أكد إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي، أن البلاد تعول على الأئمة والمؤذنين في تحقيق الأمن الفكري لدى المجتمع من خلال منابر المساجد والجوامع, منوهاً بالدور الكبير الذي تبذله وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لتحقيق الأمن الفكري وتوحيد صف الجماعة واللحمة بين الراعي والرعية.
وفي التفاصيل، جاء ذلك خلال محاضرته تحت عنوان "دور الأئمة والمؤذنين في تحقيق الأمن الفكري" ضمن الملتقى الدعوي الإرشادي الذي تنظمه الوزارة، ممثلةً بفرعها بمنطقة القصيم، وتعمل على بث المحاضرات على منصة اليوتيوب الخاصة بالوزارة.
وقال: لقد فضل الله من الأمكنة المساجد وهي أحب البقاع إلى الله وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك, كما اتفق أئمة الإسلام على أن المساجد أفضل بقاع الأرض وقد فضلها الله عن سائر الأماكن حيث قال: "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر", فأضاف المساجد إلى اسمه الشريف تشريفاً لها ووصف عامريها بأوصاف الشرف العظيمة.
وأضاف "الرحيلي": الإمامة في الصلاة شرفها عظيم في ديننا ولذا لا يتولاها إلا الفضلاء من المؤمنين والأذان فيه نداء عظيم فالمؤذنون هم الذين يرفعون شعار الإسلام ويعلنون الشهادتين ويعلمون بالوقت ويدعون إلى الجماعة فهم أهل الرفعة والبشارات العظيمة وقد جاء فضل الإمامة والأذان في كثير من الأحاديث فمن ذلك حديث "من أذَّن اثنتَيْ عشرةَ سنةً وجبت له الجنَّةُ " -رواه ابن ماجه-, وذكر حديث (وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، والإمَامُ ضَامِنٌ اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الائِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ) رواه الامام أحمد.
وذكر بعض شروط الائمة والمؤذنين قائلاً: لا بد أن يكون أميناً لأنه يقوم على أمور من الدين فهو مؤتمن وهو محمل لهذه الأمانة؛ وأن مسؤولية الإمام أعظم من المؤذن ولذلك يكون الإمام ضامناً, مشيراً إلى أن البلاد تعول على الأئمة والمؤذنين في تحقيق الأمن الفكري لدى المجتمع من خلال منابر المساجد والجوامع.
وتابع: إن من أعظم نعم الله -عز وجل- على المسلمين نعمة الأمن والأمان مستشهداً بحديث (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها), ومن أعظم أنواع الأمن "الأمن الفكري" الذي يتعلق بالدين وتترتب عليه آثار حميدة, فإن اختلال الأمن الفكري يجلب الإرهاب والاعتداء على الأنفس, ويؤدي إلى اضطراب الأحوال وكل شيء يقع فيه خلل يمكن علاجه بالدين إلا إذا وقع الخلل من جهة التدين فكيف يعالج لا شك أن الأمر عظيم جداً, فينبغي على كل من استرعاه الله رعيه أن يجتهد في تحقيق الأمن الفكري لهم.
واختتم محاضرته بنصائح وجهها إلى الأئمة والمؤذنين بتقوى الله، والقيام بالعمل المسند إليهم على الوجه المرضي وأن يلتزموا بتعليمات وزارة الشؤون الإسلامية لأنها تقوم بالواجب الملقى عليها قياماً عظيماً, وعلى رأسها وزير عالِمٌ وحريصٌ جداً على تحقيق الأمن الفكري وتحقيق الجماعة واللحمة بين الراعي والرعية وتحقيق أن نكون من خيار الناس وربط الناس بالقيادة والعلماء, سائلاً الله أن يوفق ولاة أمرنا إلى ما يحبه ويرضى, وأن يجزيهم خير الجزاء على ما يقدمان للإسلام والمسلمين.