"الإذاعة والثقة".. الإذاعة السعودية تحتفي باليوم العالمي للإذاعة 2023

لإبراز الدور الكبير الذي تقدمه في التنوع الإنساني كأكثر الوسائل انتشارًا
"الإذاعة والثقة".. الإذاعة السعودية تحتفي باليوم العالمي للإذاعة 2023
تم النشر في

حرصت الإذاعة السعودية على الاحتفاء باليوم العالمي للإذاعة 2033, الذي يصادف الـ 13 فبراير من كل عام, ويأتي تحت عنوان "الإذاعة والثقة" بهدف إبراز الدور الكبير الذي تقدمه الإذاعة في التنوع الإنساني؛ كأكثر الوسائل انتشاراً؛ وحددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم المعروفة "اليونسكو" هذا اليوم؛ تخليداً لانطلاق أول بث إذاعي لهذه المنظمة منذ عام 1946م؛ مما يرسخ تواجد هذه الوسيلة المسموعة.

ويتركز الاحتفاء بهذا اليوم على مستوى دول العالم في إبراز المحتوى الإذاعي المرتكز على الجودة العالية، واحترام المعايير الأخلاقية للإذاعة من أجل بناء مستقبل أفضل، والاهتمام بكافة المستمعين، وتشجيعهم على المشاركة المجتمعية إضافة لتقديم منتج إذاعي هادف، وضمان التنافسية واستمرار المحطات الإذاعية وقدرتها على جذب قاعدة كبيرة من الجمهور والاحتفاظ بهم.

ويهدف اليوم العالمي للإذاعة لزيادة الوعي الثقافي بين الناس حول الدور الكبير الذي تلعبه الإذاعة في الحياة اليومية، وإدراك الدور الفعال الذي يقدمه كافة العاملين في هذه الوسيلة السمعية القديمة وفي كل المحطات الإذاعية، واحترام حرية التعبير من خلال الموجات الإذاعية، ووصول المعلومات بحرية تامة إلى كافة الأفراد، وبناء جسور من التفاهم والحوار المتبادل بين مختلف الشعوب على مستوى العالم.

كما يسعى للتعريف بالتطور الذي تشهده الإذاعة عالمياً؛ على مستوى تبادل المعلومات، ونقلها بسهولة من خلال موجات الراديو، والمناقشات البناءة حول القضايا الهامة على المستوى الدولي، ورفع مستويات الوعي لدى المستمعين على مستوى العالم، ومواكبة الأحداث والتطورات والتغييرات وتقديم محتوى يتناسب مع هذه المتغيرات؛ حيث تعتبر الإذاعة من أكثر الوسائل الإعلامية العالمية استخدامًا إذ تستطيع الإذاعة الوصول إلى كافة المجتمعات ورسم معالم حياتهم المتنوعة.

وشهدت المملكة تأسيس الإذاعة السعودية 1949م؛ بفكرة من الملك سعود بن عبدالعزيز حينما كان وليًا للعهد؛ وأصدر على إثرها مرسوماً ملكياً من الملك المؤسس عبدالعزيز ليبدأ الإرسال الفعلي للإذاعة من مدينة جدة؛ في موسم حج العام ذاته؛ حيث اقتصرت في البداية على بث الأخبار الرسمية والدينية، وبعض الإنتاج الأدبي من الشعر والمقالات، ولا يتجاوز الإرسال أكثر من ثلاث ساعات يوميًا؛ فيما قامت فكرة الإذاعة قديمًا لغرض تزويد المؤسس بالمعلومات والأخبار من كافة المدن والمراكز السعودية، وانطلقت منذ توحيد المملكة عام 1932م.

واستقلت الإذاعة السعودية بمرسوم ملكي تم إصداره عام 1955م؛ لتقع تحت رئاسة مجلس الوزراء، وكانت بداية تطورها عام 1964م؛ مع إنشاء مجمع ضخم للإرسال جنوب شرقي جدة، وكان يحوي جهازي إرسال للموجة الصغرى بقوة 50 ألف واط والمتوسطة 50 ألف و100 ألف واط؛ وتم بعد بث الإرسال الإذاعي من استديوهات جدة لمدة 16عامًا؛ إنشاء محطة جديدة في الرياض ليستمر البث فيها لمدة 16 ساعة يوميًا وبعدها بعام واحد تم إنشاء محطة الدمام، وتم في عام 1979م توحيد البث الإذاعي في جدة والرياض تحت نداء واحد من المملكة العربية السعودية بالرياض لمدة 20 ساعة يوميًا، ثم تم الفصل ليكون هناك إذاعة من جدة وأخرى من الرياض عام 1993م؛ ليصل البث الإذاعي السعودي إلى كافة أنحاء المملكة والوطن العربي والدول الأوروبية، كما يتم بث البرامج عبر الأقمار الصناعية وشبكة الإنترنت.

وهناك "5" إذاعات رسمية في المملكة هي: إذاعة جدة؛ التي تم إطلاقها عام 1368هـ؛ وبثها على مدى الـ 24 ساعة يوميًا، ومهتمة بنقل الأخبار الترفيهية والبرامج الإذاعية للشباب وشعارها "على هواك"، والإذاعة الدولية السعودية؛ التي أنشئت عام 1969م، وكانت موجهة لدول العالم بأكثر من لغة مثل الفرنسية والتركية والإندونيسية والفارسية، وإذاعة نداء الإسلام؛ وبدأت عام 1981م؛ مستهدفةً الوصول إلى كافة المسلمين حول العالم والتعريف بالدين الإسلامي والسنة النبوية، والتوعية بالخطاب الديني المستنير المستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.

وانطلق بث إذاعة الرياض في عام 1384هـ, على كافة الموجات والأقمار الصناعية لكافة أنحاء العالم واهتمت بالتثقيف والترفيه وشعارها "صوتك مسموع، وإذاعة القرآن الكريم؛ عام 1393م؛ لبث تلاوة القرآن الكريم، وتعليم القراءة الصحيحة والتجويد، كما اهتمت بنقل مسابقات حفظ القرآن الكريم في كافة دول العالم، وراديو السعودية؛ التي تبث باللغة الإنجليزية وتستهدف الجاليات الأجنبية في المملكة وتعتم بالأخبار والتثقيف والترفيه.

وتخلد الإذاعة السعودية في ذاكرتها عدداً من الرواد ممن ملكوا الفكر الإبداعي في مسيرتها الإعلامية ومنهم: عبدالله علي الزامل؛ وهو شاعر وإعلامي ومؤرخ ومن أوائل المشاركين في إعداد البرامج التلفزيونية والإذاعية، وأحد مؤسسي الصفحات المعنية بالفنون الشعبية في الصحافة السعودية، ومهتم بإعداد البرامج ذات الطابع الشعبي، وله العديد من المؤلفات في الشعر والتاريخ، إضافة إلى أمين سالم رويجي، وهو كاتب وإعلامي سعودي؛ اشتهر بتقديم برامج الأطفال على تلفزيون جدة وعُرف ب"بابا أمين"، كما عرف بكتاباته الاجتماعية الساخرة التي تتسم بالفكاهة والمرح.

وحفل تاريخ الإذاعة السعودية بأصوات نسائية لها وقعها الإعلامي في أذهان المتلقين؛ ومنهم: المذيعة نجدية الحجيلان؛ التي كانت أول صوت إذاعي نسائي ينطلق عبر الإذاعة السعودية، وذلك مطلع الستينيات، وقامت بتقديم برنامج "البيت السعيد"، وبرنامج "صباح الخير"، كما قامت بعمل المونتاج للبرامج الأجنبية، وفاتنة شاكر؛ وهي أكاديمية وإعلامية وتعتبر من أوائل الذين انضموا إلى الإذاعة السعودية، وأسماء زعزوع؛ التي انضمت إلى الإذاعة عام 1962م؛ كأول سعودية تقدم برامج أطفال عبر الإذاعة.

وكان هناك عدد من البرامج الإذاعة السعودية التي تركت أثرًا في نفوس المواطنين السعوديين وما زالت محفورة في ذاكرتهم وأشهرها: برنامج ماما أسماء، وطريق النور، وبرنامج تحية وسلام، والأرض الطيبة، وبرنامج الأطفال.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org