بعبارات صريحة وكلمات مباشرة لا تحتمل التلميح أو التأويل، رسَم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، صورة مزدهرة لمستقبل المملكة في قادم السنوات؛ مؤكدًا أن جميع البرامج والمخططات التي جاءت بها رؤية 2030 لم يكن الهدف منها سوى الصالح العام، ممثلًا في تنمية الوطن ورفاهية المواطن.
وحل ولي العهد ضيفًا على شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية، في حوار شامل، كشف خلاله عن توجهات المملكة في المرحلة المقبلة، وملامح التأثير الذي أحدثته رؤية 2030 في مشهد تقدم ونمو البلاد، وتحديدًا في الشأن الاقتصادي؛ حيث تُعد هذه المقابلة الأولى لولي العهد مع شبكة إخبارية أمريكية منذ عام 2019.
وتَطرق ولي العهد إلى ملفات داخلية عدة، وتحدث فيها بكل صراحة ووضوح، معلنًا للجميع أن اهتمامه الشخصي تَرَكز على أمن الوطن وسلامة الشعب ومصالحه العليا، كما تَرَكز على التنمية الاقتصادية للمجتمع ورفاهه الاجتماعي؛ وهو ما ظهرت بوادره في تنفيذ رؤية 2030؛ حيث نجح سموه في ترجمة هذه الاهتمامات على أرض الواقع بالفعل لا بالقول، وهو ما تعكسه بكل وضوح المستويات المتقدمة التي تشهدها المملكة في كل المجالات.
وتعكس الجهود التي بذلها ولي العهد -أثناء تنفيذ متطلبات الرؤية- حرص سموه على تعزيز كل مقومات الوطن، وترسيخ إمكاناته والمزايا النسبية التي يتمتع بها، بغية إعادة صياغة البلاد من جديد، عبر حزمة من الإصلاحات الشاملة والجذرية، التي طالت كل مناحي الحياة؛ وهو ما أثمر في نهاية الطريق، عن تأكيد سلامة الوطن والمواطن، وتعزيز الأمن في ربوع البلاد؛ إيمانًا من المملكة بأن أي تنمية ستأتي بها الرؤية، لا فائدة منها، إذا لم يتمتع الوطن بكل عناصر الأمن والأمان المطلوب، وهو ما حققته الرؤية على أرض الواقع.
ومن نشر الأمن والأمان في ربوع الوطن، انطلقت التنمية الاقتصادية في ربوع البلاد، وهو ما راهنت عليه الرؤية التي أعلنها ولي العهد في صيف 2016م، عندما وعدت الشعب السعودي بمملكة جديدة، ذات اقتصاد قوي ومستدام، قادر على مواجهة أي تحديات أو أزمات عالمية، وهو ما كانت دول العالم شاهدة عليه، عندما رأت الاقتصاد السعودي قادرًا على مواجهة تحديات أزمة كورونا، وفي الوقت نفسه، تحقيق الازدهار المطلوب؛ بعكس اقتصادات الدول الكبرى التي شهدت تخبطات، ألزمتها بإعادة النظر في برامجها من جديد.
ولم تمر فترة طويلة على تنفيذ برامج الرؤية، إلا وأثمرت عن نتائج إيجابية، عززت من مسيرة الاقتصاد الوطني، ومن رفاهية المواطن، من خلال استحداث برامج ومجالات استثمارية جديدة، أحدثت الفارق المطلوب في مسيرة الاقتصاد الوطني، وعملت على تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على دخل النفط، مقابل الاعتماد على دخل القطاعات غير النفطية.
وكان ولي العهد أكثر وضوحًا، عندما أعلن في الحوار، أن التغيير في المملكة، ما كان له أن يحدث؛ لولا وجود المواطن الراغب في التغيير، والساعي إليه بشتى الطرق، وهذا الأمر تَطلب من سموه منح الثقة في قدرات المواطن وإمكاناته الشخصية في القيام بعملية التغيير، ومن هنا كان دور المواطن في تنفيذ رؤية 2030 كبيرًا ومحوريًّا، وكان هذا كفيلًا بإيجاد واقع جديد، وتحقيق إنجازات تُحاكي تطلعات الشعب السعودي في أمنه واقتصاده وتعليمه وصحته ومعيشته ورفاهه الاجتماعي.