من معجزة القرن للوظائف المليونية.. هل وأد الفساد "المدن الاقتصادية العملاقة"؟!

10 أعوام والسعوديون ينتظرون تحقيق وعود تدفّق 150 ملياراً سنوياً لخزانة المملكة
من معجزة القرن للوظائف المليونية.. هل وأد الفساد "المدن الاقتصادية العملاقة"؟!
تم النشر في

مَرّ أكثر من عشر سنوات والسعوديون يرقبون تحقيق أحلامهم بإنجاز العمل في المدن الاقتصادية السعودية العملاقة، ومساهماتها في ضخ 150 ملياراً في الناتج المحلي سنوياً؛ إضافة إلى توفير أكثر من مليون وثلاثمائة ألف وظيفة أغلبها للسعوديين؛ بحسب وعود أطلقها عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار آنذاك.

حلم وإعلان

كانت المدن الاقتصادية الأربعة في رابغ وحائل والمدينة المنورة وجازان، أشبه بالحلم وقت الإعلان عنها، وكانت تجربةً اقتصاديةً فريدة حصلت على إثرها المملكة على إشادات واسعة من مختلف الجهات الاقتصادية حول أنحاء العالم؛ حتى إن وكالة "فيتش" قد رفعت حينها التصنيف الائتماني للمملكة -آنذاك- إلى AA.

أثر الفشل

إلا أن الأثر السلبي لفشل تحقيق مشاريع المدن الاقتصادية لم يتوقف على المدن فقط؛ بل قد تعداها بمراحل ليحقق أضراراً استراتيجية باقتصاد البلاد كله؛ إذ كانت مشروعاً طموحاً لو تحقق لتحملت المدن اليوم كثيراً من أعباء انخفاض أسعار النفط، ولكانت وسيلة لتحقيق كثير من الأطروحات والمبادارت التي تطرح اليوم.

معجزة القرن!

ووُصفت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ حين الإعلان عنها بمعجزة القرن البشرية، بإنشاء مدينة متكاملة على مساحة 180كم² على ساحل البحر الأحمر إلى الشمال من مدينة جدة، وتتضمن واجهة بحرية تصل إلى 38كم²، بتكلفة 375 مليار ريال سعودي.

توقعات تشير!

كما تشمل ميناء مدينة الملك عبدالله وأهميته الاقتصادية في تخفيف الضغط على ميناء جدة الإسلامي؛ إذ أشارت التوقعات إلى أنه سيستقبل سنوياً 300 ألف حاج من خارج السعودية، إضافة إلى أن الجامعات والمراكز التعليمية في مدينة الملك عبدالله ستستقبل نحو 20 ألف طالب وطالبة؛ في حين ستخصص للسياحة جزءاً كبيراً من مساحة المدينة؛ من خلال إنشاء جزيرة مائية ومساحات شاسعة للتسوق والترفيه، وتشمل المدينةُ خمسةَ آلاف غرفة فندقية و25 ألف فيلا.

مصالح الفاسدين

كانت المدينة الاقتصادية في رابغ حلم الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وكان حريصاً على أن تكون هديته لأبناء شعبه؛ إذ زارها أربع مرات، كما لم يألُ جهداً في دعمها بعد تعثر الشركة في القيام بواجبها؛ لتسارع الدولة بتقديم 5 مليارات ريال، إضافة إلى تحملها أعباء تطوير الميناء؛ ولكن الفاسدين فضّلوا مصالحهم على آمال قيادتهم وأحلام ومصالح الشعب؛ مما ساهم في تأخير المشروع.

وأد في حائل

ولم يكُ وأد الفاسدين لمشروع مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية، وأداً لمشروع اقتصادي وطني وحسب؛ بل قتل لحلم أكثر من 600 ألف مواطن، كانوا يرون في هذه المدينة الاقتصادية العملاقة نقلةً نوعيةً في مستويات طموحهم وآمالهم بتطوير منطقتهم، وإيقاف هجرة الكوادر البشرية لخارج المنطقة بحثاً عن فرص العمل، إضافة إلى ما كانت ستحققه لهم من تطوير بيئة المنطقة.

وتبلغ مساحة مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية 156 مليون متر مربع، وتبلغ تكلفة المشروع بمختلف تجهيزاته 30 مليار ريال على مدى عشر سنوات، تشمل بناء عدد من المناطق هي: (المطار، والمنطقة الزراعية، وحي الأعمال المركزي، ومنطقة المنتجعات، والمرافق، والأحياء السكنية، والمنطقة التعليمية)، وتتركز أعمال المدينة على خدمات النقل، والخدمات اللوجستية، والخدمات التعليمية، والخدمات الزراعية، والخدمات الصناعية، والتعدين، والخدمات الترفيهية، والمساكن والبنية التحتية.

"المعرفة الاقتصادية"

وصممت مدينة المعرفة الاقتصادية لتكون بمثابة مشروع سيضع المملكة العربية السعودية وأصحاب المشاريع السعوديين الشباب في مرتبة قيادية ورائدة على مستوى العالم في الصناعات القائمة على المعرفة، بتكلفة 25 مليار ريال سعودي، ويقع داخل نطاق منطقة الحرم على بُعد 5 كيلومترات فقط من الحرم النبوي الشريف.

مشروع عملاق

وكان المشروع العملاق سيساهم في توفير 20 ألف فرصة عمل، واستقطاب سكان يُتوقع أن يصل عددهم إلى 150 ألف نسمة، ويستوعب 30 ألف زائر في مساكن ذات مستوى عالمي، وتوفير مناطق مخصصة لنشاطات التجزئة تشتمل على 1200 محل تجاري، وتطوير 30 ألف وحدة سكنية.

كما كان من المقرر أن يشمل: مركز للعلوم الطبية والتكنولوجيا الحيوية، حديقةً للتكنولوجيا المتقدمة للصناعات القائمة على المعرفة ومراكز الأبحاث والتطوير العلمي، ومنطقةً تعليميةً تشمل معهداً فنياً وإدارياً وحديقةً تعليميةً وترفيهية تقوم على سيرة الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"، ومنطقةً تجارية جديدة بمستوى عالمي لخدمة منطقة المدينة، ومجمعاً كبيراً لنشاطات التجزئة يحاكي الأسواق القديمة في المدينة المنورة.

"جازان للصناعات"

كانت مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية تسمى سابقاً مدينة جازان الاقتصادية قبل تعديل مسماها إلى المسمى الجديد بأمر من الملك سلمان في سيتمبر الماضي، مع إحالة تشغيلها والإشراف عليها إلى الهيئة الملكية للجبيل وينبع؛ في خطوة وصفها الاقتصاديون بالناجحة لتصحيح مسار المشروع.

وتعد مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية محوراً مهماً من محاور النمو والتطور بمنطقة جازان والمحرك المستقبلي الرئيسي للاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة؛ بما تحويه من مشروعات عملاقة تزيد تكلفتها الإجمالية على الـ75 مليار ريال.

وستسهم المدينة في دفع عجلة التنمية والتطور بالمنطقة، وفتح المجال أمام الآلاف من أبنائها للحصول على الفرص الوظيفة المناسبة لهم؛ إذ يبلغ العاملون في المشروعات الإنشائية لمشروعات المدينة -حتى اليوم- أكثر من 74 ألف عامل يمثلون 30 جنسية، بينهم 12 ألف شاب سعودي من أبناء المنطقة وغيرها من مناطق وطننا العزيز.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org