استثمارات بـ 49 مليارًا و47 شركة.. "القمة السعودية- الإفريقية".. شراكة مميزة بالأرقام

جهود متنوعة للمملكة تعكس حرص القيادة على تعزيز التقارب لخدمة الأهداف التنموية
استثمارات بـ 49 مليارًا و47 شركة.. "القمة السعودية- الإفريقية".. شراكة مميزة بالأرقام
تم النشر في

يعود تاريخ العلاقات السعودية- الإفريقية لعقود طويلة، تنوعت فيها صور الروابط والتلاقي في جوانب مختلفة، مليئة بالمواقف المشهودة سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا.

وتوثيقًا للعلاقات بين المملكة مع دول القارة الإفريقية نظرًا لأهميتها الجيوسياسية، تأسست 16 لجنة مشتركة ومجلسي تنسيق و7 مجالس أعمال، إضافة إلى إبرام أكثر من 250 اتفاقية تعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.

وتؤدي المملكة دورًا محوريًا في مساندة الجهود الدولية والإقليمية الرامية لإرساء دعائم الأمن والاستقرار وحل النزاعات ومحاربة الجماعات الإرهابية والتطرف وتحسين القدرات الأمنية للدول الإفريقية.

واستشعارًا للمسؤولية تجاه الدول العربية والإفريقية، وحرصًا على مصالح شعوبها، دعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- الجهود الدولية والإقليمية الرامية لإرساء دعائم الأمن والاستقرار وحل النزاعات في القارة الإفريقية، مما أثمر توقيع اتفاق جدة التاريخي للسلام بين أثيوبيا وإريتريا.

كما أثمر الدعم استئناف المحادثات بين طرفي النزاع في السودان، بجدة؛ بهدف الوصول لاتفاق سياسي يحقق الأمن، والاستقرار، والازدهار للسودان وشعبه الشقيق، حيث استضافت المملكة في جدة مايو 2023م، ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم، وقد حثّت المملكة والولايات المتحدة الأمريكية الطرفين على الانخراط بجدية في المحادثات؛ وذلك لتحقيق وقف فعال قصير المدى لإطلاق النار، والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الطارئة، واستعادة الخدمات الأساسية، ووضع جدول زمني لمفاوضات موسعة للوصول لوقف دائم للأعمال العدائية.

وحرصًا على استقرار الدول الإفريقية، أعربت المملكة عن بالغ القلق حول تطورات الأحداث الجارية في جمهورية النيجر وجمهورية الجابون، وتداعياتها على أمن القارة الإفريقية والسلام العالمي، داعية الجميع إلى تغليب صوت العقل والحكمة والمصالح الوطنية العليا، كما تؤكد حرصها الحفاظ على مصالح الشعب الليبي الشقيق وعلى مكتسباته الوطنية، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا.

ولدور المملكة المحوري في دفع عجلة التنمية والاقتصاد في الدول الإفريقية، وحرصًا من رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- على دعم اقتصاد دول القارة الإفريقية، أطلق صندوق الاستثمارات العامة في المملكة عددًا من المشاريع والأنشطة الاستثمارية في الدول الإفريقية في قطاعات (الطاقة، والتعدين، والاتصالات، والأغذية، وغيرها) بإجمالي 15 مليار ريال سعودي، مؤكدًا حرص سموه على أهمية الاستمرار في البحث عن فرص جديدة للاستثمار في القارة الإفريقية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

وبرز اهتمام المملكة البالغ بمستقبل القارة الإفريقية ودولها وشعوبها، من خلال مشاركة صاحب السمو ولي العهد -حفظه الله- في قمة مواجهة تحدي نقص تمويل إفريقيا التي أُقيمت في باريس 2021م.

وللمملكة والدول الإفريقية علاقات اقتصادية بلغ حجم تبادلها التجاري للعام 2023، (74.735) مليار ريال سعودي، مثلت الصادرات منها 53.071 مليار ريال، وشملت (منتجات معدنية، لدائن ومصنوعاتها، أسمدة، منتجات كيماوية عضوية، منتجات كيماوية غير عضوية) فيما بلغت الواردات 21.664 مليار ريال، وشملت (منتجات معدنية، نحاس ومصنوعاته، حيوانات حية، فواكه، بن وشاي وبهارات وتوابل).

ونظرًا لاهتمام المملكة الخاص بالقارة الإفريقية، بلغ إجمالي استثماراتها فيها خلال الأعوام العشر الأخيرة 49.5 مليار ريال، ووصل عدد الشركات السعودية العاملة هناك 47 شركة تعمل في مجالات (الطاقة المتجددة، والمأكولات والمشروبات، وخدمات الأعمال، والخدمات المالية، والمنتجات الاستهلاكية).

ودعمًا للدول الإفريقية، أسهمت جهود رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين عام 2020م في إطلاق: مبادرة مجموعة العشرين لتعليق مدفوعات خدمة الديْن، ومبادرة إطار العمل المشترك لمعالجة الديون، حيث وفرت المبادرتان سيولة عاجلة لـ73 دولة من الدول الأشد فقرًا من ضمنها 38 دولة إفريقية حصلت على أكثر من 5 مليارات دولار.

وانطلاقًا من دور المملكة الفاعل والريادي في الإسهام لتحقيق الاستدامة التنموية الشاملة، شكل دعم الصندوق السعودي للتنمية، لقارة إفريقيا، نحو 57.06% من إجمالي نشاطه الإنمائي حول العالم، حيث قدّم منذ مزاولة نشاطه الإنمائي دعمه إلى 46 دولة نامية في قارة إفريقيا؛ من خلال تمويل (413) مشروعًا وبرنامجًا تنمويًا، لدعم القطاعات الإنمائية عبر القروض التنموية الميسّرة بقيمة إجمالية تقدّر بنحو (40113.81) مليون ريال.

