جاءت كلمات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في لقائه الأخير مع" بلومبيرغ" لتضع النقاط على الحروف حول العلاقات الخارجية للمملكة العربية السعودية، وحول أهم النقاط التي سيكون عليها مستقبلنا واقتصادنا. فنحن ــــ ولله الحمد ــــ نسير على خطى ثابتة، ودراسات وخطط موضوعة، واستراتيجية تهدف إلى الارتقاء بالوطن والمواطن.
جاءت الكلمات مطمئنة، سواء من ناحية الردود على بعض التصريحات الأمريكية، والتعامل مع العالم الخارجي، وبيان واضح للنهج السعودي في التعامل مع الأحداث والهزات الخارجية، وحتى الاستفزازات التي تصدر بين الحين والآخر من جانب غربي أو شرقي.. فكانت أجوبة الأمير وكلماته ردًّا شافيًا وكافيًا للعابثين والمحاولين الاصطياد في المياه العكرة، الذين يقتنصون الفرص لزرع الفتن، وتأجيج الأمور، وتفسيرها بغير محلها.. فكانت كلماته الجواب الشافي.
فنحن بلد العقل والسلم والسلام والأمن والأمان لنا وللشعوب قاطبة على أرجاء الكرة الأرضية.. نحن أول من دعا إلى تصالح الشعوب، وإلى الحوار بين الأديان، وإلى زراعة الأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة.. لم نكن معتدين على أحد، ولم نتدخل في شؤون الغير، ولكننا في الوقت نفسه لسنا ممن يؤكل حقه ونتساهل في حقوقنا؛ فنحن أسود إذا استفحلت الأمور، ونحن لا نرضى ولا نصمت في حق من تسول لهم أنفسهم التدخل في شؤوننا وأمورنا الداخلية "وأمننا واستقرارنا خط أحمر".
جاءت كلمات الأمير رصاصات في وجه الأعداء ممن يتصيدون الجُمل والكلمات، ويضعونها في تفسيراتهم؛ لتحقق "آمالهم" وطموحاتهم. ومع الأسف هم لا يعلمون أو يتجاهلون أنهم في غيهم يعمهون..!
جاءت كلمات الأمير لتطمئن المواطن بأن لا ضرائب جديدة، ولا رسوم تفرض عليه؛ فليطمئن. وجاءت كلماته - حفظه الله - بأن طرح أرامكو سيكون قريبًا 2021/ 2020، وأن الوظائف ستكون ذات أولية في اهتماماته هو شخصيًّا، وفي الخطط الموضوعة، وأن السعودة والتوطين جاريان بشكل منظم، وأن البطالة ستقل بنسبة كبيرة.
جاءت كلمات الأمير عبارة عن دروس ورسائل للداخل والخارج مطمئنة للجميع.. لم يكن فيها استفزاز لمن أراد الاستفزاز، بل كانت مياهًا باردة، وكلمات صادقة صادرة من القلب، ومن رجل حكيم، يعرف كيف يتحدث ومتى.
هنيئًا لنا بسلمان الحزم والعزم، وبهذا الرجل الشبل الحكيم الرزين ذي النظرات الثاقبة الواثقة الواعدة "شخصية تحمل كاريزما القائد".
ختامًا يقول ولي العهد: إننا سنعيد النظر في الأنظمة التي كانت موجودة قبل 1979. وهذه والله تحتاج لوقفات ومجلدات، وتغني عن ألف ألف تفسير.
شكرًا ولي العهد لهذا القرار، وشكرًا لهذه الشفافية، وشكرًا لهذه الأطروحات. ونحن والله معك، يدك، وذراعك، وعينك التي تقف بجوارك ومعك.. وفقكم الله.
ووطن شامخ بكم وبأبنائكم وإخوانكم.