أكد المحلل السياسي يحيى التليدي، أن السعودية وفرنسا ترتبطان بعلاقات تاريخية ومميزة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، مضيفاً: "انطلاقاً من هذه الصداقة ورابط التعاون الوثيق بين المملكة وجمهورية فرنسا، يقوم سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، بزيارة رسمية إلى فرنسا، ومعه وفد سعودي كبير، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية القديمة والمتجددة التي تربط بين البلدين".
وأوضح لـ"سبق" "هذه الشراكة تم التأكيد عليها في اللقاءات المختلفة التي جمعت الرئيس الفرنسي وولي العهد وجاء أوسع عرض وتفصيل لطموحات البلدين في هذا السياق في البيان المشترك الذي صدر بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس ماكرون للمملكة في ديسمبر عام 2021، ولعلّ أبرز ما ورد في ذلك البيان المهم هو التأكيد على ضرورة التقييم المتواصل للتهديدات التي تتناول مصالح البلدين والاستقرار الإقليمي وارتياحهما للشراكة التاريخية وعزمهما على تعزيز الحوار والتلاقي الاستراتيجي".
وأضاف: "ويحرص البلدان على التشاور وتنسيق المواقف حيال العديد من القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، في مقدمتها تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وتتوافق وجهات نظر الجانبين السعودي والفرنسي حول العديد من القضايا، ومنها أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية في لبنان كمطلب دولي لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للبنان بعيداً عن التدخلات الخارجية، وأيضاً ضرورة وقف الاقتتال بين طرفي الصراع في السودان وإيجاد حل سلمي للأزمة، كما تدعم فرنسا جهود التهدئة التي تقودها المملكة في هذه الأزمة".
وتابع: "وتأتي مشاركة الأمير محمد بن سلمان في القمة المنتظرة "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد" التي تنظمها فرنسا الأسبوع المقبل تأكيداً لما يحظى به سمو ولي العهد من ثقل سياسي ومكانة دولية رفيعة، ولما تتمتع به المملكة من ثقل سياسي واقتصادي وأمني عالمي، ودورها القيادي والمحوري في حل النزاعات الإقليمية والدولية".
واختتم: "واليوم نرى أن عدد الدول التي أيدت إقامة "إكسبو 2030" في المملكة أكثر من 80 دولة ومنظمة، ومن ضمن هذه الدول فرنسا، ومؤكد أن المملكة تقدّر تأييد فرنسا لترشح مدينة الرياض لاستضافة هذا المعرض الدولي ويعكس هذا الدعم تنامي وتطور العلاقات والتعاون بين البلدين".