
رفض مستشفى خاص بجدة نقل مريضة صدرت لها موافقة إحالة إلى مستشفى حكومي، إلا بعد أكثر من تدخل لـ937؛ الأمر الذي كاد أن يفقد المريضة السرير الذي حجز لها لمدة 12 ساعة.
وتفصيلًا: عاشت أسرة مريضة مصابة بجلطة وشلل نصفي، حالات عصيبة، بعد أنْ رفض مستشفى خاص بجدة نقلَها إلى أحد المستشفيات الحكومية بعد صدور موافقة من "الصحة" بذلك، إلا بعد سداد مستحقَّات مالية أو التوقيع على كمبيالات؛ مما دفع بذوي المريضة للتقدم بشكوى على 937.
وبدورها أكدت 937 مخالفة المستشفى الخاص المعني للتعليمات الصادرة بذلك الخصوص، وتواصلت مع المدير المناوب بالمستشفى الخاص لأكثر من مرة، والذي كان يؤكد في كل اتصال أنه لم يحتجزها، بينما هو في الحقيقة كان يرفض نقلها إلا بعد سداد المستحقَّات المالية أو التوقيع على كمبيالات، رغم أنها نقلت إليه بالهلال الأحمر كأقرب مستشفى؛ كونها حالة حرجة، وهو الإجراء المعمول به والمتعارف عليه.
وكان موظفو وزارة الصحة بـ"937" يؤكدون في كل اتصال على المصحة الخاصة بسرعة نقلها والمطالبة بالمستحقَّات المالية عبر الجهات المعنيّة.
وتسبَّب التعنُّت من قبل إدارة المستشفى الخاص في تأخير إحالة المريضة قرابة عشر ساعات؛ أي قبل ساعتين من انتهاء مدة حجز الكرسي بالمستشفى الحكومي.
وقال مسؤولان بالمستشفى المعنيّ: إنه لن يتمّ نقل الحالة بالإسعاف إلا بعد الدفع أو التوقيع على الكمبيالات، ليقترح أحدهما على أسرة المريضة إخراجَها بعربية من قبلهم رغم أن لديها شللًا نصفيًّا!
وأكد إبراهيم بن علي العسيري، ابن المريضة، لـ"سبق"، أن المستشفى الخاصّ رفض نقل المريضة للمستشفى الحكومي إلا بعد دفع المبالغ المالية أو التوقيع على الكمبيالات، وهو ما يؤكد احتجازها، مستنكرًا غياب الجانب الإنساني لدى الموظفين؛ المدير المناوب ومسؤول آخر.
وقال "العسيري": "القصة تعود لما قبل أسبوعين عندما تدهورت صحة والدتي فجأة لأتصل بالهلال الأحمر، الذي حضر وأبان أنه سيتمّ نقل الحالة لأحد المستشفيات الحكومية، فما كان مني إلا أن قلت: إن المستشفى الحكومي بعيد، والنظام ينصّ على نقل الحالات الحرجة لأقرب مستشفى أيًّا كان؛ وهو ما أكدته لاحقًا وزارة الصحة؛ ما أثار حفيظةَ أحد المسعفين، ولكن تم نقلها للمستشفى الخاص الأقرب".
وصدر تقرير من الهلال الأحمر يؤكّد أنّ الحالة حرجة دون ملاحظات، إلا أنه سرعان ما تعدل؛ حيث أضيف له أن الحالة نقلت للمستشفى الخاص المعني بناء على إصرار ذوي المريضة؛ ما أدى لرفض تحمل تكاليف العلاج من قبل شركة التأمين المعنية بالأمر.
وعند مراجعة مدير الهلال الأحمر بالمحافظة صدر تقرير آخر، تحتفظ "سبق" بصورة منه، يشير إلى أن الحالة نقلت بناء على كونها حرجة ليرفع للجهات المعنية مرة أخرى ويرفض.
وطالب ابن المريضة بسرعة تكوين لجنة عاجلة للتحقيق مع مسعف الهلال الأحمر، وشركة التأمين التي رفضت تحمل التكلفة المالية.
وأكد أن الدولة، حفظها الله، تبذل قصارى جهدها من أجل صحة مواطنيها، وأن خيرها قد امتد إلى خارج البلاد، وهو ديدنها الذي يشهد به القاصي والداني.
كما طالب بالتحقيق مع المشفى الخاص الذي رفض إحالة المريضة رغم صدور قبول لها بمستشفى حكومي، ضاربًا بالإنسانية والتعليمات عرض الحائط؛ ما أخّر نقلها قرابة عشر ساعات.
وثمّن "العسيري" لـ"صحة جدة" جهودها، وعلى رأسها مدير عام الشؤون الصحية الدكتور مشعل السيالي، الذي تابع بنفسه الحالة، ولمستشفى الثغر الذي أحيلت له الحالة، والذي قدم لها الخدمات الصحية والرعاية اللازمة.