
طالب الكاتب الصحفي عبدالعزيز حسين الصويغ بمحاكمة الكفيل الذي احتجز عاملة سيرلانكية لمدة 17 عاما، في منطقة نائية بالمملكة، دون دفع رواتبها، ولا منحها إجازات أو أي حقوق طوال تلك المدة، لافتا إلى أن ما حدث أقرب "للاختطاف والحجز القسري" حسب الكاتب، رافضا تصوير هذه العاملة البائسة وكأنه قد فُتحت لها أبواب السعد بعد أن تحوَّلت إلى "أغنى خادمة عائدة من السعودية".
هل هي أغنى خادمة ؟
وفي مقاله " أغنى خادمة؟!" بصحيفة " المدينة"، يقول الصويغ " لاشك أن لقمة العيش صعبة وشاقة.. والسعي للحصول عليها أصعب وأشق. فقد أصبحت الوظائف -حتى الدنيا منها- صعبة الوصول إليها. لكن هذا لا يعني أن يتم التعامل مع طالب لقمة العيش بضِعة واستهانة، أو يتعرض للإساءات، والانتهاكات المختلفة والمُجرَّدة من الإنسانية التي يلجأ لها بعض مَن يجلبون العمالة، فيُحيلون العامل أقرب إلى الرقيق نتيجة المعاملة السيئة غير المعقولة".
اختطاف وحجز قسري
ويروي الصويغ قصة الخادمة قائلا "ما قرأته أخيرًا عن عاملة سيرلانكية احتجزها كفيلها لمدة 17 سنة دون أن ترى وجه أحد غير الغنم التي كانت ترعاها في منطقة نائية، ودون دفع رواتبها، ولا منحها إجازات أو أي حقوق في اقتناء أي شىء آخر سوى عصا تهش فيها على الغنم، هو -في رأيي- عملية أقرب للاختطاف والحجز القسري. لكن العجيب أن تُنقل لنا صورة هذه العاملة البائسة وكأنه قد فُتحت لها أبواب السعد بعد أن تحوَّلت، إلى «أغنى خادمة عائدة من السعودية»، بعد أن «وافق» كفيلها السعودي على دفع جميع مستحقاتها ما جعلها تعود بأكبر راتب تراكمي في تاريخ العمالة السريلانكية في الخارج، وهو 6.3 ملايين روبية سريلانكية!!"
لا عقود
ويعلق الكاتب قائلا " هكذا.. وكأن لا عقود هناك تربط بين أصحاب العمل والعمالة، وكأن الأمور موكولة في مدة العقد، ومكان العمل، والراتب ومتى يُدفع، والإجازات.. إلخ، للكفيل، يمنح أو يمنع دون رادع، ربما إلا بعض ضمير".
هل يُترك هذا الكفيل
ويتساءل الصويغ " هل يُترك هذا الكفيل دون تحقيق، أم تُحال قضيته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام أسوة بالمواطن الخمسيني الذي حرم عاملة منزلية من مرتبها على مدى 13 عامًا، وقامت شرطة المنطقة الشرقية بإحالة ملفّه للادعاء العام؟ حسب صحيفة (الشرق: 4 مايو 2016) .. متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا ".