الأمطار الصيفية.. "العبدالله" توقّع بدء موسم مطري جديد مع زيادة بنسبة 60%

قال مؤسس مركز "وسم" وعضو لجنة "تسميات" حسن العبدالله لـ"سبق": إن الأمطار الصيفية هي مؤشر على احتمالية ظهور موسم مطري جديد بدأ يتكرر على بعض المناطق الداخلية من المملكة، نتيجة تغيّر محور منخفض الهند الموسمي، والذي ساعد في دفع الرياح الموسمية الرطبة نحو المناطق الداخلية، والأمطار بنفس الوقت ستزداد خلال الموسم المطري المعتاد بحدود 60%.

وبيّن "العبدالله" أن جنوب الجزيرة العربية يتأثر بموجات شرقية استوائية، وتزامنًا مع هبوب الرياح الموسمية سنويًا، فهي تزداد وتقلّ على حسب الظروف، ولكن طرأ اشتداد على الرياح الموسمية، وأنه من خلال دراسة أصدرناها في مركز "وسم" يعود ذلك بسبب تغیّر مرکز منخفض الهند الموسمي إلى الغرب والشمال أكثر من المعتاد، مما أسهم في اشتداد الأمطار الموسمية.

وأشار إلى أنه بالنسبة لأمطار جنوب المملكة فهي معتادة في هذا الوقت، لكن شدتها الكبيرة أقوى بشكل أوضح من المعتاد موسميًا، وهي نفس النتائج التي توصلنا لها في بدايات الصيف، وحددنا موعدها مع رصد تغيّر محور منخفض الهند الموسمي.

وفي ظاهرة تحدث صيفًا وهي تأثر المناطق الشمالية بالأمطار الصيفية، أوضح "العبدالله" أنه بالنسبة لظاهرة أمطار شمال المملكة يعود سببها لنفس النقطة السابقة، فاشتداد الرياح الموسمية الناتجة من تغير محور منخفض الهند الموسمي تسبب في دفع الرياح الموسمية إلى عمق الجزيرة العربية وحتى منطقة شمال المملكة، وهذه الظاهرة تمت ملاحظتها من عام 2010م، وزادت بشكل واضح بعد صيف 2015م وأصبح تكرارها شبه سنوي.

وحول مدى تحسّن الموسم المطري على نطاق واسع من مناطق المملكة مقارنةً بالماضي، أكد "العبدالله" أنه بالنسبة لتحسّن الموسم المطري منذ عدة سنوات في مناطق عديدة من الجزيرة العربية وبلاد الشام يعود سببها إلى تغيرات مناخية طرأت على القوالب الجوية الرئيسية، وتغير محور التيار النفاث "تيارات قوية تهب على ارتفاعات عالية" تتسبب في ارتفاع الضغط الجوي كثيرًا فوق معظم مناطق أوروبا، ودفع كتل باردة نحو الجزيرة العربية، وتزامنها مع اندفاع كميات رطوبة عالية من بحر العرب، مما زاد كثيرًا من معدلات الأمطار في الشرق الأوسط بحدود 60% اعتمادًا على البيانات المعاد معالجتها.

وفيما يتعلق بتذبذب الموجات الحارة على مناطق المملكة بين ازدياد واعتدال خلال فصل الصيف، بيّن "العبدالله" أن الموجات الحارة القاسية ازدادت في شرق ووسط السعودية أكثر من المعتاد بسبب تراجع سرعة رياح البوارح المثيرة للغبار، والتي تسبب تطور موجات حارة في شرق السعودية، وبسبب تغير محور منخفض الهند الموسمي "وهو نظام جوي كبير وضخم ويؤثر كثيرًا على مناخ الجزيرة العربية"، بنفس الوقت وبسبب اشتداد الموجات الحارة على أوروبا، تسبب ذلك في دفع رياح معتدلة الحرارة لفترات أطول نحو شمال المملكة وبلاد الشام.