عودة الإداريين والإداريات.. ما المانع..؟!

عودة الإداريين والإداريات.. ما المانع..؟!

تم النشر في

ما زال قرار وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، بخصوص عودة الإداريين والإداريات، وقطع إجازتهم بتاريخ 16 ذي القعدة القادم، مثار جدل، واستغراب، وتعجُّب، واستنكار..!! والأصل أنهم في إجازة، تبدأ من بنهاية دوام 9 رمضان القادم، حتى 16 ذي الحجة مع المعلمين والمعلمات، إلا أن قرار الوزير ذلك جعل حتى مَن هم من خارج الوسط التعليمي يستغربون من ذلك القرار، الذي ينص على قطع إجازاتهم مع أسرهم وأبنائهم في منتصف شهر ذي القعدة دون سبب وجيه أو مقنع. ولأن وجود الكادر الإداري (قائد/ ة، وكيل/ ة، مرشد/ ة، رائد/ ة نشاط، ومصادر تعلم، مساعد/ ة إداري، محضر مختبر ومحضر حاسب آلي) مرتبط ارتباطًا وثيقًا بوجود الطلاب والطالبات، مثلهم مثل المعلمين والمعلمات، فلماذا يصدر قرار غريب وعجيب مثل ذلك..؟!

يقول المتحدث الرسمي لوزارة التعليم مبارك العصيمي إن عودة الكادر الإداري من منسوبي المدارس من أجل تجهيز المدارس..! ولست أدري ما هو التجهيز في عرف الوزارة..؟! ويكمل بقية تصريحه بأن التجهيز باستلام الكتب..!! طيب أيها المتحدث، هل يوجد شيء غير الكتب..؟! بالطبع لم يزد على أن قال استلام الكتب فقط؛ فيبدو أن هذا المقصود بالتجهيز في عرف الوزارة وناطقها الرسمي العصيمي..! ولذلك يرد منسوبو المدارس من الكادر الإداري على العصيمي وعلى مسؤولي وزارته بأن تجهيز المدارس كما فسرتموه باستلام الكتب يتم في يوم واحد فقط. طيب، ماذا يفعلون خلال دوام يمتد 3 أسابيع متواصلة، ابتداء من 16 ذي القعدة حتى 4 ذي الحجة..؟! صدقوني، لا يعملون شيئًا سوى الحضور للتوقيع، ثم يمشون! إذن، لماذا الهدر في إحضارهم، وإشغال المدارس بفواتير الكهرباء والماء في ظل ارتفاعهما في الصيف طوال تلك المدة (3 أسابيع) دون جدوى تذكر..؟! غير أن المدارس لو تم تنظيفها سوف تتسخ وتمتلئ بالغبار على اعتبار أننا سنكون في عز الصيف في شهر أغسطس القادم، حينما يتم إغلاقها حتى 16 ذي الحجة. فهل تعلمون ذلك يا مسؤولي الوزارة..؟! قرار عجيب وغريب، يدل على التسرع في أخذ القرارات دون دراسة وافية مستوفية..!

يجب على مسؤولي وزارة التعليم، وعلى رأسهم معالي الوزير العيسى، القادم من عمل أهلي، يختلف كليًّا عن الدوام الحكومي كمًّا وكيفًا.. يجب عليهم معرفة تلك الفروقات بين العمل الحكومي والأهلي..! وأيضًا نتمنى من الوزير ومسؤولي وزارته أن يعلموا علم اليقين أن دوام منسوبي المدارس من معلمين ومعلمات وإداريين وإداريات مرتبط ارتباطًا وثيقًا بوجود الطلاب والطالبات؛ فعند عدم وجودهم لا يكون لوجودهم أي لزمة؛ فلماذا الهدر بالإصرار على وجودهم؟! والوزير يعلم علم اليقين أن وجودهم لا داعي له! كما أود أن أذكّر معالي الوزير ووزارته الموقرة بأنهم لا يقارنون أبدًا عملهم بعمل منسوبي المدارس؛ كونهم في إجازة وهم مداومون؛ فأعتقد حين يقصدون المساواة فقد جانبهم الصواب كثيرًا، كثيرًا..!! كما أود أن أهمس في أذن معالي الوزير بأنه ليس عيبًا أن يتراجع عن مثل ذلك القرار، الذي لا فائدة منه، بل على العكس، يُعتبر ذلك شجاعة منه حينما يشعرهم بأنه يصغي لمن هم في الميدان؛ لأنهم هم المعنيون والمتضررون بمثل قراره ذلك، وليس منسوبي وزارته أو منسوبي إدارات التعليم. ولعل ذلك يكون فاتحة خير وإيجابية حسنة من معالي الوزير في أخذ رأي مَن هم في الميدان؛ لأنهم ـ أي منسوبي ومنسوبات المدارس ـ تعودوا على أن تؤخذ قرارات تهمهم دون أن يؤخذ رأيهم، ولو عبر استبانة كأقل تقدير. فهل يعقل ذلك يا معالي الوزير..؟! نتمنى ألا يخذلوا، وأن يتم التراجع عن ذلك القرار..!

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org