أكد محلل سياسي أنه يجب عدم شيطنة الطاقة النفطية والدول المُصدِّرة للنفط، وأن كل دولة لها احتياجات خاصة من الطاقة.
وتفصيلاً، أوضح فيصل بن إبراهيم الشمري لـ"سبق" أن سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وضع بعض النقاط على الحروف، وأرسل رسائل مهمة جدًّا بأن النفط وأسواق الطاقة النفطية ستكون لاعبًا في ذلك التحول المهم جدًّا للمحافظة على المناخ والبيئة بشكل كبير جدًّا.
وبيَّن أن السعودية ودول الخليج تقود التحرك في استخدام وسائل الطاقة المتجددة بشكل كبير، وبمشاريع تنموية كبيرة جدًّا، لكن يجب علينا أن نتعامل في التحولات وفقًا لمعطيات كل دولة على حدة. مبينًا أنه لا يمكن فرض التحول إلى طاقة بديلة على دولة تحتاج للطاقة النفطية بشكل كبير، مثل الهند أو الصين؛ لأن تعدادها السكاني وحاجتها الاقتصادية للطاقة النفطية كبيران.
وأضاف بأنه كانت هناك محاولات على مدار سنوات من قِبل التيار اليساري في صناعة القرار في الدول الغربية لتسويق الطاقة الخضراء بشكل كبير جدًّا على حساب الطاقة النفطية بشكل واضح، وأن لا تكون الطاقة النفطية والغاز الطبيعي جزءًا من ذلك التحول، لكن ذلك لم ينجح، ولن ينجح؛ لأن هناك أولية كبيرة جدًّا للطاقة النفطية.
وقال "الشمري" إن أوروبا استثمرت نحو ثلاثة تريليونات دولار، وبعدت بشكل كبير عن الطاقة النفطية والغاز الطبيعي، وهي الآن تدفع ثمن ذلك، منها ما يحدث في أوكرانيا. وإن ما حصل من تغيُّر جيوسياسي كبير جدًّا في الحرب الأوكرانية - الروسية أكد أن هناك أولوية كبيرة جدًّا لأسواق الطاقة بخلاف ما يُسوِّق له أقصى اليسار عن طريق الاتفاق الجديد للطاقة الخضراء.
واستطرد "الشمري" بأن أوروبا الآن تحتاج إلى أن تبني بنية تحتية كبيرة جدًّا من الموانئ لاستقبال الغاز الطبيعي ومحطات التكرير.. إلى آخره، وأن محاولة التحول السريع جدًّا، وعدم الأخذ بالمعطيات، وضعا أوروبا في موقف صعب جدًّا.
وقال إن النفط يجب أن يكون لاعبًا، وهو بالفعل لاعب في الطاقة البديلة؛ فهو يدخل في صناعة السيارات وتكرير النفط والعوامل الخارجة التي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية وطاقة الرياح والألواح الشمسية.. إلى آخره.
واختتم بأنه يجب أن يكون النفط جزءًا من الحل، وهذه الرسالة من سمو ولي العهد بأن تكون الدول النفطية جزءًا من الحل في مكافحة الانبعاثات السلبية للطاقة في البيئة.