قال إمام وخطيب جامع ابن القيم بالرياض، الدكتور عايد العقيلي، إن شهر رمضان رافد من روافد الأمن، بل لا يقتصر تأثيره على الشخص فحسب، بل يعم خيراته مَن حوله، كما أنه ضابط لمزعزعات الأمن، سواء بالألفاظ والأفعال.
وأضاف: الأمن مطلبٌ لكل الأمم، ومِنَّة عظيمة من منن الله على خلقه {أولم نمكِّن لهم حرمًا آمنًا يُجبى إليه ثمرات كل شيء}. ورمضان محقق للأمن، ورافد عظيم من روافده "إذا دخل شهر رمضان فُتحت أبواب السماء، وغُلقت أبواب جهنم، وسُلسلت الشياطين".
وتابع "العقيلي": هذا يعود على النفس بالأمن النفسي، والأمن من تسلُّط الشيطان، والطمأنينة والسكون.. ولا يقتصر أثر الصوم الأمني على ذات الشخص، بل يتعداه إلى مَن حوله "الصيام جُنَّة، فإذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه فليقل: إني صائم، إني صائم". فالصوم يهذِّب نفس الصائم، ويملي عليها حُسن التعامل مع الغير؛ فلا تعدي، ولا أذى، ولا جهل، ولا مشاحنة.. وهذا نوع من الأمن المجتمعي.
وأردف "العقيلي": يضبط الصيام مزعزعات الأمن، سواء بالألفاظ أو الأعمال؛ لما له من أثر على واقع الناس بطريق مباشر أو غير مباشر "مَنْ لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
وواصل قائلاً: رمضان يجمع أنواعًا من مقومات الأمن "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر". "فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة". وقال صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه". وقال أيضًا: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه"، ودعاء ليلة القدر "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
مشيرًا إلى أن هذه الأعمال الصالحة ترفع الذنوب وآثارها، التي هي سبب من أسباب زعزعة الأمن بجميع صوره؛ لأنها أعمال ترسخ الإيمان.. قال تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}.
وختم د. "العقيلي" حديثه بقوله: لا شك أن العمل الصالح يضفي على النفس ابتهاجًا وسرورًا بموعود الله، وحُسن الظن به؛ وهذا يسهم في تعزيز الشعور بالأمن والطمأنينة "فيا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر".