انطلقت جهود المملكة العربية السعودية، في إغاثة اللاجئين حول العالم، مرتكزة على البُعْد الإنساني، بعيداً عن أي دوافع أخرى، حتى باتت جهودها الاستثنائية منارة مضيئة لكل الدول، وباب أمل لكل الملهوفين والمحتاجين، دولاً كانوا أو أفراداً.
وليست المملكة مجرد مانحة سخية، بل هي شريك استراتيجي فاعل في الجهود الدولية المبذولة للتخفيف من معاناة البشرية، وتتسم مساعداتها بالتنوع والشمول، حيث تشمل مختلف المجالات، من الإغاثة العاجلة إلى التنمية المستدامة.
وتعد هذه الجهود تجسيداً لالتزام المملكة الراسخ بتقديم المساعدة للمحتاجين، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو جنسيتهم؛ انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي، وامتداداً للدور الإنساني للسعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال.
ومن خلال التعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة، أولت المملكة أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية لعدد من الشعوب حول العالم، كان محركها فيه الدافع الإنساني فحسب؛ آملة أن تسهم جهودها في إرساء الأمن والاستقرار، وأن يسود السلام كافة أرجاء المعمورة.
ولم تقتصر مساعدات المملكة منذ تأسيسها على أبنائها فقط، وإنما شملت معظم أرجاء العالم، حيث قدمت المساعدات الإنسانية والتنموية والخيرية من منح وقروض ميسرة لكل دول العالم دون تمييز على أساس لون أو دين أو عرق، وكانت المملكة دوما من أكبر عشر دول في العالم تقديماً للمساعدات.
ولإبراز جهود المملكة دولياً، والتزاماً بشفافية المساعدات وحفظ حقوقها في العطاء أسوة بالدول المانحة الكبرى، كانت المنصة السعودية للمساعدات، بمثابة الموقع لتسليط الضوء على نوع وحجم المساعدات المقدمة من السعودية للنازحين واللاجئين داخل المملكة وخارجها.
وبحسب منصة المساعدات السعودية، فإن المبلغ الإجمالي للمساعدات المقدمة بلغ 13.06 مليار دولار، ما يعادل 487.74 مليار ريال سعودي.
وحول عدد الدول الأكثر تلقياً للمساعدات، فإن مصر تصدرت البلدان الأكثر تلقياً للمساعدات من السعودية والتي بلغت 32,488,683,703 دولار، فيما حل اليمن المرتبة الثانية بـ26,355,305,433 دولار، أما باكستان فجاءت في المرتبة الثالثة بـ 12,779,471,019 دولار.
وفي المرتبة الرابعة، جاءت سوريا بـ 7,353,394,598 دولار، أما المرتبة الخامسة فكانت من نصيب العراق بـ7,331,868,611 دولار، لتأتي فلسطين في المرتبة السادسة بـ5,323,034,930 دولار.
وتشمل المساعدات السعودية، المشاريع والمساهمات الإنسانية والتنموية والخيرية والخدمات المقدمة للزائرين (اللاجئين).
وحول المساهمات في المنظمات والهيئات، قالت منصة المساعدات السعودية، إن المملكة ساهمت بـ28 مساهمة مخصصة لـ12 جهة مستفيدة، بمبلغ إجمالي 1.18 مليار دولار أمريكي (4.42 مليار ريال سعودي).
وحول أعلى خمس جهات مستفيدة، تقول المنصة، إن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية تصدر الجهات المستفيدة بـ305.340.276 دولار، فيما حل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في المرتبة الثانية بـ238.601.600 دولار.
أما البنك الإسلامي للتنمية فجاء في المرتبة الثالثة لـ133.471.467 دولار، ليأتي المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا بالمرتبة الرابعة بـ102.743.467 دولار، أما المرتبة الخامسة فكانت من نصيب هيئة التنمية الدولية بـ99.189.333 دولار.
وخصصت المملكة أرقاماً ضخمة للاجئين على أراضيها، قدرت بـ19.09 مليار دولار أمريكي (71.59 مليار ريال سعودي)، مشيراً إلى أن اللاجئين من اليمنيين احتلوا الصدارة بـ10.820.760.929 دولار، أما السوريون فجاؤوا في المرتبة الثانية بـ6.006.949.532 دولار، فيما جاء اللاجئون الروهنغيا بـ2.264.216.164 دولار.
