يمثل فوز المملكة العربية السعودية، اليوم، برئاسة المجلس التنفيذي لمنظمة "الألكسو" خلال الفترة 2021 - 2023م، بانتخاب ممثلها "هاني المقبل" بأغلبية الأصوات، بمشاركة 21 دولة عربية امتداداً للدور السعودي الريادي في دعم المنظمة التي أنشئت قبل 51 عاماً للنهوض بالثقافة العربية بتطوير مجالات التربية والثقافة والعلوم على المستويين الإقليمي والقومي، والتنسيق فيما بين الدول العربية الأعضاء.
النهوض بالفكر والثقافة
وتعمل المنظمة التي مقرها تونس، في نطاق جامعة الدول العربية، حيث تدعم تبادل خبرات وتجارب الدول الأعضاء، وتنسيق جهود مجامع اللغة العربية، وإصدار المعاجم المتخصص متعددة اللغات، والنهوض بالفكر والثقافة العربية والتعريف بالثقافة العربية والإسلامية، وتنمية البحث العلمي، ودعم التعاون المشترك بين العلماء والباحثين العرب.
ومن ضمن أهداف المنظمة تشجيع إنشاء المعاهد التي تعنى بالحضارة العربية الإسلامية، وتنسيق جهود مؤسسات المجتمع المدني، وإِشراكها في العملية التربوية والثقافية والعلمية، وكذلك المحافظة على التراث المادي وغير المادي وحمايته ونشره.
اهتمام وأولويات
وتحظى الألكسو باهتمام كبير من المملكة العربية السعودية، تنفيذاً للتوجيهات السامية بالاهتمام بالمنظمات الإقليمية والدولية، والتركيز على العمق العربي والإسلامي في رؤية المملكة 2030، وتعزيز العلاقات في العالم العربي من خلال الثقافة والتربية والعلوم.
وشهدت العلاقة بين المملكة والمنظمة، مؤخراً نشاطاً ملحوظاً من خلال عدد من الأنشطة ذات العلاقة بعمل المنظمة، حيث أثبت القطاع الثقافي في المملكة مدى استعداده وجاهزيته غير المسبوقة في إعداد وخلق جُملة من الأنشطة والمبادرات والفعاليات الثقافية؛ رغماً عن الظروف الصعبة التي كان يمر بها العالم جرّاء جائحة كورونا.
دور ريادي
وتعكس هذه العلاقة اهتمام المملكة الكبير في كل ما يتعلق بالنشاط الثقافي بشموليته، ودورها العميق في تحقيق رؤى الدول وتقارب الشعوب العربية، وخلق المزيد من الفرص المشتركة، وأوجه التعاون من خلال الثقافة والعلوم.
ونفذت المملكة منذ يوليو الماضي العديد من المبادرات للتأكيد على دورها الريادي في المنظمة، من بينها إطلاق مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" بالشراكة مع "الألكسو"، وكذلك أول مبادرة من نوعها لاكتشاف ورعاية الموهوبين العرب مبادرة "مبادرة الموهوبون العرب".
كما تم تنظيم اللقاء الافتراضي "الألكسو في السعودية" بمشاركة 50 جهة وطنية، حيث اطلعت الجهات السعودية من مؤسسات ومنظمات حكومية وخاصة وغير ربحية، على رؤية وتطلعات ومبادرات وبرامج " الألكسو "، وسط حضور قيادات "الألكسو" برئاسة المدير العام الدكتور محمد ولد أعمر، ومشاركة 70 قائداً من القيادات السعودية في القطاعات ذات الصلة.
مبادرات وبرامج
وقدمت المنظمة خلال اللقاء عرضاً شاملاً للبرامج والمبادرات المخططة لها خلال العامين 2021 و2022م، في قطاعات التربية والثقافة والعلوم وتقنية الاتصالات، فيما اتفق الحضور على اعتماد لقاء "الألكسو في السعودية"، ليصبح مناسبة تعقد بشكل سنوي بين المنظمة والمؤسسات والمنظمات السعودية ذات الصلة بمجالات التربية والثقافة والعلوم.
كما تم تنظيم ورشة عمل وطنية مع 10 جهات وطنية لمناقشة إستراتيجية المنظمة القادمة 2023-2028م، حيث أبدت الجهات السعودية مرئياتها حول الخطة الإستراتيجية في يناير الماضي في مدينة الرياض، والاتفاق على استضافة مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، في دورته 23 العام المقبل 2022م، بتنظيم وزارة الثقافة وتحت رعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم.
وتستضيف المملكة اجتماع المجلس التنفيذي لعام 2021م 8 يوليو افتراضياً بمشاركة 21 دولة عربية، والاتفاق على تنفيذ برنامج الزيارة الافتراضية للمدن التاريخية "العلا" خلال عام2021م، وإنشاء حسابات التواصل الاجتماعية لـ"السعودية في الألكسو"، وغيرها من المبادرات السعودية التي تؤكد حرصها على تطوير العمل بالمنظمة.
دور المجلس التنفيذي لـ"الألكسو"
من جهة أخرى، يعمل المجلس التنفيذي لـ"الألكسو" على إعداد جدول أعمال الجمعية العمومية والمؤتمر العام، ويدرس برنامج العمل بالمنظمة وتقديرات الموازنة اللازمة له، كما يتخذ المجلس جميع الإجراءات الضرورية لضمان تنفيذ البرامج بواسطة المدير العام وطبقاً لقرارات الجمعية العمومية.
ويقوم المجلس في الفترة بين الدورات العادية للجمعية العمومية المؤتمر العام بتقدم الرأي الفني للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بناء على طلبه في الموضوعات التي تهم المجلس، كذلك يناقش ملفات حيوية مثل تقرير المدير العام عن تنفيذ برامج المنظمة والأنشطة خارج البرامج، والأوضاع التربوية والثقافية والعلمية، والخطة العربية للتعليم في حالة الطوارئ والأزمات، واعتماد مشروع إستراتيجية المنظمة.
ويُعد التعاون البنَّاء بين "الألكسو" والمملكة مؤشراً لتحقيق المزيد من الإسهامات الفاعلة على مختلف الأصعدة محلياً وإقليمياً ودولياً.