في الاجتماع الطارئ لـ"التعاون الإسلامي".. إدانات واستياء تُجاه إحراق نسخ من المصحف في أوروبا

أكدت أنه يعدُ استفزازاً ودعت إلى تحرك مشترك لوقف تكراره
المندوب السعودي الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي الدكتور صالح السحيباني
المندوب السعودي الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي الدكتور صالح السحيباني
تم النشر في

أكد المندوب السعودي الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي الدكتور صالح السحيباني أنَّ المملكة العربية السعودية، وبحكم رئاستها للقمة الإسلامية واللجنة التنفيذية، تأمل من الاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنتها التنفيذية الذي في مقرها بجدة اليوم، وذلك للتعبير عن موقف المنظمة الموحد تجاه إحراق نُسخ من المصحف الشريف، أن يبلور تحركاً مشتركاً وأن يتخذ موقفاً إسلامياً موحداً في إطار منظمة التعاون الإسلامي لوقف تلك الأعمال الدنيئة وتفعيل دور مرصد الإسلاموفوبيا وتحريك مكاتب المنظمة في الخارج للعمل في هذا الاتجاه.

وأشار إلى أن الاجتماع يأتي لبحث تكرار الأفعال الشنيعة وللتعبير عن المواقف الموحدة ضد عملية وتدنيس حرق القرآن الكريم الأخيرة، والتي تشكل في مجملها استفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين وتؤجج الفتن وتخدم دعاة التطرف.

وأكد "السحيباني" أنَّ تلك الأفعال الدنيئة لا يمكن اعتبارها سوى إهانة وازدراء للمسلمين كافة، كما أنها تتعارض بشكلٍ صارخ مع المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية لكافة الشعوب المحبة للسلام والتعايش.

ولفت إلى أنَّ تكرار تلك الأفعال في غير مكان يثير العديد من التساؤلات حول تهاون بعض الحكومات في الحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا وعدم اتخاذها للتدابير اللازمة حيال وقف الاستفزازات ومعاقبة مرتكبيها بدعوى حرية التعبير عن الرأي، فيما نعرف جميعاً أن تلك الحريات تضيق في موضوعات أخرى ندركها جميعاً.

وأوضح أن المملكة عبرت عن إدانتها ورفضها المطلق لهذه التصرفات المستفزة لمشاعر ملايين المسلمين في مختلف أصقاع المعمورة، مشيراً إلى أن المملكة تجدد مواقفها الثابتة الداعية إلى نشر قيم الإسلام السمحة القائمة على الحوار والتعايش ونبذ كل دواعي والتطرف والكراهية.

ودعا المندوب السعودي الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة القيام بالعمل النوعي الجاد ومن خلال منظمة التعاون الإسلامي والأجهزة التابعة لها نحو إبراز الدور المحوري الذي لعبه الإسلام في تنمية وازدهار كثير من الشعوب والحضارات عبر التاريخ، وإلى العمل على نشر رسالة السماء الهادفة إلى تلك الشعوب من خلال تنظيم المعارض الثقافية وتبني الفعاليات المؤثرة.

وكانت منظمة التعاون الإسلامي قد عقدت اجتماعاً استثنائياً مفتوح العضوية للجنتها التنفيذية في مقرها بجدة اليوم الثلاثاء، وذلك للتعبير عن موقف المنظمة الموحد تجاه إحراق نُسخ من المصحف الشريف في السويد وهولندا والدنمارك، وكذلك لمناقشة الإجراءات التي يمكن للمنظمة اتخاذها ضد مرتكبي انتهاكات الإسلاموفوبيا الدنيئة.

