قال الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز: إن إطلاق القمرين الصناعيين "سعودي سات 5أ" و"سعودي سات 5ب"، اليوم الجمعة، على متن الصاروخ الصيني "Long March 2D" من قاعدة جيوغوان بجمهورية الصين الشعبية؛ هو إنجاز وطني يُبنى على إنجازات كبيرة بدأت قبل سنوات في مجال برامج وعلوم الفضاء.
وثمّن الأمير الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لدعم علوم وأبحاث الفضاء؛ لافتاً إلى أن إطلاق القمرين الصناعيين يُعد نقلة جديدة في مجال اهتمام الدولة بالبرامج المتعلقة بعلوم وأبحاث الفضاء، ويتواكب مع الطفرة الحضارية التي تشهدها المملكة على جميع المستويات؛ منوهاً بجهود مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في تطوير تقنيات الأقمار الصناعية وعلوم الفضاء.
وأكد أن المملكة تعد اليوم من الدول المتقدمة في المنطقة في مجالات علوم وتقنيات الفضاء، بما تتبناه من مشروعات طموحة تتعلق بتقنيات الفضاء وعلومه والأبحاث والدراسات المتعلقة باستكشاف الفضاء؛ لافتاً إلى أن الدولة تتجه للتوسع في هذا المجال بما في ذلك إنشاء كيان مستقل لهذا المسار الاقتصادي والعلمي المهم لمواكبة الخطط التي تستعد المملكة لتنفيذها في مجالات صناعة الفضاء.
وأشار إلى أن هناك إقبالاً من الشباب السعودي على علوم الفضاء والتطبيقات والتقنيات المتعلقة بذلك؛ مؤكداً أهمية أن ترسل المملكة رواد فضاء يشاركون في الأبحاث العلمية في المجالات التقنية المتقدمة، ومتطلعاً لرؤية رواد فضاء من العلماء السعوديين يشاركون في محطة الفضاء الدولية وغيرها من البرامج المهمة.
ولفت الأمير سلطان بن سلمان إلى أن هذا الإنجاز يعكس رغبة المواطنين السعوديين وقدرتهم على التميز والريادة في جميع المجالات، وعزمهم على تخطي الصعاب؛ مؤكداً أن قوة الدولة السعودية تكمن في أبنائها المخلصين، وأن المواطن هو الشريك الأساسي في نهضة وتقدم هذه البلاد المباركة.
وعززت المملكة علاقتها بعلوم الفضاء منذ أكثر 33 عاماً منذ أن شارك الأمير سلطان بن سلمان في رحلة المكوك الفضائي ديسكفري (إس تي إس جي 51) في 17 يوليو عام 1985م؛ وتقديراً لجهوده التي قدمها لفترة طويلة في مجال الفضاء، منحته جمعية مستكشفي الفضاء في سبتمبر 2014 جائزة مستكشفي الفضاء ووسام الجمعية، خلال مؤتمرها السابع والعشرين الذي عقد في العاصمة الصينية بكين.
ويعد "سلطان بن سلمان" عضواً مؤسساً لجمعية مستكشفي الفضاء، التي تأسست عام 1405 (1985م)، وتضم في عضويتها أكثر من 400 رائد فضاء من 37 دولة، وتهدف إلى توفير منتدى للحوار والتواصل بين رواد الفضاء، ودعم علوم الفضاء، وتعزيز الوعي البيئي، وتشجيع التعاون الدولي في استكشاف الإنسان للفضاء، وتقديم المنح والدراسات في مجالات عملها للناشئة والباحثين.
وكان الأمير سلطان بن سلمان قد اقترح قبل أكثر من 10 أعوام وتحديداً في عام 1429هـ، وضع برنامج مشترك لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية؛ للبدء في التحضير لمشاركة المملكة في محطة الفضاء space station، والعمل على وضع أول عالم سعودي على المحطة خلال ثلاث سنوات ضمن برنامج أبحاث مركز.