أعرب رئيس مجلس علماء باكستان طاهر محمود الأشرفي، عن خالص التهنئة بالأصالة عن نفسه ونيابة عن كبار العلماء والدعاة وأبناء الشعب الباكستاني المحب للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان والحكومة الرشيدة والشعب السعودي الكريم.
وقدّم "الأشرفي" أجمل التهاني والتبريكات بمناسبة ذكرى اليوم الوطني السعودي ومرور 90 عامًا على توحيد المملكة العربية السعودية ووحدة صفوف أبناء الشعب المتلاحم مع قيادته الحكيمة.
وقال: يتعرض العالم العربي والإسلامي لمجموعة من التحديات والمؤامرات والتحالفات التي تستهدف تفكيك شعوب الأمة، ولم تنجح المحاولات المكثفة خلال المرحلة الأخيرة، ولن تتمكن -بإذن الله تعالى- من تحقيق أهدافها الفاشلة ومحاولاتها للسيطرة على الأمة وتفكيك وحدتنا المبنية على التضامن والأخوة الإسلامية.
وأضاف: عندما نناقش موضوع وحدة الأمة لا بد أن نتعرف على قواعد وأصول ومفهوم الوحدة بمعناها الحقيقي وأهميتها في الوقت الراهن بالنسبة للمسلمين، ولدينا مثال معروف ونموذج مشاهد وناجح على أرض الواقع يتمثل في الوحدة العظيمة التي تأسست عليها المملكة العربية السعودية، ولا شك بأن السعودية أهم دولة حضارية عصرية حديثة ولا يوجد مثيل لها على وجه الأرض؛ لأنها بلاد الحرمين الشريفين ومعقل التوحيد، وتمثل بالنسبة لشعوب الأمة القلب النابض للعالم الإسلامي، وهي موطن الإسلام الأول ومنبع العلم والمعرفة والسلم والسلام العالمي، ولها مكانة كبيرة في قلوب جميع المسلمين لأنها مثال ناجح بكل المقاييس ونموذج متميز يعكس معاني الوحدة المبنية على أسس إسلامية جعلت من الكتاب والسنة والعقيدة والشريعة والعدل والعدالة دستورًا لبناء وإدارة الدولة التي بناها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود قبل 90 عامًا وجعل من أهم أهدافها خدمة الإسلام والمسلمين والعناية بشؤون الحرمين الشريفين وتوحيد صفوف المسلمين، والجميع يشاهد حقيقة ذلك، ويشهد بأن المملكة أصبحت اليوم في مقدمة الصفوف، ولها ثقل ومكانة بارزة بين دول العالم ومن أقوى الدول من الناحية العلمية والتعليمية والاقتصادية والحضارية والعسكرية ومن أكثر الدول تأثيرًا في الجوانب الثقافية والثقل السياسي والقضائي والتنموي، وأصبح للمملكة دور مهم وبارز وفاعل لتعزيز مكانة المسلمين والدفاع عن حقوقهم وقضاياهم وحدودهم وحرية شعوبهم منذ تأسيسها وحتى اليوم، ورغم الظروف المتقلبة والضغوط والتحديات الكبيرة تمكنت المملكة من الوفاء بواجباتها والقيام برسالتها على الوجه الأكمل، وقام أبناء الملك عبدالعزيز الملوك من بعده رحمهم الله تعالى بدورهم خير قيام على نهج والدهم بكل جد واجتهاد وصدق وإخلاص، وما زال عطاؤهم مستمرًا حتى هذا العهد الزاهر برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وتواصلت جهود القيادة السعودية لتطوير البلاد وتعزيز مكانة وقدرات أبناء الوطن.
وأكمل الأشرفي: لأهمية المملكة ومكانتها بين دول العالم تم اختيارها لرئاسة مجموعة العشرين الاقتصادية؛ تقديرًا من الدول الكبرى لدورها وجهودها ومكانتها وإمكاناتها المتميزة، ونجحت السعودية في هذا الجانب ولم تنشغل عن دورها المهم في قيادة العالم الإسلامي وخدمة الإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين وقاصديهما من ضيوف الرحمن؛ سائلين الله تعالى أن يوفق القيادة السعودية لمواصلة هذه الجهود المباركة، وأن يمدهم بالعون والتوفيق والسداد ونشكرهم نحن في باكستان على دعمهم المستمر والسخي لبلادنا العزيزة ومساندتنا في جميع الأوقات والظروف والأزمات.
وأضاف: الجميع يبحث ويتطلع لوحدة الكلمة وتوحيد صفوف الأمة، وهي بفضل الله تعالى موجودة ومشاهدة وملموسة على أرض الواقع من خلال الدور الذي تقوم به المنظمات الإسلامية الرسمية المدعومة من المملكة وتجمع تحت مظلتها وتضم في عضويتها 57 دولة إسلامية وتضم في لجانها ومؤسساتها 2000 شخصية من كبار العلماء من مختلف دول العالم يشاركون في تعزيز مفهوم التضامن الإسلامي وهو ما تقوم به بالفعل رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي المدعومة بشكل كامل من السعودية؛ لأنها المؤسس ودولة المقر والداعم للمنظمتين التي تقوم بجهود كبيرة ودور مهم وناجح في هذا المجال رغم الظروف الصعبة والمحاولات الفاشلة لإضعافها، وحالة الوهن الراهنة التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية وما يخطط لها من دسائس ومؤامرات ومخططات فاشلة، تستهدف تفكيك شعوب الأمة وإيقاظ نار الفتنة والنزاع وتغذية الطائفية والكراهية والتطرف والإرهاب وإشعال الحروب؛ ولذلك لا بد من دعم ومساندة هذه المنظمتين ودعمها بنا يحقق المزيد من النجاحات.
وقال الأشرفي: الكل يعرف مَن هم ألدّ أعداء الأمة في هذا الزمان، ومن هي الدول الراعية والممولة والداعمة للعنف والتطرف والإرهاب، ونعرفهم بالأسماء ونعرف كيف يمارسون وينشرون حقدهم وسموهم داخل مجتمعاتنا الإسلامية، ونعرف أهدافهم ولماذا يواصلون هجماتهم الصاروخية وطائراتهم المسيرة المفخخة بدون طيار المصنوعة في إيران والمدعومة من طهران الراعي الأول للإرهاب في العالم وفقًا للتقارير الرسمية للمنظمات الدولية فهي المستفيد الأول من نشر الفوضى، وهي تستهدف بشكل مباشر محاولة العبث بأمن واستقرار بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، لأنها معقل الإسلام وقلب الأمة النابض وهي البلد الأمين وفيها البيت المحرم، وهذا الهدف صعب التحقيق وبعيد المنال، ولن يتمكن الأعداء إطلاقًا من تحقيقه بمشيئة الله تعالى.
وأكد رفضه واستهجانه واستنكاره الشديد للاعتداءات المتكررة على المملكة، والاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية العربية وجامو وكشمير الحرة المظلومة التي تعاني من الاضطهاد والاحتلال الهندوسي الغاشم، محذرًا من الاستمرار في تقسيم ونهب الأراضي العربية والإسلامية، وشق صفوف الأشقاء، ومواصلة التمدد داخل الأراضي الأفغانية والسورية والليبية والعراقية واليمنية والصومالية وغيرها من الدول الإسلامية، وحذر من استهداف الاقليات المسلمة المضطهدة في العالم.
وأكد الأشرفي أهمية مواجهة الحقائق بالعقلانية، وعدم التسرع والجلوس على طاولة الحوار والنقاش، والبحث عن أسرع الحلول السلمية لحل النزاعات والخلافات بعيدًا عن الحروب والقتال وسفك الدماء، والمطالبة بالحقوق المشروعة وفقًا للقرارات والأنظمة.
وأشاد بجهود المملكة الكبيرة لخدمة الإسلام والمسلمين، مضيفًا: تربطنا بالمملكة علاقات تاريخية وتحالف استراتيجي، ونعتبر المملكة هي الشقيقة الكبرى لجميع الدول الإسلامية ولباكستان، ويشترك البلدان للدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية كشمير الحبيبة، والجهود السعودية لها أهمية ودور في توحيد صفوف الأمة ومحاربة العنف والتطرف والإرهاب، ونقدم الشكر للمملكة وقيادتها، ونؤكد مساندتنا لجهودهم التي تستهدف حماية مصالح البلدين والشعبين الشقيقين وتوحيد شعوب الامة.
وفي الختام أكد الأشرفي أهمية دعم الجهود الحالية المبذولة من الجميع، وضرورة توحيد صفوف الأمة؛ مطالبًا كل العلماء والمفكرين والدعاة والمثقفين والإعلاميين بالحرص على نبذ الطائفية والحزبية، والتركيز على نشر وتعزيز مفهوم وحدة الأمة وشحذ الهمم في مجتمعاتنا الإسلامية للدفاع عن قضايا الأمة والتصدي لظاهرة العنف والتطرف وتوحيد الصفوف والجهود والبرامج والمبادرات لمحاربة الطائفية والحزبية والعنف والتطرف والإرهاب، والتأكيد على أهمية الدفاع عن مكانة المملكة العربية السعودية، وعدم السماح باستهداف أراضيها وحدودها من جميع الحاقدين، وضرورة دعم ومساندة الجهود المخلصة والمتواصلة والكبيرة التي تقوم بها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان لتعزيز المصالح السعودية والدفاع عن مصالح الأمة العربية والإسلامية، والمطالبة بحقوق المسلمين واستعادة أراضيهم وحقوقهم وحمايتها من الأطماع والتدخلات الأجنبية.