أوضح المحلل السياسي يحيى التليدي؛ أن العلاقات السعودية البولندية ليست ناشئة أو وليدة اللحظة، بل يصل عمرها لـ 93 عاماً، عندما قررت بولندا أن تكون ضمن أوائل الدول التي أقامت علاقات رسمية مع المملكة في عام 1930.
وأضاف التليدي؛ يمكن القول إن زخم العلاقات بين المملكة وبولندا، البوابة الشرقية للاتحاد الأوروبي، انطلق في أواخر التسعينيات لتكون بداية مرحلة جديدة على الأصعدة كافة، حيث تبادلتا الدولتان الزيارات رفيعة المستوى والتعاون المشترك لتوطيد العلاقات بينهما.
وقال لـ "سبق"، "اقتصادياً وفي ظل وجود اللجنة السعودية البولندية المشتركة تشكل الوفود التجارية والاستثمارية جسراً حيوياً بين الرياض ووارسو، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من ٤ مليارات دولار العام الماضي، وتحظى بولندا باستثمارات في مجال الطاقة لشركة أرامكو التي تستحوذ على ٣٠% من ثاني أكبر مصفاة في بولندا".
ولفت إلى أنه "مع هذه العلاقات المتميزة بين الرياض ووارسو والتنسيق المشترك بين البلدين تمرّ عبر الحدود البولندية مساعدات المملكة الإنسانية إلى أوكرانيا لتخفيف معاناة الشعب الأوكراني".
وأضاف التليدي، "اليوم تتعدّد أسباب الشراكة والصداقة بين الرياض ووارسو وتعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين في مختلف المجالات هو محور دائم للنقاش بين الطرفين".
وأكّد أن زيارة رئيس الوزراء البولندي إلى الرياض تكتسب أهمية بالغة كونها تأتي بعد مرور 10 أعوام على الزيارة السابقة، كما تتزامن مع مستجدات مهمة في ملف الأزمة الروسية الأوكرانية، إذ يشترك البلدان في التطلع إلى إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة".
واختتم بأن "الرياض بسياستها العقلانية والمتوازنة استطاعت أن تكون الوسيط في الأزمة في وقت فشل فيه كثير من البلدان الغربية، خصوصاً في أن تلعب أي دور للتهدئة، وهذا الموقف السعودي المتزن قد يكون مستقبلاً أساساً لربط الحوار بين أطراف الأزمة وإيجاد منطقة تفاهم وحل".