قال المحلل السياسي يحيى التليدي إن السعودية واليابان ترتبطان بعلاقات قوية واستراتيجية، تؤطرها رؤية مشتركة، تُتوِّج 68 عامًا من التعاون الذي يُعبِّر عن الإخلاص والصدق والالتزام بين الطرفين، والفَهم المشترك حيال القضايا الإقليمية والدولية.
وأوضح "التليدي" لـ"سبق": "لعله من اللافت أن حكومتَي البلدين تجمعهما قواسم حضارية مشتركة عديدة؛ إذ إن كليهما عضو بأعظم وأضخم مجموعة اقتصادية على مستوى العالم، هي مجموعة دول العشرين؛ ما أتاح لهما فرصة التعاون في العديد من المجالات الاقتصادية المرتبطة بتقدم دولتَيْهما حضاريًّا واجتماعيًّا".
وأضاف: "عزَّز من الشراكة والعلاقة الاقتصادية بين البلدين إطلاقهما الرؤية السعودية اليابانية 2030 في عام 2017، وتشكيل لجنة لمراجعة التقدم في هذه الشراكة، واعتماد مشروعات الرؤية وخططها التنفيذية، وتذليل الصعوبات في تنفيذها. وفي هذا الخصوص تعد اليابان واحدة من ثماني دول تتعاون مع السعودية لتحقيق رؤية 2030".
وزاد: "اليوم وُقِّعت العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم على هامش زيارة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا للمملكة؛ لترسم بذلك ملامح المرحلة الاستراتيجية الجديدة بين البلدين، ولتعزز من الشراكات الاقتصادية بينهما في مجالات عدة، منها: الطاقة والاستثمار وأشباه الموصلات والتعدين والفضاء.. وغيرها".
واستدرك: "بالتأكيد تُثمِّن اليابان حكومة وشعبًا الدور المحوري والإنساني للمملكة في إجلاء أكثر من 60 مواطنًا يابانيًّا من السودان ضمن عمليات الإجلاء التي قامت بها السعودية للمئات من رعايا مختلف دول العالم محاطين بالرعاية والاهتمام، وتحدثت عنها مختلف وسائل الإعلام العالمية بالصوت والصورة، مُسجِّلة إعجابها واعتزازها بالدور الاستثنائي الذي قدمته السعودية".
واختتم: "في إطار الرؤية السعودية-اليابانية 2030 هناك اهتمام مشترك من البلدَيْن بتعزيز التفاهم والتبادل الثقافي من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات لإقامة البرامج والفعاليات الثقافية، والتعاون في مجالات التعليم والسياحة؛ ليسهم ذلك في تعزيز ما يجمع السعوديين واليابانيين من قِيَم حضارية، والتقاء ثقافي، وتجاوُز ظروف الجغرافيا وصعوبات التواصل".