كشَف حقائق صادمة.. التركي لـ"سبق": بوتين يؤكد "لا توبة".. ويسعى للقبض على خبراء مختبرات "ماريوبول" البيولوجية أحياء أو أموات

قال إن السعودية كسبت الروس والأمريكان واتخذت موقف اعتدال وطني قوي.. ومن الإيجابيات هدوء المنطقة والتصالح في اليمن
رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية ماجد التركي
رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية ماجد التركي
تم النشر في

- الحرب الروسية الأوكرانية "دينية".. والرئيس الأوكراني ينتمي للعرق اليهودي ويعمل مع الأجندة الغربية على حساب مصلحة وطنه.

- العالم بدأ يتشكل من جديد بين محور الشرق (الصين وروسيا) ومحور الغرب (أمريكا وبريطانيا وأستراليا).

- زيارة الملك سلمان لروسيا مهدت لتعاون استراتيجي وابتعاث 384 ضابطًا وطالبًا سعوديًّا للدراسة في الكليات العسكرية الروسية.

- إذا أغلقت موسكو ملف الحرب في أوكرانيا خلال 6 أشهر ستكون الكاسب الأكبر.. ومعلوماتنا عن الروس مشوهة لأن مصادرها غربية.

- بريطانيا وأمريكا ترغبان في "استنزاف" روسيا اقتصاديًّا وعسكريًّا، والمساعدة على قتل آخر رجل أوكراني.. وفرنسا وألمانيا ضد الحرب.

- بسبب "الذهب" "اليوان" الصيني و"الروبل" الروسي أقوى من الدولار.. ومنظمة "شانغهاي" و"بريكس" ستؤثران في العالم اقتصاديًّا.

- رجال الأعمال السعوديون متأخرون جدًّا.. ولم نتحرك باتجاه روسيا بمستوى يتوازن مع تحركها تجاهنا.

- أتمنى إعادة النظر في قرار إغلاق الأكاديمية السعودية في موسكو فهي الجسر الوحيد للتواصل المعرفي بين المملكة وروسيا.

يقول الدكتور ماجد التركي، رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية، وخبير العلاقات السعودية الروسية: إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا دينية، وإن استمرار الصراع الروسي الأوكراني يحقق للغرب وأمريكا عدة مكاسب، منها إشغال روسيا اقتصاديًّا وعسكريًّا، ومعرفة ما لدى الروس من التقنيات والقدرات العسكرية.

ويؤكد في حواره مع "سبق" أن المملكة وقفت في موقف اعتدال وطني قوي، ومتكئ على مصالح دولية، وكسبت الموقف السياسي الدولي الروسي والأمريكي، والأمم المتحدة، في الملفات التي تعنينا بالذات الملف اليمني.

ويناشد بإعادة النظر في قرار إغلاق الأكاديمية السعودية في روسيا، المبني على توصية من السفارة السعودية، بعد 30 عامًا من العطاء المتميز؛ حيث إنها كانت الجسر الوحيد من جسور التواصل المعرفي بين المملكة وروسيا.

ويتناول الحوار عددًا من المحاور السياسية والعسكرية المهمة؛ فإلى تفاصيل الحوار..

المكاسب والخسائر

Q

ذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أن أمريكا تأمل في استمرار الصراع في أوكرانيا لأمد طويل، واستخدام الفوضى لصالح مصنعي الأسلحة الأمريكيين، فما المكاسب والخسائر التي حققها الغرب من تأجيج الصراع الروسي الأوكراني؟

