تعد العلامة الفارقة بين الماضي والأجيال الجديدة في الاطلاع، حيث يُفضل الجيل الحالي التكنولوجيا الرقمية في مختلف العلوم بعد أن غزت نماذج المحتوى السريع حياة الناس، وتبرمج المتلقي على الفيديو ذي الـ 10 ثوانٍ، والنص الذي لا يتجاوز 200 كلمة، وهو ما انعكس على قدرتهم على الاطلاع عموماً، وأثّر ذلك في معدلات القراءة.
وتسعى دور النشر والجهات الثقافية إلى تشجيع الأجيال وتحفيزها على القراءة، كما تتطلع دور أخرى إلى التنافس في ملعب السرعة والاختصار بتقديم خدمات "ملخصات الكتب الصوتية".
ويلاحظ حضور هذا النوع من وسائل القراءة وانتشاره في معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2022م، ومن ذلك تجربة منصة "وجيز"، التي يروي المسؤولون في جناحها قصة تحوّلها من دار نشر تقليدية إلى تطبيق لموجزات الكتب.
وتحدث مدير الصوتيات في المنصة زيد الحداد، قائلاً: "بدأنا في عام 2009 كدار نشر، واستمرت تجربتنا حتى عام 2019، ثم وجدنا أن الاتساع التكنولوجي العالمي بدأ يوجِد أزمة في التلقي، إضافة إلى حالة التسارع التي ضربت حياة الناس، وجعل الوقت المتاح للجلوس وقراءة شيئاً طويلاً أقل إتاحة من السابق".
وأضاف فيما يخص استجابة "وجيز" للتحول "قررنا في عام 2019 مواكبة هذا التغيير، فأنشأنا تطبيق "وجيز" لتلخيص الكتب صوتياً في 15 - 20 دقيقة مسموعة، ويضاف مع الصوت 10 إلى 15 صفحة مقروءة، ويملك المتلقي الخيار في الاطلاع على الموجَز مسموعاً أو مقروءاً".
وتابع "إن مستهلكي التجربة الموجزة يزدادون بشكل مطّرد في المملكة، بعد أن وصلت التجربة إلينا من الأردن، حتى بات السعوديون هم معظم المستمعين، حيث إن تطبيق "وجيز" يحوي أكثر من 3500 كتاب، إضافة إلى "بودكاست" متخصص في مختلف المجالات والتخصصات، ويُعِد لإضافة القصائد العربية منذ العصر الجاهلي حتى العصر الحالي صوتياً في الفترة المقبلة، مبيناً أن التجربة تضفي لمسة درامية عبر طريقة الإلقاء أو المؤثرات الصوتية، من خلال تعدد القراء الذين يتعاقبون على الأداء ".
كما تبرز تجربة أخرى مشابهة تواكب تلك التقنية، شارك فيها معرض أبو ظبي للكتاب، الذي يوجَد بجناح في معرض الرياض لهذا العام، ضمن مبادرة أُطلقت العام الماضي باسم "أثير الكتب" لتحويل الكتب المقروءة إلى مسموعة.