يوميًّا يتمّ تداول الكثير من الإعلانات عن الفرص الوظيفية أو الدعوة للتقديم عليها عبر روابط، قد تصحّ وقد لا تصحّ، ومن خلال تدفق كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو تطبيقات مثل الواتس آب، وبعضها قد لا تحظى بصفة رسمية أو مقبولة، بل تدخل في دائرة الاجتهادات أو البحث عن متابعين، أو غير ذلك من الأسباب.
حول التقديم عبر تلك الروابط والفرص؛ يقول لـ"سبق" الكاتب الاقتصادي والمختصّ في الموارد البشرية، بندر السفيّر: أولًا فيما يتعلق بآلاف الوظائف التي ذكرتها والتي تعلن إلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سواء Twitter، أو الإنترنت، أو الوسائل الأخرى Instagram، سناب، إلى آخره؛ هي إن لم تكن من مواقع الشركات الرسمية، فهي تعبر عن اجتهادات أصحاب الحسابات في اجتهادات عشوائية من حسابات مختصّة وغير مختصة تنشر هذه الإعلانات، وبالتأكيد ليست أرقامًا دقيقة ولا تمثل وضع السوق تمامًا؛ لأن جزءًا كبيرًا من هذه الإعلانات وهمي يبحث عن مشاهدات، ويبحث عن متابعات، وإلى آخره، وجزء منها مكرّر وينتشر، وجزء منها حقيقي أيضًا.
وحول الحلول يضيف "السفيّر": من أجل ذلك تعمل الدولة على تنظيم هذا الأمر، وفي فبراير عام "2021م" صدر قرار مجلس الوزراء بتأسيس المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف "جدارات"؛ وهي المنصة الحكومية الوحيدة المسؤولة عن إعلان الوظائف للقطاعين العام والخاص، وستربط أيضًا بقواعد البيانات في جدارات، وستربط أيضًا في طاقات وغيرها، بحيث يكون فيها مستوى العرض والطلب من الوظائف والباحثين عن عمل هذه ستنظم العمل. وأعتقد: نحن في المراحل الأخيرة من عملية إطلاق هذه المنصة التي سبق وأطلقت بشكل مبدئي وتجريبي. وأعتقد فور إطلاقها رسميًّا ستقضي على أي إعلانات غير رسمية وبدون أذونات الشركات ومصادر الوظائف الفعلية، وحتى لا يتم استغلال بيانات يقدمها الباحث عن عمل.
ويحذّر المختصّ في الموارد البشرية من الدخول على أية روابط غير موثّقة أو رسمية، مضيفًا: "في حال تشغيل المنصة الوطنية الموحدة سيمنع الإعلان عن أي وظائف، وإن حدث سيعتبر مخالفًا للنظام. ونصيحتي للباحثين عن عمل تجنب المواقع غير الرسمية، وعدم الدخول على أي رابط، إلا إذا كان موثقًا أو رسميًّا؛ فبعض من يرسل هذه الروابط قد يستغلّ بيانات الباحث عن عمل لأغراض أخرى، وبعضهم بحسن نية يستمرّ في عمليات الإرسال وإعادة المشاركة دون التأكد والتحقق.
وفي مسار موازٍ ينصح الكاتب المقبلين على المقابلات الشخصية في الفرص الوظيفية، بتجنب ما وصفه بإشكاليات بسيطة ولا يتم الانتباه لها؛ مثل عدم البحث في تاريخ الجهة التي يودّ التقديم على فرصها الوظيفية، والحصول على معلومات أساسية.
مضيفًا: "قابلنا الآلاف.. قلّة من يحضر بشكل منضبط ويستطيع التواصل بشكل صحيح. جزء كبير لا يقدم نفسه كما يجب من خلال المقابلة الشخصية، وهذه مشكلة تقلّل فرصة بشكل كبير. صندوق تنمية الموارد البشرية والوزارة يوفرون عبر مواقعهم تطبيقات تساعد وتنمي المهارات هنا. وأعتقد هناك كثير من المعلومات والدورات والنصائح التي تساعد على تعزيز دخول المقابلة الشخصية. وأتمنّى في هذه الجزئية أن منشآت التعليم العالي والجامعي، سواء إن كانت معاهد أو مراكز أو جامعات أو كليات أن تقوم بتأهيل الطلاب والطالبات قبل الدخول لسوق العمل بهذا النوع من المهارات؛ ومن ذلك مهارات إعداد السيرة الذاتية ومهارات تجاوز المقابلة الشخصية، ولا يجب أن يتخرّج من الجامعة دون ذلك الأمر الآخر تعزيز برامج التدريب التعاوني، أو التدريب الصيفي للمرحلة الجامعية؛ فنجد أن برامج التدريب التعاوني ليست كما يجب، بل ضعيفة جدًّا لا يستفيد منها الطالب بشكل كبير. وهنا نشير إلى أن الجامعات المتميزة تهتمّ بفصول التدريب التعاوني، وبالتالي ينعكس ذلك على مخرجات تعليمها".