A

تعطي الإشارات من البيت الأبيض الأمريكي لمحات عن هذا الشيء، وبالذات السياسيون والمستشارون الأمريكان الذين يقولون إن الإمداد العسكري الأمريكي لأوكرانيا هو بمثابة المساعدة على قتل آخر رجل أوكراني؛ لأنه لا يمكن لأوكرانيا أن تنتصر، ولكن سيمكنها الاستمرار في الحرب. وبالطبع فإن امتداد هذا الصراع يحقق للغرب وأمريكا عدة مكاسب، منها إشغال روسيا اقتصاديًّا وعسكريًّا، ومعرفة ما لدى الروس من التقنيات والقدرات العسكرية. وتتفق بريطانيا مع أمريكا إلى حد كبير جدًّا، أما بقية الدول -بالذات فرنسا وألمانيا- فهي ضد الحرب بصورة مباشرة، فالقضية ليست مجرد قضية النفط والغاز؛ بل أمور كثيرة جدًّا؛ منها تدفق اللاجئين، والإثارة الشعبية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ثم الإشكالية الاستراتيجية، وهذا يقود إلى تحولات سريعة. فالدول الغربية خارج إطار أمريكا وبريطانيا سيكونون في معزل عن تشكيل النظام الدولي الجديد، وخاضعين لأطراف التشكل الدولي الجديد.

إشغال روسيا

Q

إلى أي مدى سيسهم إشغال روسيا في هذه الحرب، في دخولها في أزمات اقتصادية؟

A

هذا كان تصور الجانب الأمريكي، وهو غير صحيح بالنظر للوقائع، ويبدو أن الروس مستعدون بشكل جيد، ولديهم وعي مسبق بالمسارات التي قد تأخذها الجوانب الاقتصادية؛ لذلك عملوا على الدفع بالروبل، والتعاون الثنائي بالعملات الثنائية مع الهند والصين ودول مجموعة "بريكس"، وإلى الآن ومع وجود ضغط اقتصادي على روسيا إلا أنها تكسب، وأكبر مؤشر في الكسب أن الروبل تجاوز 120 مقابل الدولار، ثم رجع إلى السعر الأقل مقابل الدولار؛ لذا استدرك الجانب الأمريكي مسألة خروج الشركات الأمريكية من روسيا، وصرح البيت الأبيض قائلًا إننا لم نطالب الشركات الأمريكية بالخروج من السوق الروسي؛ وذلك بعد مغادرة 850 فرع "ماكدونالدز"، وفروع "كنتاكي"، و"برجر كينج" وغيرها، بالإضافة إلى "نيتفلكس" التي خسرت أكثر من 40% من قيمة أسهمها، وخسرت أكثر من 700 ألف مشترك؛ إذ لا توجد مكاسب حتى الآن، الخسائر تعم الجميع.

متعدد الأقطاب

Q

** هل يمكن القول إن عالمًا متعدد الأقطاب بدأت تتشكل ملامحه حاليًا؟

A

بعد سقوط الاتحاد السوفيتي 1991م، استفردت أمريكا بالمشهد العالمي، وصنعت مجموعة من الأحداث التي عمقت استفرادها بالعالم كاحتلالها لأفغانستان والعراق وكثير من الصراعات أحدثتها حتى تفرض أجندتها في العالم. وفي تصوري أن العالم سيتشكل من جديد، ويمكن تسميته مرحلة المحاور، محور الشرق وتمثله الصين وروسيا من خلال منظمة "شانغهاي"، وأذرعها الاقتصادية عن طريق مجموعة "بريكس" التي تضم الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وسيكون محورًا قويًّا جدًّا؛ لأنه يمثل أكثر من ثلث العالم جغرافيًّا وديمغرافيًّا واقتصاديًّا وماليًّا.. ومحور الغرب وتمثله أمريكا وبريطانيا وأستراليا، وقد تتحالف معهم بعض الدول لاحقًا. فأمريكا، وبريطانيا بدأتا تشعران أن الصين وروسيا تواجهان الغرب اقتصاديًّا من خلال عزل الدولار -ولو جزئيًّا- عن السوق العالمي، فالصين وروسيا بدأتا التداول بعملاتها (اليوان الصيني، والروبل الروسي)، وهما حاليًا أقوى من الدولار الأمريكي من حيث القاعدة التي يرتكز عليها، وهي الذهب؛ لذا سوف يبدأ العالم مرحلة جديدة ترتكز على القوة الاقتصادية، وقد تحدث صراعات عسكرية للتمكين، ولكن المرتكز الاقتصادي الأكبر هو الذي سيشكل العالم من خلال هذين المحورين.

مدينة "ماريوبول"

Q

إلى أي مدى تعتبر مدينة "ماريوبول" الأوكرانية هدفًا استراتيجيًّا لروسيا؟

A

مدينة "ماريوبول" تقع في جنوب شرق أوكرانيا، وهي منفذ لبحر "آزوف"، وهي جزء من إقليم "دونتسك"، وهي جزء من المستهدفات الروسية الاستراتيجية الرئيسية في منطقة الشرق الجنوبي لأوكرانيا، والتي تريد روسيا أن تعزله كاملًا عن أوكرانيا، وتجعل منه منطقة حكم ذاتي، وقد تضمها إلى روسيا كما ضمت القرم في استفتاء بعد أحداث عام 2014م. والمدينة لها أهميتها الاستراتيجية، إلى جانب الادعاءات التي تتزايد في الحروب؛ فدائمًا نسمع تصريحات عن المختبرات البيولوجية، وأن المدينة تُعد موقعًا رئيسيًّا لمصنع مكون من عدة طوابق تحت الأرض، يضم خبراء من دول أوروبا وأمريكا، وينتج الكثير من المواد البيولوجية التي تُعد بمثابة الأجيال المتقدمة في الحروب الآن بين الدول، ويقال إن روسيا تستهدف نقل الخبراء الموجودين في هذه المختبرات إليها سواء أحياء أو أموات بحسب الإعلام الروسي.

لن ينتصر

Q

يقول الرئيس الأمريكي إن "بوتين" لن ينتصر؛ بينما الرئيس الروسي يؤكد أن بلاده ستخرج أقوى من الأزمة الراهنة.. من نصدق؟

A

تؤكد المعطيات الحالية أنه حتى الآن لا يوجد منتصر، والوقت لا يزال مبكرًا للحكم، وإن كانت روسيا حققت جزءًا من أهدافها، وأوكرانيا لم تجد حلًّا فاصلًا لأزمتها مع روسيا من خلال الجانب الأمريكي أو دول الاتحاد الأوروبي؛ بل وجدت دعمًا جزئيًّا يبقيها في المواجهة، ومن المستحيل أن يصلها دعم عسكري يجعل كفتها أقوى من روسيا؛ لأن هذا يعني المواجهة الروسية الأوروبية، والجانب الأمريكي سيبذل جهدًا كاملًا لاستنزاف روسيا. وإذا استطاعت موسكو أن تغلق الملف دون أن تطيل أمده خلال 6 أشهر بكامل تفاصيله؛ ستكون الكاسب الأكبر على المدى الاستراتيجي سواء في الهيبة أو في ردة الفعل الدولية، أما إذا زادت المدة فستدخل روسيا في مرحلة استنزاف.

الخليج والسعودية

Q

ما هي أبرز السلبيات والإيجابيات التي تحققت للسعودية، ودول الخليج العربي من الأزمة الروسية الأوكرانية؟

A

لم يظهر على الساحة أية سلبيات في المنطقة، لا من الناحية الاقتصادية ولا الأمنية؛ بالعكس هناك ملامح إيجابية كارتفاع سعر النفط، وهذا يعزز حقيقة المداخيل المالية لتغطية الكثير من المصروفات المتوقعة، أما أمنيًّا فقد انعكست الأزمة إيجابيًّا؛ حيث بدأ نوع من الهدوء بالمنطقة، من أبرز شواهده ملف التصالح في اليمن، والموقف الأمريكي المؤيد لمرحلة التحول اليمني، والموقف الروسي المؤيد للأمم المتحدة، والبيان الذي صدر من مجلس الأمن، والمملكة وقفت في موقف اعتدال وطني قوي، ومتكئ على مصالح دولية، كسبت الموقف السياسي الدولي الروسي والأمريكي، والأمم المتحدة، في الملفات التي تعنينا وبالذات الملف اليمني؛ أما الملف الإيراني والنووي ففيه غموض تماهي الأمريكان مع إيران. والجانب المهم انعكس على المنطقة بانكشاف إسرائيل، وأرى أن هذه الأزمة ستُحدث في إسرائيل مرحلة من الانكشاف الدولي أمام العالم، وسوف تعاني استراتيجيًّا معاناة كبيرة جدًّا، وإذا استثمر العالم العربي والإسلامي هذه القضية ستعيش إسرائيل في أشد مراحل أزماتها؛ فهناك ملامح لخلل اجتماعي يهودي، ومنظومات اجتماعية إسرائيلية قد تتفكك من الداخل، وهناك احتمالات كبيرة جدًّا لعودة الكثير من اليهود إلى مناطقهم ودولهم التي قدموا منها.

