كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء الحاج حسين، أن هناك بعض الوظائف والمهن تجعل الفرد أكثر عرضة لمتلازمة النفق الرسغي الذي يعرف أيضًا باسم "انحباس العصب المتوسط"؛ وهي:
حالة شائعة تحدث بسبب حدوث ضغط على عصب المعصم، مسببًا وخزًا وخدرًا باليد، مبينًا أن هناك بعض العادات في العمل كاستخدام الحاسوب بكثرة لساعات طويلة يؤدي إلى حدوث هذه المشكلة، وذلك بسبب وجود ضغط على العصب المتوسط في المعصم، وهناك العديد من الأسباب التي قد تسبب الضغط على العصب المتوسط؛ منها كسر المعصم، وجود الالتهاب والتورُّم الناجم عن التهاب المفاصل الروماتويدي، وفي كثير من الحالات ليس هناك سبب واحد للإصابة، قد يكون الجمع بين عوامل الخطر يسهم في تطوير الحالة.
وتابع: هناك فئات يكونون أكثر عرضة لهذه المتلازمة؛ نظرًا لكثرة استخدامهم لجهاز الحاسب الآلي؛ مثل الصحافيين وموظفي البنوك والعاملين في القطاعات الصحية والمستشفيات والأعمال المكتبية المعتمدة بشكل كبير على استخدام أجهزة الحاسوب، وغيرهم، وهناك بعض عوامل الخطورة؛ فالنساء لديهن قابلية كبيرة للإصابة بالمتلازمة مقارنة بالرجال، وأيضًا مكان العمل كالتعامل مع الأدوات التي تهتزّ، أو العمل الذي يتطلّب الثني لفترات طويلة أو المتكررة من المعصم "مثل استخدام لوحة المفاتيح "الكيبورد" والماوس، أو الجوال، ومن العوامل وجود تاريخ عائلي من الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي، وجود إصابات في المعصم. وهناك أيضًا بعض الظروف الصحية، مثل مرض السكري والتهاب المفاصل الروماتويدي.
وأضاف أن أهم أعراض هذه المتلازمة وجود ألم في الأصابع قد يمتدّ إلى اليد أو الذراع، خدر اليدين، الإحساس بوخز أو دبابيس وإبر، ضعف الإبهام أو صعوبة في مسك الأشياء.
وقال "حسين": لا توجد طريقة محدّدة لمنع الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي، ولكن يمكن تخفيف الضغط على المعصم والرسغ عن طريق أخذ جلسات راحة تمكّن الفرد من التمدد بلطف وثني اليدين والمعصمين بشكل دوري، والحرص على استرخاء وخفض قوة القبضة، مثلًا في حالة استخدام الهاتف المحمول أو العمل على لوحة المفاتيح لوقت طويل، فإنه ينصح النقر بخفة، وفي حالة الكتابة لوقت طويل فإنه ينصح باستخدام قلم عريض ذي حبر سائل، وتدفئة اليدين، وتجنب الجلوس في مكان بارد.
أما عن العلاج فقد يكون غير جراحي إذا تم تشخيص الحالة في وقت مبكر، فإن الأساليب غير الجراحية قد تساعد على تحسين متلازمة النفق الرسغي، بما في ذلك جبيرة المعصم، الحقن، عقاقير مضادة للالتهابات "المسكنات"؛ إذ قد تساعد على تخفيف الألم على المدى القصير، أما جراحيًّا فيكون آخر الحلول، والهدف منه تخفيف الضغط عن طريق قطع الرباط الذي يتسبّب بالضغط على العصب المتوسط.