ووفق منصة المساعدات السعودية، فإن من أبرز الجهات هي: هيئة الهلال الأحمر السعودي، وزارة التعليم، وزارة الصحة، الشؤون الصحية بالحرس الوطني، البرنامج السعودي للتنمية وإعمار اليمن، وزارة الخارجية، وزارة المالية، الصندوق السعودي للتنمية، مركز الملك سلمان للإغاثة.
يشار إلى أنه في 5 يوليو الجاري، دشن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في مدينة الريحانية بولاية هاتاي في الجمهورية التركية، البرنامج التدريبي التطوعي للتمكين الاقتصادي للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا.
ويهدف البرنامج إلى تقديم عدد من الدورات المتخصصة في مجال الدعم الاقتصادي يستفيد منه 50 شخصاً من ذوي الدخل المحدود، امتداداً للبرامج الإنسانية والإغاثية التي تنفذها السعودية عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة؛ لمساعدة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا وإيجاد البرامج التدريبية الملائمة وتحسين مستواهم المعيشي.
وقبل أيام، دشن مركز الملك سلمان، أكبر حدث إنساني تطوعي لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي حول العالم وستة برامج تطوعية أخرى لمتضرري الزلزال في سوريا وتركيا.
وأعلن المركز، إطلاق أكبر حدث إنساني تطوعي لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي حول العالم، ممثلاً في برنامج سمع السعودي لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي والمكون من (24) برنامجاً تستهدف (940) مستفيداً من الشعبين السوري والتركي، بالتوازي مع عدد من البرامج التطوعية في مختلف التخصصات من ضمنها الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي، والدعم النفسي، والتمكين الاقتصادي، والسلال الغذائية والحقائب الصحية.
ويستفيد من هذه البرامج أكثر من 5 آلاف فرد من الشعبين، كما يتم العمل على تنفيذ برنامج توفير ألف وحدة سكنية مؤقتة في 3 مناطق في محافظة هاتاي متوقع أن يستفيد منها 5 آلاف فرد إضافة إلى 3 آلاف وحدة سكنية سبق وأن تم تنفيذها مناصفة بين المتضررين في سوريا وتركيا والتي استفاد منها 12 ألف شخص.
ووصلت تكلفة ما تم تقديمه من المملكة ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة للمتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا حتى الآن مبلغ 91.5 مليون دولار أمريكي، ضمن إجمالي مساعدات بلغت تكلفتها 129.6 مليار دولار تم تقديمها لـ169 دولة حول العالم.
ودشن المركز البرنامج التطوعي للدعم النفسي لـ750 فرداً من قاطني المخيمات في مدينة الريحانية التابعة لولاية هاتاي، بهدف تقديم عدد من الدورات المتخصصة في مجال الدعم الاقتصادي يستفيد منه 50 شخصاً من ذوي الدخل المحدود.
وللتأكيد على أهمية مجال فصل التوائم الملتصقة ودوره الأساسي في منح الأمل للتوائم وأسرهم حياة جديدة بعيدا عن الأمراض والتشوهات الخلقية، وتنشئة أجيال قادمة تتمتع بالصحة الجيدة والسلامة البدنية، جاء اعتماد يوم 24 من نوفمبر يوما عالميا للتوائم الملتصقة من قبل الأمم المتحدة، بمبادرة من المملكة العربية السعودية؛ بهدف رفع مستوى الوعي حول هذه الحالات الإنسانية والاحتفاء بالإنجازات في مجال عمليات فصل التوائم الملتصقة.
وعبر البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة، تستقبل المملكة حالات التوائم من جميع الدول حول العالم وتلبي نداءات أهالي التوائم بغض النظر عن العرق أو الانتماء؛ للتخفيف من معاناتهم التي يمرون بها، حتى أضحت المملكة موئلاً لهم.
وفي باب أمل جديد لدعم النازحين قسراً في السودان وتشاد وجنوب السودان، وقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في ديسمبر الماضي، اتفاقية بقيمة 6 ملايين دولار أمريكي لدعم جهود الاستجابة الإنسانية الهادفة لمساعدة النازحين قسراً في تشاد والسودان وجنوب السودان، من خل التقديم المواد الإغاثية الطارئة.
وسوف تقدم المفوضية بموجب هذه الاتفاقية المواد الإغاثية الطارئة والأكثر إلحاحاً المتعلقة بالإيواء، بالإضافة إلى البطانيات والمراتب والأغطية وأدوات المطبخ وغيرها من المواد الإغاثية غير الغذائية، بهدف تحسين الظروف المعيشية لمن هم بأمسّ الحاجة للمساعدة، بالإضافة إلى إعانتهم على الحفاظ على صحتهم وكرامتهم.