استطاعت المملكة العربية السعودية أن تُمكِّن المرأة من إبراز دورها في المجتمع، ومن نيل جميع حقوقها في التعليم والعمل، مع تمسُّك السعودية بالمبادئ والقيم الدينية الإسلامية، ودون المساس بالشريعة الإسلامية والزي الإسلامي للمرأة.
وتعتمد أنظمة المملكة العربية السعودية المستمدة من الشريعة الإسلامية على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، مع مراعاة خصائص وسمات كلا الجنسين؛ وذلك من أجل تحقيق العدل؛ إذ برزت المرأة المسلمة في جميع المجالات بالسعودية، كالشِّعر والأدب والطب والتمريض، حتى وصلت إلى الفضاء رائدة فضاء.
وتؤمن السعودية بأن تكامل العلاقة بين الرجل والمرأة هو تعزيز وحماية لحقوق الإنسان، وتنفيذ لوصايا الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ أكدت الشريعة الإسلامية الحق المشروع للمرأة في التعلُّم والعمل، كما ظهر ذلك في العهد النبوي والعهود الإسلامية اللاحقة.
وقدمت السعودية أساليب الدعم كافة، الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتكنولوجي، للمرأة في سبيل إبراز مهاراتها، وتنفيذ أفكارها المتميزة والمبتكرة.. كما وقفت السعودية وراء المرأة حتى أخرجت نماذج متميزة، منها للمثال لا الحصر: الدكتورة خولة بنت سامي الكريع عالمة سعودية، كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، التي عُينت عضوًا في مجلس الشورى السعودي عام 2013م. وفي عام 2007 فازت الدكتورة خولة بجائزة هارفارد للتميز العلمي.
يُشار إلى ريانة برناوي أول رائدة فضاء عربية مسلمة تصل إلى محطة الفضاء الدولية، وكانت واحدة من سعوديَّين اثنَين بين طاقم مهمة أكسيوم-2 الفضائية الخاصة، الذي حمله صاروخ سبيس إكس فالكون-9 إلى الفضاء من الولايات المتحدة، وهي باحثة في العلوم الطبية الحيوية.
ومن النماذج المتميزة مشاعل الشميمري المهندسة السعودية التي تعمل في مجال هندسة الطائرات والمراكب الفضائية والصواريخ، التي حصلت على جائزة المرأة الملهمة عام 2015م من جائزة المرأة العربية، وتعد أول سعودية تلتحق بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وتشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية منذ سبتمبر 2022م، وهي أول سعودية تفوز بهذا المنصب.
واشتملت رؤية السعودية 2030م على إبراز دور المرأة في المجتمع السعودي والعربي؛ إذ أعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رؤية 2030 عام 2016م، التي حدد ضمن أهدافها دعم انخراط المرأة في جميع أوجه الحياة العامة، وزيادة عدد النساء في القوى العاملة من 22 في المئة إلى 30 في المئة بحلول عام 2030م.
يأتي ذلك لقناعة سموه بأن إسهام المرأة يُعزز من المشاريع التنموية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية الراهنة. ومنذ ذلك الوقت ارتفع عدد النساء السعوديات في القوى العاملة بشكل ملحوظ؛ إذ بلغت نسبة النساء العاملات 34.5 في المئة عام 2022م.
ولتعزيز دور المرأة السعودية في الاقتصاد المحلي اتخذت الحكومة عددًا من التدابير لدعم المرأة العاملة، مثل توسيع مرافق رعاية الأطفال، وتقديم حوافز مالية للشركات التي توظف المزيد من النساء.
ولا يزال تقدُّم المرأة السعودية في التعليم جاريًا؛ إذ سمح لها في عام 2019م بالانضمام إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن التي كانت مخصصة للطلاب فقط. وفي عام 2017م، والذي يليه، تولت أول امرأة سعودية منصب رئيس جامعة تُقدِّم دراساتها لكلا الجنسين.
وبلغت نسبة السعوديات المتعلمات في عام 2019م 91%، كما احتلت المرأة السعودية المرتبة الأولى عربيًّا والعاشرة عالميًّا من ناحية التعليم ضمن عشرين دولة وفقًا لتصنيف مؤشر سبيكتور إندكس.
وأقرت السعودية مشاركة المرأة السعودية في الترشح والانتخاب لعضوية المجالس البلدية في عام 2011، ودخل القرار حيز التنفيذ في عام 2015م. وفي 12 ديسمبر عام 2014م صدر أمر ملكي ينص على أن تكون المرأة عضوًا يتمتع بالحقوق كاملة العضوية في مجلس الشورى، وأن تشغل نسبة 20% من مقاعد العضوية كحد أدنى.
هكذا استطاعت السعودية أن تشارك المرأة فيها في جميع مجالات الحياة والعمل والدراسة، مع تمسُّك المرأة السعودية بالمبادئ والقيم الدينية والزي الإسلامي المحتشم، وخرجت برؤية توافقية عصرية، تجمع بين أهداف التنمية وحقوق المرأة في الإسلام.
ومن الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تستضيف اليوم الاثنين المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك في مدينة جدة.
ويهدف المؤتمر، الذي تنظمه منظمة التعاون الإسلامي لمدة ثلاثة أيام، إلى تسليط الضوء على نجاحات المرأة المسلمة. كما يركز على إبراز دورها ومساهمتها في التنمية، والرد على الشبهات والمغالطات التي تنتقص من حقوق المرأة في الإسلام، مع تأكيد أن التعاليم الإسلامية تنصف المرأة دائمًا وابدًا.
وتدل هذه الاستضافة على مدى حرص المملكة العربية السعودية، وقيادتها الرشيدة، ودورها الفعال من أجل تعزيز مكانة المرأة، وتمكينها في مجالات التنمية والعمل كافة.