهى عصر الصعود والهبوط من خلال أداء عمل كارثي باستقطابات مدربين ولاعبين كانت مؤلمة. والوحدة يملك إرثًا كبيرًا في هذا الجانب من ذوي الخبرة على المستوى الإداري والفني، لذا أتمنى أن يستفيدوا من أخطائهم، ويُفرحوا جماهير الوحدة بتحقيق نتائج رائعة في الموسم القادم.