مفاجآت بحر وصدمة الموت.. صياد يشق البحر منذ المراهقة: "مهنة أنقذتني من البطالة"
ما بين أهوال البحر ورحلة البحث عن لقمة العيش يقضي الصياد سالم حكمي، سنوات عمره منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره، حيث بدأ رحلته في المهنة الشاقة متعلمًا من كبار السن من الصيادين في مرفأ قوز الجعافرة التابع لمحافظة صبيا بمنطقة جازان.
ويروي الصياد سالم حكمي بداياته في حديثه لـ"سبق" قائلاً: "كنت أتعلم مع كبار السن، وأواصل تعليمي الدراسي، واقترضت من الصندوق الزراعي لشراء مركب ليصبح مصدر رزقي الوحيد على الرغم من حصولي على شهادة جامعية، ولكن لم أقبل بالمكوث في المنزل وانتظار الوظيفة لاعتبار أنني مسؤول عن أسرتي".
ويقول "سالم" إن الأقساط تعد مثقلة لكاهل الصياد المقترض، خصوصًا مع التغييرات والأوضاع الحالية التي لا يستطيع معها كل صياد أن يعتمد على مركبه وصيده من أجل لقمة العيش.
وأوضح "سالم" أن الصيد لم يعد رافده كبيرًا كما كان مع منافسة المراكب الكبيرة، بالإضافة إلى ظروف الطقس التي تدهم الصيادين أحيانًا وتمنعهم من الخروج للصيد أو تحتجزهم في جزيرة من الجزر لفترة طويلة.
وأشار "سالم" إلى أن المفاجآت التي قد تواجه الصياد كثيرة، خصوصًا من البحر أو أحداث أسرية أثناء وجوده في البحر وانقطاعه عن العالم لأيام طويلة في موسم صيد الكنعد "الضيرك"، ومنها ما تعرض له من صدمة عندما توفيت والدته، حيث لم يعلم بخبر وفاتها حتى وصوله لجزيرة ليلتقط منها إحدى شبكاته، ووصلته بعض التعازي، مما شكل صدمة امتدت لفترة طويلة يفكر فيها قبل خروجه للبحر، حيث يقضي أحيانًا ثلاثة أيام خلال رحلة الصيد بموسم الكنعد "الضيرك".