حرب دينية

Q

هل الأزمة الروسية الأوكرانية هي حرب دينية في المقام الأول؟

A

نعم، أوكرانيا أصبحت جغرافيًّا هي المواجهة الروسية الأمريكية. وأمريكا كانت في حاجة إلى حدث دولي ضخم -وهذا ما أشار إليه كثير من العسكريين الأمريكيين- حتى تخرج من عدة أزمات؛ ومنها ديونها الدولية، والانفكاك من بعض الروابط الدولية التي أصبحت خارج دائرة الاهتمام الأمريكي حتى في أوروبا، لتعيد تحريك مؤشرات الشطرنج. والجانب الآخر أن الرئيس الأوكراني "فلاديمير زيلنسكي"، لا ينتمي للعرق السلافي الأوكراني، الذي يمثل العرق الإثني في الجغرافيا السياسية لأوكرانيا وامتداداته الروسية أو العكس؛ بل ينتمي للعرق اليهودي؛ لذلك يتماهى كثيرًا مع الأجندة الغربية على حساب المصلحة الوطنية. والقضية فيها محركات دينية حقيقية، فتصريح بوتين قبل الاجتياح العسكري، قال فيه "إن روسيا لن تبدأ بمهاجمة الدول الغربية، ولكن أي دولة تهاجم روسيا سيتم الرد عليها بشكل غير متوقع، ولن يكون عندهم الوقت للتوبة"؛ لأن الروس الأرثوذكس فعليًّا لا يرون الكاثوليك مؤمنين، وهذا عمق تكفيري لديهم يتصل بالعقائد، فالأرثوذكس يعتبرون أصوليون أكثر من الكاثوليك، وعندهم اختلاف في الجانب العقائدي، وكثير من الحروب اللي قامت في أوروبا كان منشأها دينيًّا، ومحركاتها كانت دينية والكنيسة تقف وراءها.

روسيا

Q

هل فعلًا الغالبية العظمى من العالم لا تعرف روسيا حق المعرفة، بل يعرفونها من خلال الإعلام الأمريكي والغربي؟

A

كثير من المثقفين السعوديين عندما يجتمعون يتحدثون عن الاتحاد السوفييتي والشيوعية مع أنه انتهى 1991م، والشيوعية هي أضعف الأحزاب في روسيا، ففي أحسن مراحلها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حصلت على 14% من التصويت في البرلمان. هذا جزء من غياب المعلومات، بالإضافة إلى أن المعلومات المتاحة مشوهة نتيجة أن مصادرها غربية، وليس لدينا في السعودية تعاون مع المؤسسات الإعلامية الروسية، ولا ممثلون إعلاميون، ولا ملحق إعلامي، ولا ملحق ثقافي وتعليمي خاص بروسيا يعيش فيها، ليس لدينا أدوات لنتعرف على روسيا كما هي، والمشكلة الأساسية ليس لدينا جسور تواصل معرفي مع الجانب الروسي؛ لذلك فالمعلومات ناقصة. نحن خسرنا مرحلة تاريخية طويلة جدًّا في الانعزال عن روسيا، فالإسلام هناك قبل المسيحية، والمسلمون موجودون قبل أن يخرج ما يسمى بالأراضي الروسية في 1945م؛ بل أصبحت تتشكل قوى مناكفة لنا بسبب غيابنا. نحن تأخرنا كثيرًا جدًّا، وفي المرحلة الحالية -وتحديدًا منذ أربع سنوات- أصبح لدينا برنامج عمل جيد مع الجانب الروسي، وينقصه الجانب المعرفي، عندنا عمل اقتصادي رسمي حكومي متعدد المسارات جيد؛ لكن رجال الأعمال السعوديين ما زالوا متأخرين جدًّا، ولم نتحرك باتجاه روسيا بمستوى يتوازن مع التحرك روسيا اتجاهنا، ونحتاج إلى تجسير التواصل المعرفي والعلمي معهم.

