

يؤكّد كريستيان ساهنر، الأمين الوطني لمنح رودس، أن حضور الدارسين السعوديين في جامعة أكسفورد عبر برنامج منح رودس أصبح نموذجًا بارزًا للتميز الأكاديمي والقيادي منذ انضمام المملكة إلى البرنامج عام 2018. ويشير إلى أن الدفعات السعودية التي التحقت بالمنحة أظهرت نضجًا علميًّا ووعيًا مجتمعيًّا، حيث يجمع هؤلاء الطلاب بين التفوق في دراستهم والانخراط الفعّال في الأنشطة اللامنهجية، ما يعكس قدراتهم المتعددة ويبرز استعدادهم لصنع أثر يتجاوز حدود القاعات الأكاديمية.
ويرى ساهنر أن ما يميز المتقدمين السعوديين هو انتماؤهم إلى جيل يعيش مرحلة تحوّل تاريخية في المملكة، بما تحمله من فرص اجتماعية وثقافية واقتصادية غير مسبوقة، تتيح للشباب آفاقًا واسعة للتطوير والإبداع. ويساهم هذا المناخ، برأيه، في تعزيز طموحات الطلاب السعوديين وزيادة دافعيتهم للقيادة والتأثير، وهو ما يتوافق تمامًا مع فلسفة برنامج رودس الهادفة إلى تطوير قادة عالميين يمتلكون رؤية وخبرة وشغفًا بالتغيير الإيجابي.
ومنذ بدء مشاركة المملكة، تم اختيار 17 دارسًا سعوديًا حتى اليوم، وقد مثّلوا المملكة والمنطقة خير تمثيل في أكسفورد وفي مجتمع رودس العالمي. ويصفهم ساهنر بأنهم سفراء فاعلون للثقافة السعودية، يقدمون صورة معاصرة للشباب السعودي الطموح والمنفتح على العالم. كما يساهم تنوع خلفياتهم الأكاديمية في إثراء مجتمع رودس؛ فبينما برز العديد منهم في مجالات العلوم والهندسة والتقنية والرياضيات (STEM)، إلا أنهم أيضًا يمتلكون حضورًا في تخصصات أخرى، مع حرص البرنامج على تشجيع مزيد من التميز في العلوم الإنسانية والاجتماعية التي تتمتع فيها أكسفورد بريادة عالمية.
وفيما يتعلق بالدعم المقدَّم للدارسين السعوديين، يوضح ساهنر أن وجودهم في أكسفورد يتيح لهم الانخراط في مجتمع عالمي واسع، يساعدهم على تطوير رؤيتهم المهنية ومسارات تأثيرهم المستقبلية في المملكة والعالم. ويتم ذلك من خلال العلاقات التي يبنونها مع زملائهم من مختلف الدول، إضافة إلى البرامج النوعية التي يقدمها رودس هاوس من محاضرات وورش عمل وحوارات تفاعلية، والتي تسهم في صياغة وعي أعمق بالأدوار القيادية والمسؤوليات المجتمعية.
أما فيما يخص المتقدمين السعوديين في المستقبل، فيؤكد ساهنر ثقته الكبيرة بالمواهب الواعدة في المملكة، مشيرًا إلى أن رودس لا يبحث عن "قالب واحد للتميز"، بل يرحّب بجميع أشكال التفوق الأكاديمي والقيادي والشخصي. ويوجه نصيحة مباشرة للراغبين بالالتحاق: "كونوا أنفسكم، واشرحوا ما يلهمكم، وما يجعلكم فريدين، وكيف تطمحون إلى إحداث تغيير إيجابي في العالم." ويرى أن الشغف الأصيل والقدرة على التعبير عن رؤية واضحة هما مفتاح النجاح في الترشح للمنحة.
يؤكد ساهنر تفاؤله بمستقبل الشراكة الأكاديمية بين رودس ترست والمملكة، مؤكّدًا أن الدارسين السعوديين سيواصلون دورهم المؤثر في المملكة وخارجها، خاصة في ظل التحولات الوطنية الطموحة التي تفتح آفاقًا جديدة لقيادة التغيير والإسهام في التنمية المستدامة.