يزداد اعتماد البشر على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته بوتيرة متسارعة يومًا بعد يوم، وسواء أدرك البشر أنهم يتعاملون مع الذكاء الاصطناعي أم لم يدركوا؛ فإن استخدامهم له في تسيير مختلف شؤونهم اليومية لا يتأثر بتوفر إدراكهم له من عدمه، فالذكاء الاصطناعي بات مكونًا أساسيًا في تشغيل وإدارة الأجهزة المنزلية، ومواقع التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، ونظم الملاحة والسفر، وتحديد المواقع، ونظم الرعاية الصحية، والهواتف الذكية، والخدمات المصرفية والمالية، والتجارة الإلكترونية، ويُعتمد عليه في المجالات الصناعية والعسكرية والتعليمية، وغيرها.
وأدى التوسع غير المسبوق تاريخيًا، في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في شتى مناحي الحياة ومجالاتها؛ إلى تحرك الأمم المتحدة لتقنين تقنيات الذكاء الاصطناعي، وضمان أن تعود بالنفع على البشرية، وتتركز على الأغراض السلمية، وقد أثمر تحركها إلى تبني 193 دولة جميعها أعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، لاتفاق عالمي يحدد القيم والمبادئ المشتركة اللازمة لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بصورة سليمة، وتمسكًا بهذا التوجه وتوافقًا معه، نظمت المملكة القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية، التي انطلقت اليوم (الثلاثاء) في الرياض، برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تحت شعار "الذكاء الاصطناعي لخير البشرية".
ويعبر شعار القمة عن الإسهام الفعّال للمملكة، في ضمان تركيز تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي على ما يعود بالنفع على الإنسانية، فالمملكة تهدف من تنظيم القمة، التي يشارك فيها صانعو السياسات في مجال الذكاء الاصطناعي ورؤساء كبرى الشركات التقنية في العالم، إلى توظيف الذكاء الاصطناعي وتسخيره؛ لخدمة البشر وبناء المجتمعات المستدامة، وقد انعكس هذا الهدف والإسهام بجلاء على الموضوعات التي تناقشها القمة وهي: "انعكاسات الذكاء الاصطناعي على أهم القطاعات الحيوية مثل، المدن الذكية، وتنمية القدرات البشرية، والرعاية الصحية، والمواصلات، والطاقة، والثقافة والتراث، والبيئة".
وستبحث القمة أيضًا وفي إطار تحقيق الهدف السالف الإشارة إليه، عددًا من الموضوعات الحيوية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، أدرجتها المملكة ضمن 3 محاور رئيسية تشمل: "تقنيات الذكاء الاصطناعي وحالات استخداماتها الحالية في شتى مناحي الحياة، ومستقبل قطاع الذكاء الاصطناعي وكيفية تطويره والاستفادة منه، في حل أبرز التحديات حول العالم، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي والاستخدام المسؤول لتقنياته؛ بهدف ضمان أن يكون المستقبل حقيقة وليس خيالًا علميًا"، كما ستتناول إنجازات الذكاء الاصطناعي في المملكة، وتستعرض رؤيتها لمستقبل الذكاء الاصطناعي وفقًا لـ"رؤية 2030".