وخلال الاجتماع، جدد الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه التعبير عن استيائه تجاه الأعمال الاستفزازية التي يقوم بها نشطاء اليمين المتطرف، مؤكداً أن هذه الأفعال هي أعمال إجرامية يتم اقترافها عن قصد لاستهداف المسلمين، وإهانة دينهم الحنيف، وقيمهم ورموزهم المقدسة. وقال إنه يتعين على الحكومات المعنية اتخاذ إجراءات عقابية صارمة، ولا سيما أن مثل هذا الاستفزازات قد تم ارتكابها مراراً وتكراراً من قبل المتطرفين اليمينيين في بلدانهم.

وصرح الأمين العام بأن هذه الأفعال المتعمدة والمتمثلة في حرق المصحف، والإساءة إلى مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يجب ألا يُنظر إليها على أنها مجرد حوادث عابرة من مظاهر الإسلاموفوبيا. وأضاف إنها إهانة مباشرة لجميع المسلمين الذين يناهز عددهم 1.6 مليار نسمة.

كما دعا حسين طه جميع الجهات والأطراف المعنية إلى اتخاذ إجراءات حازمة، وذلك للحيلولة دون تكرار مثل هذه الاستفزازات مستقبلاً.

بدوره، قال المندوب الدائم لجمهورية تركيا لدى منظمة التعاون الإسلامي، السفير محمد متين إيكر، إن تركيا تدين بشدة الاعتداءات الخسيسة الأخيرة على القرآن الكريم في ستوكهولم (21 يناير) ولاهاي (22 يناير) وكوبنهاغن (27 يناير).

وأشار إلى أنَّ فشل السلطات السويدية في اتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد الهجوم على المصحف الشريف في 21 يناير أدى إلى وقوع هجمات مماثلة في هولندا والدنمارك بعد ذلك.

وحذَّر المندوب الدائم لتركيا من أن "الكراهية ضد الإسلام وصلت إلى مستوى ينذر بالخطر في أجزاء كثيرة من العالم، وخاصة في أوروبا"، مضيفاً: "نلاحظ بقلق بالغ كيف يستخدم السياسيون اليمينيون الخطاب المعادي للإسلام وكراهية الأجانب في أجندتهم الضيقة، واللجوء إلى هذه الشعبوية يمهد الطريق للهجمات العنصرية ضد المسلمين".

وشدد الدبلوماسي التركي على أن "محاولات الإساءة لحرمة القرآن الكريم، وغيرها من القيم والرموز الإسلامية المقدسة، بما في ذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، تحت ستار حرية التعبير، تتعارض مع روح بعض الوثائق الدولية القانونية الخاصة بحقوق الإنسان، من قبيل "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية".

وأوضح أنَّ العهد الدولي ينص بوضوح في المادة 19 على أن الحق في حرية التعبير "يحمل في طياته واجبات ومسؤوليات خاصة" تجاه الآخرين، لافتاً إلى أن المادة 19 تتضمن أيضاً الالتزام بعدم القيام بأعمال الكراهية وتجنب تحريض الناس على العنف.

وأكد أنَّ منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء فيها تتحمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية للعمل بشكل جماعي وإظهار موقف مشترك ضد التدنيس الأخير للقرآن الكريم.

ودعا سفراء الدول الأعضاء في المنظمة لدى العواصم التي تقع فيها أعمال شنيعة ضد القرآن الكريم وغيره من الرموز الإسلامية المقدسة، إلى بذل جهود جماعية تجاه البرلمانات الوطنية، ووسائل الإعلام، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الحكومية، من أجل التصدي لهذه الأعمال.

كما دعا بعثات المنظمة في نيويورك وجنيف وبروكسل إلى أخذ زمام المبادرة لمعالجة هذه الأعمال التي تنم عن الكراهية للإسلام ورموزه المقدسة، وذلك من خلال المنظمات الدولية المعنية التي تعتمد هذه البعثات.

وحثَّ على تعزيز مرصد الإسلاموفوبيا في منظمة التعاون الإسلامي من أجل التواصل الفعال مع الشركاء الدوليين والمتابعة على نحو أفضل لقضايا الإسلاموفوبيا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org