أكد رئيس جمعية "نقاء" لمكافحة التدخين سليمان الصبي، أنه لا علاقة للجمعية بما يُتداول حاليًا حول تغير طعم وجودة السجائر في العبوات الجديدة، واحتوائها على مواد مغشوشة وضارة كنشارة الخشب وغيرها؛ مما يجعله أسرع فتكًا بالمدخن من الدخان التقليدي.
وقال لـ"سبق": "كل ما يُتداول عن التغليف الجديد الموحد للدخان غير صحيح، ومَن يطلق مثل هذه الشائعات ويروّج لها هي شركات التبغ نفسها بأسماء وهمية، والمطلوب من الجهات المختصة إيضاح هذا الأمر؛ فالمدخن يظل ابن الوطن، ولا بد من تنبيهه بالضرر؛ فالدخان القديم ضار والجديد أكثر ضررًا، ولا أقول مغشوشًا؛ على حد وصفه.
وتابع: "السكوت، والصمت طوال هذه الفترة عن التصريح لم يكن في صالح المجتمع، وكان يجب على الجهات المختصة التفاعل، والعمل بأسلوب إدارة الأزمة بشكل يُرضي الجميع (المدخن، والجهات المهتمة بمكافحة التدخين، وكذلك الجهات الصحية التي يتردد عليها المدخنون لمعرفة ماذا يحصل)".
وتابع: "ولكن يُحسب للجهات الحكومية إجبار شركات التبغ على إجراء اختبار للسجائر الجديدة في معامل دولية محايدة، وكذلك توحيد التغليف البسيط لكل علب السجائر؛ بحيث لا تستطيع الشركة تسويق ماركتها كالسابق، والعلبة الجديدة أو ما يسمى شعبيًا "الدخان الأسود"، والصور المقززة المطبوعة عليه؛ خطوة مهمة لمكافحة التدخين".
وأشار إلى أن السعودية هي الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي فرضت التغليف البسيط الموحد لكل علب السجائر، وهذه الخطوة مبادرة رائعة لإخفاء شعار الشركة المنتجة المتعارف عليه واستبداله بصور مثيرة للاشمئزاز لمضاعفات التدخين؛ وذلك تطبيقًا لقرار لجنة مكافحة التبغ التي ترأسها وزارة الصحة وتضم في عضويتها الهيئة العامة للغذاء والدواء، ووزارة التجارة والاستثمار، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والجمارك. فلم تعد علب السجائر جذابة كما كانت سابقًا، وسبَق أن طبقت أستراليا هذه المبادرة عام 2014 ونجحت فيها، وحققت نتائج في تخفيض التدخين؛ فمنع التسويق بالعلب القديمة أمام صغار السن في الأسواق حجب العلبة ويجعلها غير جذابة.
وأضاف قائلًا لـ"سبق": نحن في جمعية مكافحة التدخين مختصون بالتوعية فقط، ونلاحظ أن عدد المترددين على العيادات الطبية يزداد في الآونة الأخيرة بسبب "الشوشرة" التي حصلت، وبدأ الكثير من المدخنين يراجع نفسه، وسنواصل العمل مع الجهات المعنية لإلزام شركات التبغ بتقديم جميع المعلومات التي تُبَيّن حقيقة ما حدث، ومنعها من أي تلاعب قد تمارسه في سبيل تقليل جودة المنتجات المقدمة للمستهلكين".
وعن الأمراض التي تتسبب فيها السجائر والعبوات الجديدة، قال: "أمراض التدخين معروفة وتصيب الجهاز التنفسي والرئة تحديدًا؛ وهذا أمر معتاد، وحتى مع السجائر والشيشة الإلكترونية أصبح هناك ازدياد في معاناة المدخنين من ضيق التنفس والكتمة والضعف البدني العام".
وفيما يتعلق بالسجائر الجديدة وما يقال عن أن حشواتها من التبغ مغشوشة؛ أشار إلى أن الدخان الجديد والقديم لا فائدة منه.
وقال رئيس جمعية مكافحة التدخين "نقاء": "لا نعلم ما يحصل حاليًا، وهنا نتساءل هل هي حرب بين شركات التبغ لتحقيق مكاسب مالية أو لأمور أخرى، ونستغرب من عدم إصدار الجهات الحكومية المختصة بالصحة بيانًا واضحًا وشافيًا يشرح ما يحصل حاليًا بشأن تغير السجائر والحشوات".
وعن عدد وفيات التدخين في السعودية؛ أكد أنها في حدود 70 ألف شخص، وهي إحصاءات رسمية من وزارة الصحة.
وعن السجائر والشيشة الإلكترونية، أوضح أنها مضرة جدًّا، وفي أمريكا حدثت في أربع ولايات إصابات خطيرة وانتفاخ في الرئة جعلت بعض الشباب يتراجع عنها، وهي إصابات غامضة بشكل كبير بسبب كثافة الدخان العالية.
وأشار إلى أن تقليد ما يدور في الأفلام، والمشاهير، والشخصيات الفنية التي لها شعبية كبيرة له دور كبيرة في تدخين الشباب، فعلى سبيل المثال في فيلم "رامبو" دفعت شركة "فيلبس موريس" للتبغ مبالغ كبيرة لكي يدخن البطل.