من قلب العاصمة الرياض تُختتم اليوم فعاليات "حديقة السويدي"، التي كانت شاهدًا على تمازُج الثقافات وروح الانفتاح، ضمن مبادرة "تعزيز التواصل مع المقيمين"، التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار "انسجام عالمي" على مدار 49 يومًا، عاشت الحديقة خلالها أجواء استثنائية، جسَّدت تنوُّع ثقافات تسع دول في تجربة ملهمة ومبهجة.
بعد نجاح أيام الهند والفلبين وإندونيسيا واصلت الحديقة استعراضها البديع للثقافات العالمية من خلال أيام باكستان، اليمن، السودان وبلاد الشام، وصولاً إلى ختام احتفالي مع أيام مصر.
وامتزجت ألحان الموسيقى التقليدية مع أضواء الحديقة؛ لتصنع أجواء مفعمة بالحماس؛ إذ تألقت الفِرق الشعبية بعروضها التي حازت إعجاب الزوار، وشارك الأطفال والكبار في ورش عمل تفاعلية، تضمنت الرسم على الوجوه، وتعلُّم الرقصات الشعبية؛ ما أضفى طابعًا من المرح والتواصل الإنساني. كما تصدرت الأكشاك الملونة مشهد الفعاليات؛ إذ قدمت الصناعات اليدوية والأطباق الشهية، مثل البرياني الباكستاني، الكباب الشامي والأطباق المصرية التقليدية، في تجربة حملت زوار الحديقة في رحلة عبر النكهات والقصص.
لم تكن الفعاليات مجرد احتفال بالتراث الثقافي، بل كانت نافذة للتواصل الإنساني العميق؛ إذ تبادل المقيمون من مختلف الجنسيات القصص والمشاعر؛ ما ساهم في تعزيز الشعور بالانتماء.
وقد لعبت وسائل الإعلام دورًا بارزًا في نقل هذه اللحظات؛ ما أعطى الفعالية بُعدًا عالميًّا، يعكس رسالة السعودية.
مع إسدال الستار اليوم على الفعاليات، التي انطلقت منتصف أكتوبر، شكَّلت حديقة السويدي علامة فارقة في تحقيق رؤية السعودية 2030 لتعزيز الحوار الثقافي والانفتاح، وكانت المبادرة نقطة التقاء بين التقاليد والحداثة، ورسخت مكانة السعودية كنموذج عالمي، يحتفي بالتنوع الثقافي.
ومع ختام هذه التجربة يتطلع الجميع إلى مزيد من الفعاليات التي تعكس هذا الزخم الثقافي، وتستمر في جمع الشعوب تحت مظلة الاحترام والتعايش.