لا تدخر السعودية جهدًا في الاهتمام بضيوف الرحمن، الذين غادروا ديارهم، سواء داخل السعودية أو خارجها، وقَدِموا إلى الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج؛ إذ وضعت الخطط والبرامج، ووفرت الخدمات لملايين الحجاج.
وأكثر ما يشغل بال السعودية في مواسم الحج تعزيز الأمن والسلامة لهؤلاء الحجاج منذ اللحظة الأولى التي قَدِموا فيها إلى السعودية حتى مغادرتها سالمين غانمين بعد أداء شعيرتهم بيسر وسهولة.
وما زالت الجهود الأمنية مستمرة فيما يتعلق بتوافد ضيوف الرحمن عبر مراكز الضبط الأمني والطرق المؤدية إلى العاصمة المقدسة استعدادًا ليوم عرفة اليوم السبت، ومن بعده أيام التشريق الثلاثة.
وعامًا بعد آخر تحرص السعودية على تفعيل وتوظيف أحدث التقنيات التي تُسهّل على الحجاج أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. هذا التوظيف لم يقتصر على الداخل السعودي، وإنما يبدأ من الدول التي قَدِم منها الحجاج. ومثال ذلك مبادرة طريق مكة، التي تم تفعيلها في عدد كبير من الدول الإسلامية بهدف التخفيف على الحجاج إجراءات القدوم إلى السعودية.
توظيف التقنيات الحديثة طال الكثير من المواقع والأجهزة العاملة في خدمة الحجيج، منها -على سبيل المثال- مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج، الذي استخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتشغيل 8000 كاميرا موزعة في المنطقة المركزية، والعاصمة المقدسة، والمشاعر المقدسة.
وتراقب الكاميرات أكثر من 500 مراقبة لحظية، تهدف إلى حفظ الأمن، وتنظيم الحشود، وتفعيل الخطة المرورية والطوارئ خلال موسم الحج.
والمركز مدعم بأحدث التقنيات، ويعمل على مدار الساعة، بالتنسيق مع القوات على أرض الميدان.
ويضاف إلى ما سبق أن هناك ارتباطًا وثيقًا ومباشرًا مع القطاعات الأمنية لتوزيع المهام، والمتابعة اللحظية والفورية لإدارة حشود الحجاج، وتنفيذ الخطط الأمنية بشكل كامل، إضافة إلى الربط مع مركز العمليات الأمنية في المسجد الحرام، والربط المباشر مع مركز العمليات الموحد 911.
الاهتمام بأمن الحجاج وسلامتهم من المبادئ التي تتمسك بها السعودية، وتبذل من أجلها كل غالٍ ونفيس. ويترجم هذا المبدأ الأفعال لا الأقوال، من خلال ترسيخ خدمة ضيوف الرحمن، ومشاركة جميع جهات الدولة وقطاعاتها في هذا المسار، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وبإشراف مباشر ومتابعة شخصية على مدار الساعة من سمو ولي العهد -حفظه الله- لضمان أداء الحجاج مناسكهم بيسر وسهولة؛ وهو ما دفع سموه للاعتذار عن عدم حضور اجتماع مجموعة السبع؛ للإشراف المباشر على فعاليات موسم الحج، وراحة ضيوف الرحمن.