في ضوء محاولة اغتيال المرشح الرئاسي دونالد ترامب، يرصد الكاتب والمحلل السياسي خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة"، حالة الانقسامات الحادة التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية في الداخل، حتى أصبح المرشحان جو بايدن ودونالد ترامب يدعوان إلى وحدة الأمة، ونبذ الصراعات، محذرا من أن يحدث لأمريكا ما هو أسوأ؛ بسبب الصراع السياسي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وفي مقاله "حال أمريكا كما هو الآن!" بافتتاحية صحيفة "الجزيرة"، يقول "المالك": "تواجه الولايات المتحدة الأمريكية انقسامات حادة في الداخل، وشرخاً عميقاً في علاقاتها مع كثير من الدول خارجياً، وتراجعاً لصالح الصين عسكرياً واقتصادياً وتجارياً وسياسياً.. ومع هذا لا تزال واشنطن لا تقيم وزناً للحال الذي تمر به، وليست على استعداد لمراجعة وضعها الحالي، بل إنها تحتكم في مواقفها وسياساتها إلى الماضي الذي ولَّى ولم يعد حاضراً بالقوة الكبيرة التي كان عليها".
كما يرصد "المالك" فقد أمريكا لقوتها التأثيرية على كثير من الدول، ويقول: "لقد بدأت الدول تتململ من علاقاتها التاريخية بالولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فقدت أمريكا قوتها التأثيرية على كثير من الدول، ولم يعد لها ذلك النفوذ بمثل ما كان عليه الوضع من قبل".
ويضيف "المالك" قائلا: "فالخلافات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري وصلت إلى الحد الذي أصبحت المنافسة بينهما تحكمها التصفيات الجسدية، بعيداً عن الحوار، والديمقراطية، وصناديق الاقتراع، حيث إن التعامل بينهما أصبح باستخدام السلاح، والتصفية الجسدية".
وينهي "المالك" محذرا، ويقول: "لهذا ليس غريباً أن يدعو المرشحان بايدن وترامب إلى وحدة الأمة، ونبذ الصراعات، وعدم استخدام سلاح الإعلام سياسياً بهذا العنف الذي يمارسه مع هذا الفريق أو ذاك، حيث أجج الخطاب السياسي بين الحزبين الخلافات، ودفع الأمريكيين إلى ممارسة أعمال أضرت بمصالح أمريكا، وقد تدفعها إلى ما هو أسوأ".