بألم مضاعف، ينبع من شعوره الوطني، يرصد الكاتب الصحفي خالد السليمان تراجُع مستوى الخدمات على رحلات شركة طيراننا الوطنية في آخر ٣ سنوات، مشيرًا إلى تجربة شخصية مرَّ بها منذ أسبوعين، جعلته يقارن بين سفره على متن الدرجة السياحية في شركة طيران خليجية، والسفر على درجة الأعمال بالشركة الوطنية؛ لتصب المقارنة في صالح الشركة الخليجية، مُعدِّدًا أسباب ذلك، ومطالبًا القائمين على ناقلنا الوطني بالتعرف على مشاعر وآراء المسافرين!
وفي مقاله "رحلة طيران.. معنى الألم المضاعف!" بصحيفة "عكاظ"، يقول السليمان: "ما هو الألم المضاعف؟! هو عندما تتألم من سوء تجربتك مع خطوط طيرانك الوطنية، ثم تتألم من مقارنتها بتجربة جيدة مع شركة طيران أجنبية!".
ويروي "السليمان" تجربته قائلاً: "خلال أسبوعين أُتيحت لي تجربتَي سفر طويلتَين ذهابًا وإيابًا مع شركتنا الوطنية ومع شركة طيران خليجية (الاتحاد)، فوجدت نفسي في مأزق مقارنة مؤلمة؛ فالنفس تهوى ما يحمل هويتها الوطنية، ويمت لجنسية بلادها، لكن الخدمات التي تُقدَّم مقابل المال لا ترتهن للمشاعر العاطفية وحدها!".
وبألم يضيف "السليمان" قائلاً: "ما زاد الأمر مرارة أن تجربة الفائز بالمقارنة كانت على متن الدرجة السياحية، بينما تجربة الخاسر كانت على درجة الأعمال. وعندما تسعدك تجربة سفر على الدرجة السياحية أكثر من درجة الأعمال يجب أن تعرف أن هناك مشكلة حقيقية، وأن على القائمين على الإدارة أن يتواضعوا قليلاً؛ ليتعرفوا على مشاعر مسافريهم دون إنكار ذاتي!".
ويتوقف "السليمان" أمام مقارنة الخدمات، ويقول: "للأمانة، حسن تعامل طاقم الخدمة كان متساويًا، لكن الفارق كان في تفاصيل الخدمات، وخيارات الوجبات، وخدمة الإنترنت الرخيصة وغير المحدودة التي قدمها الناقل الخليجي مجانًا لتطبيقات الدردشة، وبتكلفة لا تتجاوز ٩.٩٩ دولار للاستخدام الشامل طوال مدة الرحلة، مع وجود قناة بث مباشر لأهم مباريات الدوري الإنجليزي، بينما على متن طائرات ناقلنا الوطني بات من النادر أن تتوافر خدمة الإنترنت، وإذا توافرت فتكلفتها باهظة جدًّا، ومدتها محدودة جدًّا".
ويبدي "السليمان" دهشته وهو يقول: "اليوم عندما تنطلق في سباق المنافسة، وتتسلح بهوية مميزة، تُذكِّر أجيالاً من المسافرين بأوقات التميز والتفوق، يصبح الإخفاق محبطًا، خاصة عندما تصاحبه حملات إعلانية وتسويقية غير واقعية، ومكلفة، يقابلها تخفيض في الإنفاق على مستوى الخدمات ووجبات الطعام، وارتفاع في أسعار التذاكر، فضلاً عن إلزام العديد من رحلات مسافري الرياض بالتوقف المزعج في محطة جدة، والتحول من الرحلة الدولية إلى الداخلية، وكأن معاناة سير الحقائب لا تكفي مرة واحدة، بل يجب خوضها مرتين، مع احتمال كبير بعدم التحاق حقائبك بك في رحلة المواصلة، مما يكبدك عناء انتظار مقتنيات ضرورية، إضافة لمشوار العودة للمطار لاستلامها لاحقًا -كما حصل في حالتي- دون أي اعتذار أو رد على مطالبة التعويض!".
ويبلغ الحس الوطني المتألم ذروته عندما يقول "السليمان": "الناقل الوطني واجهة وطنية، ولديّ وفاء وعاطفة تجاهه، راكمتها سنوات طويلة من السفر؛ لذلك أجد نفسي معنيًّا بنقد تراجُع مستواه في آخر ٣ سنوات، وأمل كبير بأن يعود ليحلق مجددًا بثقة في سماء تملؤها الطائرات، وتحكمها المنافسة الشديدة والخيارات العديدة!".
ويُنهي "السليمان" قائلاً: "باختصار.. كتبتُ عند إطلاق الهوية الجديدة محتفيًا بأنها عودة إلى هوية التميز، لكن الهوية وحدها لا تحقق التميز، بل ما يصنعه جوهر العمل ونتاجه!".