تعاون مشترك

Q

الرياض وموسكو وقّعتا اتفاقات تعاون مشترك، ما هي خيارات تنوع التعاون الروسي السعودي في المجال العسكري وما هي التحديات؟

A

عادة في العلاقات الدبلوماسية الدولية يكون هناك اتفاقية إطارية، وقد وُقّعت مبكرًا بعد استئناف العلاقات الثنائية السعودية مع الاتحاد السوفيتي ثم مع روسيا الاتحادية، ولكن دائمًا الاتفاقيات الإطارية تتبعها اتفاقيات فرعية مكملة، وفق اختصاصات محددة، في المسارات الثقافية والعلمية والتعليمية والإعلامية والسياسية والاقتصادية إلخ، مع بعض الاتفاقيات الفنية الإجرائية. وفي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 2017م تم تبادل 17 مذكرة تعاون، أسست لاتفاقيات تم توقيعها وتبادلها أثناء زيارة الرئيس بوتين في 2019م؛ لذلك فالاتفاقيات ومذكرات التعاون والاتفاقيات الفنية الإجرائية أصبحت موجودة بين الطرفين، وفي القطاع العسكري تم قطع مرحلة كبيرة جدًّا، ويوجد برنامج سعودي روسي دعمته زيارة الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع، إلى موسكو وتوقيعه استراتيجية شراكة أمنية، وتبادل خبرات عسكرية؛ حيث تم ابتعاث 300 طالب عسكري سعودي للدراسة في الكليات العسكرية الروسية، وأكثر من 84 ضابطًا سعوديًّا. وهناك تعاون عسكري واسع في التصنيع المشترك، وبرامج التدريب والتعاون، ولكن التحديات كثيرة، وهناك تحول استراتيجي، وتنويع في المسارات للاستفادة من الخبرات والتقنيات التي لدى مختلف الأطراف الدولية.

الدراسة في موسكو

Q

حصلت على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة موسكو، وكتبت في الشأن الروسي الكثير من الدراسات والترجمات.. ما الذي جذبك للدراسة في موسكو؟

A

علاقتي مع روسيا في بداياتها ليست للدراسة؛ لأني كنت وقتها في آخر مراحل الدكتوراه بتخصص الإعلام، كانت علاقة عمل؛ حيث شاركت في تنظيم أول مؤتمر تقيمه المملكة في موسكو عام 1992م، ثم صدرت توجيهات الملك فهد -رحمه الله- بتأسيس الأكاديمية السعودية، وطلب مني البقاء في موسكو لتأسيسها وإدارتها؛ حيث تأخر قرار إيفاد المعلمين، وتم العمل على تأسيس الأكاديمية، وكانت خدماتها تغطي روسيا ودول آسيا الوسطى التي فيها ممثليات سعودية (تحولت لاحقًا إلى سفارات)، كذلك ساهمت الأكاديمية في تعلم أبناء الدبلوماسيين السعوديين، والجاليات العربية، وكثير من المسلمين؛ حتى إن كثيرًا من الروس (ضباطًا ومسؤولين) كانوا يتلقون برامج اللغة العربية المسائية، وللأسف يحزنني جدًّا قرار إغلاقها نهاية العام الدراسي الحالي 1443هـ 2022م بناء على توصية من السفارة السعودية، بعد 30 عامًا من العطاء المتميز، فقد كانت الجسر الوحيد من جسور التواصل المعرفي بين المملكة وروسيا. وأنا من خلال صحيفتكم أناشد إعادة النظر، وتشكيل لجنة لتقييم الوضع، خاصة مع تنامي العلاقات السعودية الروسية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org