استشاري الطب الشرعي لـ"سبق": ملاحظات دقيقة تكشف هوية الجثث الغامضة في الصحراء.. ونحتاج طبيبات في التخصص

استشاري الطب الشرعي لـ"سبق": ملاحظات دقيقة تكشف هوية الجثث الغامضة في الصحراء.. ونحتاج طبيبات في التخصص
تم النشر في

في خطوة لافتة، كشف الدكتور طارق الضويحي، استشاري الطب الشرعي ومدير مركز الخدمات الطبية الشرعية بمنطقة الجوف، أن عدداً من القضايا الغامضة جرى حلّها باستخدام ملاحظات بسيطة وأدوات تقليدية دون الحاجة لأجهزة معقدة أو باهظة الثمن، مؤكدًا أن الملاحظة الدقيقة وحكمة الطبيب قد تكون مفتاح حلّ أكثر القضايا غموضًا.

وأوضح “الضويحي” في حديثه لـ”سبق” أن العرض الذي قدّمه خلال مشاركته في القمة العالمية للتميز في العلوم الطبية الشرعية (GFEX 2025)، التي نظمها مركز الخدمات الطبية الشرعية بوزارة الصحة، واستمرت ثلاثة أيام بالرياض ، تضمّن حالتين وقعتا في الصحراء، تمكن خلالها الأطباء من تحديد هوية الجثث عبر وسائل بسيطة. وقال: “في الحالة الأولى، وُجدت جثة في الصحراء دون أي معالم تعريفية، وبعد ملاحظة بسيطة قمنا بالحفر تحت الجثة، فعثرنا على هاتف. وبجهود الأدلة الجنائية استُعيدت البيانات واكتُشفت هوية الجثة، وأضاف أن الحالة الثانية كانت لجثة متحنطة عُثر عليها في منطقة نائية من قِبل مجموعة من متعقبي الصقور. وتابع: “رغم مرور فترة طويلة، استخدمنا محلول الملح العادي (Normal Saline) لتليين اليد، ثم ثبّتناها بالفورمالين واستطعنا استخراج بصمة دقيقة كشفت أن الجثة لعامل آسيوي مفقود منذ عام.” وأكد “الضويحي” أن هذه التجارب أثبتت أن الذكاء في الملاحظة والروية العلمية أهم من الاعتماد على الأجهزة الحديثة فقط، مشيرًا إلى أن الطبيب الشرعي “يمزج بين العلم والخبرة والحكمة لفكّ طلاسم القضايا بعيدًا عن التكهنات”.

واستعرض “الضويحي” قصة إحدى القضايا الصعبة التي واجهها، مبينًا أن بلاغًا ورد عن وفاة عامل ، وبدت الحالة في البداية طبيعية، لكن وضعية الجثة غير المألوفة أثارت الشك. وبعد الفحص، تبيّن وجود طلق ناري داخل القلب، وأن الجثة غُسلت وأُلبست ملابس جديدة لإخفاء الجريمة. وأوضح أن الجاني اعترف لاحقًا بارتكاب الجريمة بسبب خلاف بينهما ،

وفي ختام حديثه، شدّد “الضويحي” على أن الطب الشرعي في المملكة يشهد تطورًا كبيرًا بفضل دعم وزارة الصحة وتنظيم المؤتمرات العلمية، مؤكدًا أن المجال أصبح جاذبًا للخريجين والخريجات على حد سواء، لكنه أضاف: “ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الطبيبات في هذا التخصص، خاصة في مجال الطب الشرعي الإكلينيكي، الذي يتطلب العنصر النسائي بشدة.”

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org