في كل عام يمرُّ علينا يومٌ عزيز وغالٍ، ألا وهو اليوم الوطني لمملكتنا الذي يصادف الـ23 من شهر سبتمبر من كل عام، وجاء احتفالنا هذا العام تحت شعار «هي لنا دار».. جاء بلونية ونكهة خاصة، تمثل قيمًا ومعاني سامية، تعزز من التكاتف والتعاون والتلاحم بين القيادة والشعب في مظهر يعضد من مظاهرة الأُلفة وتواصُل الأجيال.
لم يكتمل صرح السعودية الشامخ في بنيانه المتين إلا عبر تضحيات عديدة وعظيمة، ومجاهدات قام بها جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب ثراه- ورفاقه الكرام، كان نتاجها توحيد السعودية تحت زعامة واحدة وراية واحدة؛ لتنطلق منذ ذلك العهد مشاريع التنمية الشاملة، اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا؛ لينعم شعب السعودية بالرخاء والأمن والأمان والاستقرار.. ليأتي بعد ذلك عهد سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -رعاهما الله- لتشهد بلادنا مزيدًا من مظاهر التنمية والتقدم، وهو عهد اتسم بالحزم والعزم؛ ليعزز من عزة وشموخ بلادنا؛ لتصبح مفخرة لكل مواطن، ولنفاخر بها العالم أجمع.
يعكس احتفالنا بهذه المناسبة الغالية من فئات شعب السعودية كافة معاني الانتماء الحقيقي لهذا الوطن المعطاء؛ إذ تأتي احتفالاتنا العفوية التي تصدر من المواطنين كنوع من أنواع التعبير لتجديد الولاء والوفاء لقادته، كما يدل ذلك أيضًا على أن أبناء هذه البلاد يحملون وطنهم في حدقات عيونهم؛ وهو أكبر دليل على تلاحم الشعب مع قيادته الحكيمة؛ فذكرى اليوم الوطني ذكرى ترمز إلى وحدة البلاد، التي ستظل دومًا متماسكة، تنعم بالاستقرار والأمن في ظل قيادة تفانت من أجل رفعة الوطن في رحاب العلياء.
لقد واصلت السعودية نجاحاتها وإنجازاتها في مختلف القطاعات، وذلك على الرغم من التحديات العديدة التي خلفتها جائحة كورونا، التي تعدت منذ ظهورها الـ19 شهرًا، لكن بفضل الله تعالى، ثم بفضل إرادة قادتنا وبصيرتهم النافذة، استطاعت بلادنا -بحمد الله- أن تدير أزمة كورونا بحكمة عالية محققة نجاحات وإنجازات اقتصاديًّا وتنمويًّا؛ الأمر الذي عزز من مكانة مملكتنا في المنطقة، وعلى الصعيد الإقليمي والعالمي. ولا غرابة في ذلك؛ فاقتصادنا ضمن أقوى وأكبر 20 اقتصادًا عالميًّا.
هذه الإنجازات الكبيرة كانت محل إعجاب، بل إشادة من مراكز ثقل عدة، إقليميًّا وعالميًّا، منها صندوق النقد الدولي الذي نوه بنجاحات اقتصاد السعودية عقب تعافيه من جائحة كورونا؛ وذلك بفضل المبادرات الكبيرة التي أطلقتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى أن الاستمرار في تنفيذ برامج «رؤية السعودية 2030» ساهم بدور كبير في الاستمرار في تحقيق الطموحات والتطلعات المستقبلية، سائلين الله تعالى أن يحفظ قادتنا وولاة أمرنا، ويعينهم على المضي قُدمًا في تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات التي تلبي تطلعات شعب السعودية الوفي.