شهدت الأجواءُ السعودية خلال موسم الحج المبارك حركةً جوية كثيفة؛ حيث توافد ملايين الحجاج من مختلف أنحاء العالم لأداء مناسك الحج في ظل الإمكانات الاستثنائية التي وفرتها حكومة المملكة العربية السعودية؛ لاستقبالهم وتيسير رحلاتهم.
وقد بُذلت جهود استثنائية من قِبل المراقبين الجويين في شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية، ضمن منظومة القطاعات العاملة في خدمة الحجاج؛ لضمان سلامة وسلاسة رحلات الحج؛ حيث بلغ مجموع الرحلات المحلية والدولية خلال موسم الحج لهذا العام 1445هـ أكثر من 130 ألف حركة جوية من بينها أكثر من 64,6 ألف حركة جوية في مرحلة القدوم الممتدة من 1 ذي القعدة إلى 4 ذي الحجة بزيادة 9% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وأكثر من 65,9 ألف حركة جوية لمرحلة المغادرة الممتدة من 13 ذي الحجة إلى 15 محرم بزيادة 10% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وشهد يوم 21 ذي الحجة، تحقيق رقم قياسي ليوم واحد، بإجمالي 2,280 حركة جوية دولية ومحلية بزيادة 4% عن العام الماضي. فيما بلغ إجمالي عدد شركات الطيران التي استخدمت الأجواء والمطارات السعودية للرحلات المحلية والدولية 184 شركة طيران، بزيادة 2% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وأدارت الملاحة الجوية السعودية أكثر من 1,240 حركة جوية دولية كمتوسط يومي خلال فترتي القدوم والمغادرة لموسم الحج، وذلك لرحلات قادمة ومغادرة لأكثر من 116 مطارًا حول العالم.
وشملت الإحصائياتُ جميعَ الرحلات المجدولة وغير المجدولة؛ حيث يُعدّ المراقبون الجويون الأعين الساهرة لضمان سلامة الرحلات وتيسير وصول الحجاج إلى أرض الوطن لأداء النسك؛ حيث يتولون إدارة الحركة الجوية الكثيفة، مع ازدياد عدد الرحلات بشكل كبير، وضمان سلامة جميع الرحلات الجوية، بما في ذلك رحلات الحجاج من مختلف أنحاء العالم. ويعمل المراقبون الجويون على مدار الساعة لتحديد مسارات الرحلات، وتحديد أوقات الإقلاع والهبوط، وضمان توافق حركة الطائرات مع إمكانيات المطارات.
ويُعدّ التواصل الفعال بين المراقبين الجويين وقائدي الطائرات أمرًا ضروريًّا لضمان سلامة حركة الطيران، خاصةً خلال موسم الحج الذي يشهد توافد طائرات من جميع أنحاء العالم، ويستخدم المراقبون الجويون لغة واحدة ورموزًا معتمدة دوليًّا في التواصل وأنظمة اتصالٍ مُتطورة لضمان تبادل المعلومات وتنسيق العمليات بشكلٍ فعال. وتُساهم أحدث التقنيات وأنظمة المراقبة الجوية التي وفرتها خدمات الملاحة الجوية السعودية، في تحسين كفاءة وفعالية عمليات المراقبة الجوية، خاصةً خلال موسم الحج الذي يشهد ازديادًا كبيرًا في حركة الطيران.
ويستخدم المراقبون الجويون هذه الأنظمةَ لرصد حركة الطائرات، وتحديد مواقعها، وتوجيهها بأمان عبر الأجواء. ويحرص المراقبون الجويون على ضمان سلامة وأمن جميع الرحلات الجوية؛ وذلك من خلال اتباع أعلى معايير السلامة والتعاون الوثيق مع كافة الجهات العاملة في المطارات.
وتضمّ منظومة الملاحة الجوية في المملكة العربية السعودية مركزَيْ مراقبة إقليميين في كل من جدة والرياض، و18 وحدة مراقبة جوية ومركز مراقبة وتحكم بالأنظمة الملاحية، وأكثر من 1,200 جهاز ملاحي موزعة في كافة أنحاء المملكة تواكب أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال، وتهدف هذه المنظومة إلى تحقيق أقصى متطلبات السلامة والانسيابية في الحركة الجوية.