وتمثلت القطاعات التنموية التي يموّلها الصندوق في مشروعاته وبرامجه الإنمائية في الدول المستفيدة: النقل والاتصالات؛ ويشمل: (الطرق والموانئ البحرية والسكك الحديدية والمطارات)، البنية الاجتماعية ويشمل (التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي والإسكان والتنمية الحضرية)، الزراعة، الطاقة، الصناعة والتعدين، بالإضافة إلى المنظمات الدولية.

وفي إطار مساعداتها الإنسانية والإغاثية لدول القارة الإفريقية، نفذت المملكة بتوجيهات ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد -حفظهما الله- عمليات إجلاء إنسانية لـ 8455 من المواطنين، ومن رعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان حفاظًا على أرواحهم من تبعات النزاع المسلح الذي يشهده السودان.

وانبثاقًا من دورها الإنساني، بلغت قيمة المساعدات السعودية المقدمة لـ 54 دولة في القارة الإفريقية حسب إحصاءات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (45.333.508.756) دولارًا، فيما بلغ عدد المشاريع المنفذة 1884 مشروعًا، تمثلت في المساعدات التنموية، والإنسانية التطوعية، والخيرية، ومساعدات إنسانية عامة.

وشملت المساعدات السعودية (التعليم، الصحة، الأمن الغذائي والزراعي، المياه والإصحاح البيئي، التغذية، الخدمات اللوجستية، الإيواء والمواد غير الغذائية، الأمن والحماية، التعافي المبكر، دعم وتنسيق العمليات الإنسانية، وفي قطاعات متعددة).

وتمثلت المساعدات في قطاعات (الصناعة والتعدين والموارد المعدنية، دعم البرامج العامة، دعم الميزانيات، النقل والتخزين، الزراعة والغابات والأسماك، المياه والإصحاح البيئي، الطاقة، التعليم، والصحة، إضافة إلى قطاعات أخرى متعددة).

كما قدّم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 100 مليون دولار أمريكي لصندوق العيش والمعيشة، والذي يعمل في (أوغندا، السنغال، السودان، الصومال، موزمبيق، النيجر، بنين، بوركينا فاسو، تشاد، توغو، جزر القمر‎‎، جيبوتي، سيراليون، غامبيا، غينيا بيساو، الكاميرون، كوت ديفوار، مالي، نيجيريا، غينيا، موريتانيا، المغرب).

واستكمالًا للأعمال الإغاثية والإنسانية، وجهت القيادة الرشيدة بتقديم مساعدات غذائية وإيوائية لإغاثة المتضررين من الفيضانات التي شهدتها ليبيا، وقادت المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين عام 2020م، الجهود الدولية الرامية لضمان التوزيع العالمي السريع والعادل للقاحات وخاصة في الدول المنخفضة الدخل في إفريقيا من خلال إطلاق مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة فيروس كورونا، حيث كانت المملكة من أكبر الدول الداعمة والمتبرعة لهذه المبادرة.

وحرصًا على العلاقات الثقافية بين الجانبين، وبناء على إحصائيات وزارة التعليم، بلغ عدد المبتعثين السعوديين والسعوديات الدارسين في الجامعات الإفريقية (3956 طالبًا وطالبة)؛ فيما تستضيف 23 جامعة حكومية سعودية 2795 طالبًا وطالبة يمثلون 49 دولة إفريقية.

وتأكيدًا على العلاقات الوطيدة بين المملكة والدول الإفريقية، دعم عدد من الدول الإفريقية طلب المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو في مدينة الرياض عام 2030.

وللحد من آثار التغير المناخي ومصادر انبعاث الغازات الأكثر تأثيرًا في الغلاف الجوي، أطلق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- عددًا من المبادرات؛ ومنها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تشمل العديد من الدول الإفريقية، وتهدف لزرع أكثر من 50 مليار شجرة، وتخفيض أكثر من 10% من الانبعاثات الكربونية في العالم.

وتتطلع المملكة لأن تعزز (القمة السعودية- الإفريقية الأولى) والتي ستعقد غدًا في الرياض، الجهود الدولية الرامية لإيجاد حلول مبتكرة تساعد دول القارة الإفريقية على استغلال ثرواتها ومقدراتها الذاتية، بما يُعظم الأثر الإيجابي لاستثمارات المملكة ومشاريعها التنموية في الدول الإفريقية على اقتصاد ومجتمعات هذه الدول، ويسهم في خفض نسبة البطالة والفقر، وتعزيز شراكة المملكة والدول العربية مع دول القارة الإفريقية.

وتعكس هذه الاستضافة حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على تطوير شراكات المملكة الدولية، بما يخدم أهدافها السياسية والاقتصادية والتنموية، ويسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز العلاقات مع دول القارة الإفريقية ونقلها إلى آفاق أرحب والتأسيس لشراكة مثمرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.

وتأتي هذه القمة امتدادًا لاستضافة المملكة هذا العام لقمم واجتماعات وزارية مع عدد من التكتلات الدولية، منها القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى، والقمة الخليجية مع رابطة دول الآسيان، والاجتماع الوزاري العربي مع دول الباسفيك، أسهمت في إبراز دور المملكة القيادي على المستويين الإقليمي والدولي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org