تشهد مواقف عديدة وكثيرة، بعضها منشور، وبعضها الآخر لم يُنشر، لإنسانية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منذ أن كان أميرًا للرياض حتى اليوم، وحرصه على المواطن السعودي.
ومن ضمن تلك القصص التاريخية التي يرويها الباحث عبدالله العمراني لـ"سبق" قصة اهتمامه - حفظه الله - ليومين كاملين بالبحث عن مواطن؛ فُقد أثناء رحلة برية. وقصة أخرى توضح حزمه - حفظه الله - إثر توجيه أصدره بعدم قطع المؤجِّر الماء والكهرباء على المستأجرين، وأن عليهم اتباع الطرق الرسمية في استحصال حقوقهم.
ويروي العمراني: "في عام 1383 هـ خرج أحد المواطنين في الرياض للتنزه، وضل طريق العودة؛ وقد تأخر يومين، ولم يعد لأهله. وقد علم أمير الرياض في تلك الفترة (الملك سلمان) بالأمر؛ الأمر الذي دفعه لإرسال فرقة مع عدد من السيارات المجهزة بكل شيء للبحث عن المفقود. وفي الوقت الذي خرجت فيه البعثة للبحث كان الملك سلمان (أمير الرياض آنذاك) قد جهز طائرة للبحث عنه. وحين أوشكت الطائرة على الإقلاع تلقى الملك سلمان نبأ العثور على المواطن وهو بصحة جيدة".
وتابع العمراني: "من ضمن المواقف المنشورة عن الملك سلمان حين كان أميرًا للرياض هو اهتمامه الكبير بالمواطنين، وتلمُّس حاجاتهم، وحزمه. ففي عام 1385 هـ وصلت لإمارة الرياض شكاوى من المستأجرين بسبب قطع المؤجِّرين عن منازلهم الكهرباء والماء؛ الأمر الذي دفع الملك سلمان (الأمير سلمان آنذاك) لنشر إعلان عن ذلك".
وأضاف: "أعلن الملك سلمان ما نصه: يعلن أمير منطقة الرياض أن شكاوى المستأجرين عمومًا قد كثرت بسبب لجوء بعض المؤجرين (المُلاك) إلى قطع التيار الكهربائي أو الماء عن المستأجرين بغية إجبارهم على الإخلاء، أو مضايقتهم عند عدم دفع الإيجار. وبما أن لهذا التصرف خطورته، ولما للماء والكهرباء من أهمية في حياة الأفراد والأسر اليومية، فإننا نخطر كل مالك مؤجر بعدم الإقدام على مثل هذا التصرف بتاتًا".
وتابع: "على المؤجر مراجعة الجهات المختصة لاستحصال حقه من المستأجر دون جلب المضرة عليه بقطع الكهرباء أو الماء. وإن من يثبت مخالفته أمرنا هذا فإننا سنضطر آسفين لتطبيق العقوبات الرادعة عليه".
يُذكر أن الملك سلمان بن عبدالعزيز بدأ حياته السياسية في شهر 11 رجب من العام 1373هـ عندما تولى إمارة منطقة الرياض بالإنابة خلفًا لأخيه الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، قبل أن يتم تعيينه رسميًّا أميرًا للرياض في الــ25 من شعبان للعام 1374هـ، واستمر حاكمًا للرياض حتى العام 1380 للهجرة حينما تقدم بطلب إعفائه من منصبه.
وفي الــ10 من رمضان في العام 1382 للهجرة أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز مرسومًا ملكيًّا بتعيين الملك (الأمير سلمان آنذاك) أميرًا لمنطقة الرياض مرة أخرى.
وفي التاسع من ذي الحجة للعام 1432هـ أصدر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز مرسومًا بتعيين الملك سلمان (الأمير آنذاك) وزيرًا للدفاع خلفًا للراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز، قبل أن يختاره خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وليًّا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع في الــ18 من يونيو للعام 2012 إبان وفاة الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز. كما كان الملك سلمان قريبًا جدًّا من جميع ملوك البلاد؛ فهو مستشار وناصح وموجه، بدءًا من والده المؤسس حتى رحيل أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز.