افتتحت اليوم في مقر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمدينة الرياض الجلسة رفيعة المستوى للحوار الإستراتيجي الثاني بشأن التنمية الدولية والمساعدات الإنسانية بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا؛ لمناقشة الأولويات الإستراتيجية وعرض التقدم المحرز للحوار الإستراتيجي السابق وإطلاق المبادرات المشتركة، برئاسة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، وبمشاركة الأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، ومساعد وزير المالية للسياسات المالية الكلية والعلاقات الدولية عبدالمحسن بن سعد الخلف، والرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية سلطان بن عبدالرحمن المرشد، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن المشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محمد بن سعيد آل جابر، وممثلي وزارة الخارجية والمالية والصندوق السعودي للتنمية، فيما رأس وفد الجانب البريطاني وزير الدولة لشؤون التنمية والشؤون الإفريقية البريطانية أندرو ميتشل، وبمشاركة السفير البريطاني لدى المملكة نيل كرمبتون.
وقال "الربيعة" في كلمته خلال الجلسة: "إنه منذ اجتماعنا الافتتاحي في شهر مارس في عام 2023م شهدنا تعزيزًا ملحوظًا لتأثيرنا الجماعي على التحديات الإنسانية والتنموية الأكثر إلحاحًا في العالم"، ومن خلال مجالات التعاون الرئيسية الثلاثة في التبادل الفني وتنفيذ البرامج المشتركة والمبادرات الدبلوماسية، قمنا بتعزيز شراكة تعاونية حقيقية، ولقد تبادلنا الخبرات في مجال الرصد والتقييم من خلال ورشة عمل الرصد والتقييم الناجحة التي عقدت في شهر يناير بمدينة الرياض، واكتشفنا أفضل الممارسات في المساعدات المالية التي أثبتت نجاحها في تنفيذ المشروع المشترك لدعم الأمن الغذائي في الصومال، مضيفًا أن نتائج المشروع كانت أكثر تشجيعًا، والمبادرات الإنسانية الممولة بشكل مشترك شهدت زيادةً ملحوظة، ارتفاعا من 4 ملايين دولار إلى 22 مليونًا حاليًا.
وأضاف: "تعاوننا يمتد إلى ما هو أبعد من الالتزامات المالية، وبعملنا معًا لدعم خطة إنقاذ ناقلة التخزين صافر، وتسهيل محادثات السلام في السودان، وهذه الجهود المشتركة تؤكد قوة الشراكة السعودية البريطانية، التي تعزز السلام والأمن والازدهار على الصعيد العالمي".
وأشار إلى أن هذا الحوار يقدم فرصة لا تقدر بثمن لترسيخ اتجاهنا المستقبلي، واكتشاف مجالات أخرى للتعاون وإظهار وتوضيح الإمكانات التحولية لشراكتنا، والمسؤولون من كلا الجانبين يعملون بنشاط على تحديد الفرص الواعدة لمزيد من التعاون المشترك في العديد من الدول، ومنها السودان واليمن واللاجئون الروهينجا في بنغلاديش، وفي هذه المناطق يرى مركز الملك سلمان للإغاثة إمكانية هائلة للاستفادة من نقاط القوة لدينا في مجالات مثل التدخلات الصحية وتطوير البنية التحتية للتعليم وبرامج إيجاد سبل العيش.
وأعرب عن تطلعه لمستقبل هذه الشراكة، مؤكدًا حرص مركز الملك سلمان للإغاثة على اكتشاف الفرص لتحول ناجح للتدخلات الإنسانية في برامج مستدامة جنبًا إلى جنب مع المملكة المتحدة، مفيدًا بأنه علاوة على ذلك نحن مهتمون في اكتشاف حلول مبتكرة معًا مثل استخدام تكنولوجيا جديدة لتوصيل المساعدات بفعالية عالية، وأن الإمكانيات لا حدود لها، ونحن نتصور شراكات ثلاثية قوية حيث يندمج نطاق الخبرات الدولية للجانبين وآلية تطويره وتعزيزه ليكون نموذجًا يحتذى به.
وفي ختام كلمته، أكد "الربيعة" أن التزام الجانبين بمسارات العمل الثلاثة الراسخة سيظل ثابتًا، وبالتزامن مع التبادل الفني وبناء القدرات سوف ترسخ الشراكة السعودية البريطانية كقوة مطلقة لتحقيق السلام والأمن والازدهار على الصعيد العالمي.
وراجع الجانبان خلال الجلسة التقدم المحرز في إطار الشراكة السعودية البريطانية بشأن التنمية والمساعدات الإنسانية منذ حوار التنمية السابق في شهر مارس 2023م، ومناقشة كيفية تقديم المملكة وبريطانيا الدعم العاجل للدول المتضررة وفرص التعاون الوثيق في مجال وصول العمل الإنساني والتنموي وضمان وصول المساعدات الإنسانية حول العالم، وبحث الوضع الإنساني في السودان، وكيف للمملكة وبريطانيا العمل معًا لدعم جهود السلام وإيصال المساعدات المشتركة، إضافة إلى مناقشة سبل تقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، بما في ذلك تقديم المساعدات الثنائية، والعمل من خلال منصات التنسيق بين الجهات المانحة، وتعبئة التمويل الدولي لدعم تعافي أوكرانيا وإعادة إعمارها، ومناقشة دعم خارطة طريق السلام في اليمن وتنسيق الجهود لدعم تعافي وإعادة إعمار اليمن.